أكد فتح الباب محمد أحمد، والد مريم، أنه رفض عرضاً تقدمت به إحدى الجامعات الأمريكية لتعليم ابنته، وقال: "اتصلت بي إحدى الجامعات الأمريكية وطلبوا تبنيها، لكن مش هبيع بنتي، وقلت لابنتي: مش هبيعك لأمريكا ولا غيرها". مريم فتح الباب، هي الطالبة المتفوقة بالثانوية العامة، التي تحدت ظروفها المعيشية الصعبة، وحصلت على مجموع 99%، وأصبحت حديث المجتمع المصري. ومن الواضح أن الوالد بالرغم من تعليمه البسيط، إلا أن لديه من الوعي والإدراك بأنه إذا ترك ابنته في يد الأمريكان أو غيرهم، سيذهب في النهاية خيره لغيره.. فأمريكا لا تنفق على أي من أبناءنا سنتاً (يوازي القرش في المعنى) إلا وتنتظر أمامه الكثير من الدولارات علماً وأبحاثاً تفيد بها بلادها، وبالتالي لن يعود بالنفع أو الفائدة على مصرنا.. وتظل الطيور مهاجرة، ولنا من الأمثلة الكثير وقائمة الأسماء اللامعة من النخب العلمية في الخارج طائلة! عائلة الطالبة مريم، التي هي فخورة بها، تؤكد مريم أنها السبب في نجاحها المستحق، حيث قالت في حوار أجرته على أحد الفضائيات، إن والدها يعمل بواباً، وأنها تفخر بذلك وسط زملائها، ولا تشعر بأي خجل، موضحة أنهم يعيشون في منزل مكون من غرفة واحدة مع 4 أشقاء. وكانت الشابة الأولى على الثانوية العامة، تدرس في محل مغلق بالشارع القريب من منزلها، حتى الساعات الأولى من صباح كل يوم. وفي اجتماع عقد بمجلس النواب المصري، قال الدكتور جمال شيحة، رئيس لجنة التعليم، بهذا الصدد، يوم الثلاثاء الماضي، إن الطالبة مريم تفوقت رغم ظروفها الاجتماعية الصعبة، وهذا يؤكد أن لا شيء يعوق النجاح مهما كانت الصعوبات. وتابع موجهاً حديثه إلى مريم: "ستدخلين كلية الطب وستساعدك الدولة في أي صعوبات تواجهك، وإن لم يتم الأمر، ستدعمك اللجنة فلا تحملي أي هم.. طلعتي الأولى مش عشان بنت فلان وهذه أهم رسالة للشباب، أنه مش مهم أنت مين ومعاك كام، المهم الكفاءة وعايز تبقى إيه". وقالت مريم إنها سعيدة بتكريم ممثلي الشعب لها، وإن هذا الأمر يعطي الأمل لكل مجتهد بوجود تكريم من الشعب والدولة. وأضافت في كلمةٍ ألقتها أمام اللجنة: "أحلم بإسعاد أسرتي وأن أقدم شيئا لبلدي التي وفرت المدارس الحكومية، وأتمنى القضاء على الروح السلبية التي حولت المجتمع إلى كتلة سلبية". من قلبي: نطالب وزير التعليم بتعديل القرار الذي صدر في الستينيات وما زال سارياً، لمنح المتفوقين في الثانوية العامة راتباً شهرياً.. ونتمنى أن يكون الراتب لائقاً مواكباً لمتطلبات العصر في الكلية لمساعدتهم على الاستمرار في النجاح. كما أطالب الوزير على الجانب الآخر، بأن يدفع الطالب الراسب في الجامعة رسوم قيده مرة أخرى في العام التالي، فالطالب الذي يذهب الجامعة ليتمشى و يتسلى ثم يرسب يجب أن يدفع رسوم قيده من أجل دعم المتفوقين أمثال مريم. من كل قلبي: وبالرغم من أنني مؤمنة بأن نظام التعليم، وبالأخص في الثانوية العامة يحتاج إلى جهد جهيد لتغيير هذا النظام النمطي العقيم، إلا أنني قد تفاءلت، بنموذج مريم فتح الباب، الطيب والنبتة الجيدة، للطالب الذي يستطيع أن يتحدى الصعاب ويقهر الظروف ونفسه.. مبروك يا مريم.. ومبروك لكل طلابنا مع تمنياتنا لهم بمزيد من التفوق والنجاح. [email protected] لمزيد من مقالات ريهام مازن;