بعضا منه ذلك البن الأسود، ما زلت أحتسي، ويمر في خاطري عصرين، أتوه بينهما ،عابرا محطات، ومحطما أدوات، كثيرا ما ظننت أني امتلكها، تارة تأخذني ملكة الكتابة لأغوص في عالم كان ومازال مليئا بالزيف، ومطعما بالنفاق. تزينه المصالح، ولا يعترف إلا بأصحاب السطوة والحظوة، ورجل يقبع على نفوسنا 30 عاما لا أدري أكان رئيسا بالفعل، أم كان يستأجرنا إيجارا قديما، قالوا: إلحق ثورة، قلت خيرا، وفوضى غير خلاقة، واتهامات بالعمالة والخيانة، ثم إلحق مرة أخرى :الإخوان يسرقون الثورة، قلت كيف؟ فقالوا كلاما عجيبا، كل ما استطعت أن أفهمه أن بقية الشعب كان يغط في نوم عميق، ثم استيقظ فوجد الاخوان، وهو رأي باطل جملة وتفصيلا أين من باعوا الثورة ويتألمون الآن.. ناسين أن دورهم البطولي جدا قد اقتصر، تارة على المقاطعة، وأخرى على العويل، وكأن من انتخب من المصريين، شعبا آخر!! عدت أسأل مطحن البن الأسود الذي أحتسيه ، هل تغير شيء في تركيبه أدي لدوران رأسي ؟ فنفى الرجل متعجبا من سؤالي، فانصرفت حاملا دهشتي، فلأول مرة أصادف ريئسا يبكي!! يتأثر!! لا ..لا.. لابد أن هناك شيئا ما خطأ في المحروسة، فكل 100 ألف نسمة تقريبا لهم رأي مخالف عن المائة ألف الأخرى، فما بالنا لو عرفنا أننا نزيد على 90 مليونا من النسمات البشرية، كيف نتفق؟ ومتى نعتمد علي الله وننتج؟ مش مهم.. المهم جدا أن نظل نختلف ولا نتفق، حتى يرث الله الأرض وما عليها.. لا يهم أن نجتمع لحل خلافاتنا ..الأهم أن نجتمع لزيادتها ويتهم كل طرف منا الآخر؟؟ فأنا فلول إن اختلفت معك، وانت تيار إسلامي ظلامي إن اختلفت معي، وهم ميليشيات هددونا بالإبادة !!إن لم ينجح د.مرسي، وهكذا، ولا تنس من فضلك المجلس العسكري الذي أضحى فجأة من الخائنين، وحكم العسكر، الذي احتلنا حينما قامت الثورة، بدليل المجازر البشعة التي قاموا بها، وأنهار الدماء التي سالت من دباباتهم ومدافعهم، ليحصدوا أرواح المصريين، ولا تتناس أعزك ربي القضاة وتطهير القضاء، لأن ما يحكمون به لا يخضع لحساباتنا وأهدافنا، فإن حكموا لنا فبها ونعمت وإلا فلابد من التطهير الفوري، وقس على ذلك يا صديقي: الشرطة والنيابة والمدرسين والصحفيين والمحامين والعمال والفلاحين، وكل من يحمل أي عضوية في نوادي المحروسة، نحن إذن في حاجة ماسة جدا لتغيير البن الذي نحتسيه أما عني فسأغير المطحن والنوعية . [email protected] المزيد من مقالات أيمن عثمان