\يحار المر فيما يدور أمامه على الساحة، من تداعيات أزمة ما، لاتلبث أن تتحول إلى أزمات متولدة، أو قل عنقودية، لا تنتهي، ولا يستطيع المرء إيجاد مخرج لأزماته الفولاذية، إلا بسلسلة أخرى من التداعيات، التي تنتهي دائما بمعضلة جديدة، فهل نعيش تداعيات ثورة قامت بالفعل، أم أننا أصبحنا لا ندرك ما نريد، وبالتالي لم نجد ذلك الرئيس الذي نتوافق عليه جميعا، المتأمل يجد أن كل فصيل يملك من القوة أن يحارب فصيلا آخر، ليس هذا فحسب، بل وجدنا مع القوة تهديدا، ومع التهديد مليونيات، برفض أو قبول شئ ، أو شخصية ما، ولا يسعنا هنا إلا طرح سؤال من قبيل من يمثل ماذا؟ فالكل يدعي أنه الأقوى، وقليلا ما نجد الموضوعية، وكثيرا ما نجد العضلات، وأقصد بها الحشد والاستعراض في عملية إيهام واضحة، بأن هذا المرشح يجتذب فئات الشعب على مختلف طوائفه، وما ذلك بحق بقدر ما هو استعراض، بعيد كل البعد عن حقيقة ما يهدف إليه، فكل مرشح صار يمتلك أدواته، ولكنه لم يمتلك بعد إلا فصيلا واحدا، أو قل فصيلين على الأكثر، ولم يفلح إلى الآن في التفاف الشعب حوله، والدليل أنه لم يتفق الناس أنفسهم على شخص بعينه، فالفلول مع سليمان وشفيق، وحزب الكنبة لسه بيفكر، والاخوان مع الشاطر، والسلفيين مع حازم .....وهكذا، ومن لم يجد سبيلا لذلك، يبحث عن توافق، أو يريد جرنا لمجلس رئاسي ترتضي به الأمة ، وفي خضم هذا المعترك الرئاسي، نسينا أن نلتفت إلى ما حاق بنا من أحداث، ليس أقلها سوءا التدهور الاقتصادي، الذي صار قاب قوسين أو ادنى من الانهيار، وليس أكثرها تفاؤلا التدهور السياسي، من جراء تشرذم الائتلافات الثورية التي أشعلت بذرة الثورة، ولم يتح لهم أن يحكموا مباشرة، وبعد أن تولى المجلس العسكري إدارة شئون البلاد، انطلقت جماعة الإخوان ومعها الحلفاء، وما ذلك بمستغرب، لأنهم الأكثر تنظيما، فضلا عمن يساندونهم من التيار السلفي وبالفعل نجح هذا التيار الديني السياسي، في الهيمنة المطلقة على مجلس الشعب تارة، والشورى أخرى،.. وهكذا، ولم يكتفوا بذلك، وتم ترشيح الشاطر، لتكتمل حلقات الهيمنة المطلقة ، فالتحول القادم لا محالة سيختلط فيه الدين بالسياسة وهو ما يخشاه الجميع، فالشواهد تدلنا على أن الليبرالية لم تعد ذات ثقل، على الأقل بالنسبة لرجل الشارع العادي، فهل نجحت الثورة في تأسيس بنيان لديكتاتورية سياسية دينية، أم أن الأيام القليلة القادمة تخبئ لنا شيئا جديدا بعيدا عما يجيده هذا الفصيل أو ذاك، من حسابات، أم أن بعض القوى ستأتي بجديد على الساحة، رغم تدهور فرصها إلا من القيل والقال والبعد الحقيقي عن الميدان لا أقصد ميدان التحرير بل أعني ميدان الرئاسة!! [email protected]