التمثيل كفن ليس مجرد دور فى مسلسل لممثل ما، فيحفظه ويقوم بتسميعه أمام الكاميرا، مضيفا إليه بعض الحركات الهزلية والهزات الوسطية والإفيهات المسخرية إن جاز التعبير، ولكنه أى الفن التمثيلى تجسيد كامل لواقع شخصية ما, بأحاسيسها ومشاعرها وطبيعتها, بسلبياتها وإيجابياتها دونما إفراط ومبالغة أو تفريط وإجحاف فى الحس والأداء، فيقوم الممثل بكل ما أُوتى من قدرات إبداعية (وهنا تتجلى الموهبة) بالتجرد من شخصيته الحقيقية, وارتداء شخصية أخرى ارتداء كاملا بتناغم وتجانس وانسيابية فينسى أنه فلان, ولا يذكر إلا علانا الذى هو بصدد تجسيده, فتتبدل نفسيته, وتتغير طبيعته وتختلجه أحاسيس ومشاعر جديدة لرجل آخر (شخصية أخري), فينبثق منه الحس واقعا حيا, وتخرج منه الكلمة صادقة طبيعية مؤثرة بلا تصنع أو تكلف, فيبدع ويؤدى ويتقن, تماما كما أتقن كثيرون من ممثلينا فى لوحة رمضان الدرامية لعام 2017. فى قلب موسم درامى هو الأنجح على الإطلاق، تبدو ظواهر كثيرة تلفت الانتباه إليها، على مستوى الأداء التمثيلى من ناحية، ومن ناحية أخرى على مستوى جودة الإنتاج ودهشة الصورة فى غالبية الأعمال التى حظيت بها كعكة هذا الموسم، والذى تألق فيه نجوم من الشباب وجيل الوسط على حساب أجيال ظلت تعتلى عرش الأداء فى مواسم سابقة، ليتربعوا على عرش الأداء الصعب، ورغم ما يعترى المشهد الدرامى برمته من نتوءات فى قلب سيناريوهات تأتى فى غالبيتها ضعيفة من حيث المستوى الفنى الذى تغالبه الدهشة البصرية على جناح التكنولوجيا، فإنه يحسب فى النهاية لتلك الأجيال الجدية إثبات الذات على مستوى الأداء العفوى الصادق جنبا إلى جنب مع عتاة التمثيل المصرى من الكبار الذى زينوا نفس اللوحة بأداء عذب يحسب لهم أيضا فى موسم يعد الأكثر نضجا وفعالية. على قدر التميز الواضح على مستوى صناعة الدراما المصرية الحالية، إلا أن هذا الموسم الرمضانى قد شهد فشلا ملحوظا فى مجال مسلسلات الكوميديا التى تراجعت بامتياز من ناحية الشكل والمضمون!.. يأتى هذا فى الوقت الذى يبدو فيه بعض من مشاهد ال "لايت كوميدي" مثل نسمة صيف خفيفة ومنعشة فى قلب الدراما ذات الطابع الاجتماعى والأكشن، كما لاحظت من خلال أداء "عارفة عبد الرسول" فى مسلسل "لاتطفيء الشمس" بدور بسيمة التى أضفت نوعا من خفة الظل على أجواء عمل تعانى غالبية شخوصه من التعقيدات والتناقضات الملحوظة، وأيضا يبدو ذلك ملحوظا مع "كريم عبد العزيز" فى "الزيبق"على جناح إفيهات سريعة وخاطفة تخفف من حدة الغموض الذى يكتنف مشاهد الجاسوسية، وشيء من هذا القبيل عند محمود عبد المغنى فى "ظل الرئيس" عبر اسقاطات طريفة فى سياق الأحداث الأكثر حدة ودموية، وأيضا "روبي" فى مسلسل "رمضان كريم" عبر مواقف كوميديا لاذعة على سبيل السخرية من واقعها، وغير ذلك من أعمال تجنح فى معظمها إلى لون التراجيديا، تلمس فى بعض مشاهدها نوعا من الفكاهة المحببة للجمهور، بينما تأتى الأعمال المعنية بالكوميديا ذاتها على جناح السذاجة المفرطة إلى حد البلاهة والتقزز فى غالبيتها. تخلو شاشة رمضان 2017 التى تبدو فيه "دنيا سمير غانم " فى اللالالاند و"ياسمين" هربانة منها و"عفاريت عدلى علام" تنافس "لمعى القط" فى ثقل الظل، بينما أبو حفيظة وشركاه قد نصبوا سيرك الابتذال فى "ريح المدام" ، مع إطلالة "بيومى فؤاد" فى أوقات فراغه فى "شاش فى قطن" بسخرية فاترة تخلو من ضحك حقيقى يلامس القلب والروح ويتسب فى نشوة قبل أن تلجأ إلى أدوية "أحمد رزق" الذى حوله " يوسف معاطي" بشكل يلوى عنق الكوميدى فى مسلسل "إزى الصحة" تماما كما نجحت فى ليّها "أمانى درغام" فى "زوجة مفروسة جدا للعام الثالث على التوالى فى "يوميات زوجة مفروسة جدا"، لتبدو الكوميديا ليست "خلصانة بشياكة" بحسب أحمد مكي، بل إنه يمكنك القول بأنها "خلصانة بسذاجة" من لون الكوميديا المصرية الناضجة التى اعتدنا عليها فى السينما والمسرح والدراما التليفزيونية، وخاصة عندما أصبحت الأخيرة هى الناقل الرسمى للإنتاج الفنى المصرى مع بداية الألفية الثالثة حتى اليوم. فعلى الرغم من أن هنالك نحو 8 مسلسلات تصنف تحت الكوميدى إلا أنها تبدو غاية التفاهة المصحوبة بتجريف متعمد للقيم والأخلاق والعادات والتقاليد، ومن قبل "الأصالة" التى تعاملوا معها على أنها نوع من التخلف فى عصر العلم والتكنولوجيا قوامه مواقع التفتت الاجتماعي. والتى يطلق عليها مجازا"مواقع التواصل الاجتماعي، تأتى "دنيا سمير غانم" هذا العام وقد شابها نوع من الترهل وهى التى كانت قد وضعت أقدامها على طريق ذلك النوع من الضحك النابع من القلب، والذى له دور مهم فى صميم حياتنا النفسية والاجتماعية المصرية، فنحن نريد أن نضحك حتى نخفف عن أنفسنا بالكوميديا، إذا يبدو الضحك فى جوهره بالفعل ظاهرة اجتماعية ، ولعل شيئاً من هذا المكان فى ذهن صمويل جونسون حين قال: "اختلف الناس فى الطريقة التى يعبرون بها عن حكمتهم، ولكنهم اتفقوا على الطريقة التى يضحكون بها"، والضحك، فوق هذا وذاك، ابتهاج بالحياة، أو كما عبر عنه فولستاف، ذلك الضاحك طيب القلب فى قوله لجمهوره: "تحبون الدنيا؟ إذن لأستخدمن فنى فى إقناعكم بأنها هكذا فعلا". وللأسف فإن "دنيا" لم تستخدم فنها فى إقناع من يحبون الدنيا على طريقة "فلوستاف" بمسلسلها "فى ال لالالاند" بل إنها وصلت إلى حد الاستهتار فى موهبتها التى كتبت لها النجاح فى الأعوام السابقة، لتقدم عملا مفككا يفتقد إلى الرؤية والهدف، ويعتمد فى الأساس على فكرة لاتطرأ إلا على خيال ساذج يخاصم الثقافة الشعبية المصرية المفعمة من الناحية الفكاهية بالمواقف الطريفة بالأقوال والحكم، وهى ظواهر صوتية تبدو مؤلمة تارة ومضحكة تارة أخري، ولعل ذلك يعد السبب الجوهرى فى أن الشعب المصرى هو بالسليقة ابن نكتة، ومن ثم بدت "دنيا" غير قادرة على انتزاع الضحك من قلوب متعبة أنهكتها الأزمة الاقتصادية الحادة بعدما احترقت بنار الأسعار والدولار. فى كتابه الشهير: The Physiology of laughter يقول هربرت سبنسر: إن الضحك هو مجرد فائض للطاقة الإنسانية وعلى المرء أن يجد له متنفساً ليخرج هذه الطاقة من جسده والطاقة الفائضة التى يثيرها الإحساس بالسرور والبهجة لابد أن تبحث لها عن منفذ من خلال الظاهرة الصوتية المتعلقة بعملية التنفس والتى نطلق عليها الضحك، ولست أدرى كيف ل"دنيا" التى تملك موهبة وفائضا من طاقة الكوميديا أن تقتنع بفكرة هذا المسلسل الذى تدور أحداثه فى إطار ما يسمونه كوميدى لايت، حيث يبدأ تتره باسكتشات أشبه بالفوازير، يعقبه مواقف مفتعلة على أثر سقوط الطائرة على أحد الشواطئ لتحمل نوعا من الدعابة المفتعلة الفاترة التى تعجز عن مخاطبة المصريين، كما هو معروف عنهم حب الدعابة والفكاهة والسهر، وهذه السهرات فى حد ذاتها كفيلة بإنتاج مواقف كوميدية تصلح لعشرات بل مئات المسلسلات التى يمكن أن تصنع البهجة من قلب أعتى المواقف التراجيدية المؤلمة. فى خلصانة بشياكة سوف تلاحظ قبل بداية الحلقة وجود دائرة حمراء بداخلها " فوق 18"، مايولد شعورا دفينا بداخلك أنك مقبل بلاشك على حزمة من الألفاظ والسباب والتعبيرات الخادشة للحياء العام، فى إطار من الريبة والشك تتصدر البداية عبارة : " تدور أحداث المسلسل فى عصر ما بعد الدمار سنة 2041 بعد خناقات بين الرجالة والستات أدت لحرب عالمية ثالثة، وبالتالى فهذا المسلسل لا يمت للواقع بصلة وأحداثه كلها من وحى خيال الكتاب"، وبالطبع سيخرج علينا فريق عمل المسلسل وخاصة كاتب السيناريو ليغرقنا فى حوارات جدلية عقيمة حول هذا اللون من الفانتازيا التى لا ترتبط بزمن معين، وبغض النظر عن المشهد الأول الذى يؤسس لفلاش باك من 24 سنة ، فإن العبث بعينه يأتينا عندما عادت "مدام كنزي" من عملها "محصورة" لتدخل بيوتنا عنوة فى سيل من الألفاظ والإيحاءات والروائح المقززة، تصحبها تعليقات أقل ماتوصف بالسخف والفجاجة والاستهتار بمشاعر جمهور صائم عن فحش القول قبل الطعام والشراب فى نهار رمضان، ناهيك عن افتعال معارك وهمية على مواقع التواصل الاجتماعى فى سياق الأحداث المهترئة، والزج بأسماء صحف كبرى مثل"الأهرام والنهار اللبنانية" فى خليط إعلانى يبعث على الغثيان، وكل ذلك بالطبع لايليق بجلال الشهر ولا يتفق مع نمط حياتنا اليومية المضطربة بالتراجيديا التى تحتاج بالفعل إلى جرعة من الكوميديا النظيفة المبهجة التى تقوى على تخفيف حدة الأفعال المشينة فى قلب شوارعنا المشحونة بالغضب. وها هى ظاهرة الكوميديا الفوضوية الهدامة تكبر وتتسع قاعدتها يوميا فى عصرنا الحالى من خلال نماذج لمهرجين جدد لا يملكون أدنى موهبة تمثيلة بقدر ما يمتلكون جرأة العبث بتراثنا الفنى فى إطار الجريمة المنظمة مثل المدعو "أبو حفيظة" الذى دشن عصابة تتمتع بقدر من "الاستنطاع" ، لا يفضى إلى ذلك الضحك المستحب النابع من القلب، بقدر ما ترسخ للتردي، وخلق روح البغض والكراهية لأجمل ما فى فن الزمن الجميل بشكل مقزز ومغلف بلون من سخرية عبثية تترك أثرا سلبيا لدى أطفالنا وشبابنا الذين يتعاطون هذا التراث بقدر من الاستخفاف بعد أن استبدل "أبو حفيظة" وغيره من رواد المسرح الهزلى من نوعية ال "ستاند أب كوميدي" بكلمات أغان طربية شجية غاية فى العذوبة والرومانسية وبث الروح الوطنية، وغيرها من مشاهد تمثيلية كان لها أكبر الأثر فى التربية النفسية وتهذيب العواطف لأجيال متعاقبة، كلمات مبتذلة على جناح سخرية مفتعلة بدعوى مواكبة روح العصر، ثم زاد الهزل بصورة أكثر تنظيما ليخرج علينا "أبو حفيظة" وجوقته ثقيلة الظل فى مسلسل" ريح المدام" - المأخود عن "عفريت مراتي" آخر فيلم قدمه الثنائى "شادية وصلاح ذو الفقار عام 1968 - بأداء لا يختلف كثيراً عما قدموه من تشويه كوميدى لاينتمى لفن الفكاهة سوى فى عقولهم المسكونة بهوس الفوضى والعشوائية. وهو الأمر الذى يستلزم تفعيل دور الرقابة والمجلس الأعلى للإعلام، انطلاقا من إيماننا بوحدة الدولة وسلامة المجتمع وحراسة مصالحه والحفاظ على التراث الإنسانى ومنظومة القيم الأخلاقية، وذلك بمحاذاة احترام تعدد الآراء وتنوعها والالتزام بالتعدد والتنوع الثقافى والحريات العامة للمواطنين المنصوص عليها فى الدستور المصرى ومواثيق حقوق الانسان، خاصة فى ظل إصرار الأعلى للإعلام على تطبيق غرامة 200 ألف جنيه على كل قناة فضائية أو أرضية عن كل مرة تذيع فيها ألفاظا بذيئة تدخل ضمن فاحش القول، وتمثل سبا صريحا وخروجا عن الآداب العامة وتسب الأم والأب والدين، كما أنه سيتم تحصيل 100 ألف جنيه عن كل مرة تذاع فى الإذاعات، والعقوبات تتضمن تعليق ترخيص الشاشة إذا امتنعت عن دفع الغرامة الفورية ويسحب الترخيص إن تكرر الخطأ ثلاث مرات فى غضون ستة أشهر وأنه لا تعود الشاشة لممارسة عملها إلا بترخيص جديد، والقرار يبدأ تطبيقه اعتباراً من منتصف يونيو الحالي، وسيتم الاحتكام للمجمع اللغوى فى تعريف اللفظ البذيء الذى يدخل ضمن فاحش القول وبدورنا نطالب المجمع بسرعة إصدار مدونة سلوك بهذا المعنى حتى يتم التصدى لتلك الفوضى الدرامية. أعلم أن لهؤلاء "المتنطعين" فى ساحات الفكاهة المبتذلة أنصاراً ومريدين يرون فيهم قدوة ومثلا، وأحيانا يرونهم مصلحين اجتماعيين جدداً فى برامجهم ومسلسلاتهم التى تسعى لتشويه تراث مصر الفني، رغم أن كل مانسمعه لايعدو كونه طنطنات غنائية وحركات تمثيلية بهلوانية، تصل أحيانا إلى حد الهيستيريا التى لا تمت بصلة لفن الفكاهة أو الكوميديا التى يقصد بها الهجوم البناء من أجل الإصلاح، بعدما تحولت إلى طوفان هادر يفضى إلى الهدم والانهياروالدمار الشامل لملامح تلك السخرية التى قصد بها "بن جونسون" أنها وخذ للضلوع بالدبابيس، وتسعى إلى إصلاح البشرية بجمع نماذجها الهابطة فى مسرحية بعد مسرحية ، أو كما نرى فى أغنية بعد أغنية، ومسلسل بعد مسلسل، وربما لخص تلك الحالات جميعها "بيومى فؤاد" فى مشهد المطاردة الذى يبدأ به مسلسله "شاش فى قطن" كواحد من تلك المسلسلات الغارقة فى الهبوط والتدنى ، حين يطل من باب سيارته ببرودة أعصابه المعهودة، ترتسم على وجهه ابتسامة باردة كى ينبه المشاهدين أن هذا المشهد لاعلاقة له بالمسلسل، بل هو فقط نوع من المسلسلات التى تداخلت فى بعضها البعض، ويبدو وهو يهبط فى سيارته ليعرض فكرة المسلسل فى حالة إجهاد واضح لاتنم عن حماس لتقديم عمل كوميدى بقدر ما يعبر عن أنه سياتى فى إطار "السبوبة" جراء وجوده المكثف فى العديد من مسلسلات رمضان الأخري. على أى حال لايمكن أن نعول كثيرا على صناعة الكوميديا فى مصر حاليا طالما دخل صناع الضحك فى معترك المنافسة مع تلك الاسكتشات المسرحية الهزلية التى جاءت فى "عفاريت عدلى علام" و"لمعى القط"، وغيرهما مما تكدست به الفضائيات فى غيبة من وعينا بأهمية المسرح كرافد من أهم روافد تغذية السينما والدراما التليفزيونية بمواهب أثبتت جدارتها فى فن الأداء الاحترافى الجيد على خشبته، وأمام جمهور إما أن يكتب له مباشرة شهادة النجاح أو الفشل قبل أن تطول الشاشة الصغيرة وتضربها فى مقتل،كما شاهد فى هذا الموسم الر مضانى الذى خلا من كوميديا حقيقية تلامس قلوب المصريين. فطبقا لمفهوم أرسطو عن الدراما فى كتاب الشعر"إن التاريخ يكتب الأحداث كما تقع، أما الدراما فتكتب الأحداث كما كان ينبغى لها أن تقع" .. إذن لابد لكاتب الدراما على اختلاف ألوانها أن يكون معنيا بالدرجة الأولى بصناعة سيناريو يهدف لخلق واقع أكثر جمالا ورقيا، حتى وإن كان يخالف الواقع المعيش فى بعض تفاصيله بهدف تجميلى يسعى لتخفيف معاناة الناس، بدلا من الضغط على العصب العارى فى المجتمع واللعب على المتناقضات التى ترسخ لمفاهيم التفكك الأسري، والعبث بالعادات والتقاليد التى تبلى بهيسيتريا الرفض والتمرد، ربما على أجمل ما كان فى حياتنا الحالية، قبل أن يزحف عليها طوفان التفاهة المقرونة بالبلاهة على عكس الفكاهة التى نقصدها، والتى يراد بها السخرية كتعبير حى عن مرارة الواقع الأليم الذى نحياه الآن فى إطار توظيف هادف للتغيير، كما أنه منوط بها التطهير والتخفيف من آثار التراجيديا السوداء التى التى تجثم على أنفاسنا كالكبوس المفزع ، فالسخرية ياسادة فى جوهرها النقى هى أولى مراتب الاشمئزاز من تصرف غير ملائم، مثلما يؤدى السخط بمرور الوقت إلى التمرد أو الثورة، تؤدى السخرية على المدى البعيد إلى استهجان النقائص ثم نبذها.