من المؤكد أن ما يحدث فى العالم العربى الآن من انهيار دول وقيام ميليشيات مسلمة تحمل راية «الإسلام» وتقاتل الدول ليس وليد الفوضى أو الصدفة، وإنما ثمة شكوك بأن كل ذلك مخطط من جهات عديدة ومؤسسات عالمية ودول تريد أن «تشيطن» الإسلام وتجعله متطرفاً وعنيفاً ليس فقط فى عيون شعوب العالم، ولكن وهذا هو الأخطر ، فى عيون الأجيال الجديدة التى تلقت تعليماً فاسداً وتربت على ثقافات أجنبية غربية دون أن تعرف كتابة فقرة واحدة باللغة العربية أو تتحدث بها ! والواقع أن منذ انهيار الشيوعية فى الاتحاد السوفيتى سابقاً وأوروبا الشرقية، والغرب قد حدد «العدو» التالى الذى يتعين القضاء عليه حتى تسود وتسيطر ثقافته على العالم وحدد كتاب ومسئولون غربيون كبار «الإسلام» على أنه العدو التالى بعد الشيوعية. وكانت البداية من أفغانستان الدولة المسلمة التى ظلوا يحشون عقولنا كذباً وقتها بأنها «شيوعية» كافرة يحتلها السوفيت وأنه يتعين على المسلمين فى العالم إنقاذها من أيدى «الكفرة» حتى كانت أفغانستان الحجر الأول فى انهيار الاتحاد السوفيتى والشيوعية وانتصار الغرب والأمريكيين ،كان تنظيم القاعدة الذى أسسته وسلحته ومولته المخابرات الأمريكية مع أجهزة مخابرات عربية هو رأس الحربة فى «شيطنة» الإسلام وربطه بالإرهاب.. وبعد هجمات 11 سبتمبر ترسخت لدى الأمريكيين قناعة بأنه لابد من تغيير الأنظمة «الديكتاتورية» فى العالم العربى لأنها تفرخ الإرهابيين الذين ينتشرون فى العالم.. ولكن جهود أمريكا لتغيير الأنظمة فشلت بعد عدة سنوات، ثم كان الرأى أن يتم «تفخيخ» هذه الأنظمة من الداخل ومن خلال شعوبها ذاتها فكان«الربيع العربى» .. ثم كانت الموجة الحالية تحت شعار «الفوضى الخلاقة» وصولاً إلى تفتيت وتقسيم الدول الكبرى فى العالم العربى من خلال خلق كيان وهمى اسمه «داعش» وتمويله وتسليحه ليرسخ صورة الإسلام «الارهابى» ثم يتحول العالم العربى إلى دويلات صغيرة أم ممالك أو ولايات لكل قبيلة ومجموعة دينية دولة يحاربون بعضهم ويتم «شحن» دولة صغيرة مثل قطر لدى حكامها طموحات لدور أكبر من حجمها وإقناعهم بأنهم أكبر من مصر والسعودية وهكذا يتم تدمير أيضاً طالما أن «الربيع العربى» فشل فى إستدراجهما إلى «الفوضى الخلاقة».! لمزيد من مقالات منصور أبو العزم;