حقا إن رمضان شهر الانتصارات في تاريخ الأمة الاسلامية ففيه وقعت غزوة بدر الكبري التي كانت أول لقاء بين جيش الحق وجيش الباطل خرج منه الحق منتصرا وذهب الباطل منكسرا وكان تأييد الله لجيش المسلمين سبب النصر فضلا عن التخطيط السليم الذي وضعه الرسول الكريم القائد الأعلي للقوات الإسلامية مستعينا بمشورة أصحابه وفي رمضان فتحت مكة فكان هذا الفتح المبين نهاية للكفر والطغيان.. كما وقعت معركة عين جالوت وغيرها في رمضان فكان الصيام الذي طهر النفوس وقوي العزائم بداية للجهاد والتضحية وكان النصر ثمرة اخلاص النية وقوة العزم والإيمان الذي يبعث روح الفداء وما أشبه الليلة بالبارحة حيث وضعت خطة حرب العاشر من رمضان في سرية تامة وحذر وكتمان ودقة وإتقان.. فلما جاءت ساعة الصفر في ظهيرة العاشر من رمضان أطلقت الشرارة وصدرت الأوامر وعبرت قواتنا محققة الآمال والنصر الذي فاق كل خيال وكان من المعتقد أن عبور القناة في هذه الظروف يعد أمرا مستحيلا ولكن عزيمة الرجال البواسل لجيش مصر تغلبت علي الصعاب وعبرت القوات أكبر مانع مائي في التاريخ وكانت عناية الله ترعي أبناء مصر أبطال العبور التي ضربت المثل الأعلي في الصبر والصمود والكفاح حتي حقق الله لهم النصر العزيز بكل معانيه انها حقيقة مؤكدة لم ينكرها الأعداء والأصدقاء علي السواء.. ثم يأتي بعد العبور للشاطىء الشرقي السد الترابي الذي يرتفع نحو 20 مترا ووراءه الألغام والموانع الهندسية وخط بارليف وخراطيم النار التي من الممكن أن تحسم أي معركة وفي الجو طائرات العدو التي تعد من أقوي الأنواع فتكا وسرعة ودمارا.. كيف يجرؤ جيش في العالم علي اختراق كل تلك العوائق؟ ولكن المعجزة تمت علي أيدي القوات المسلحة المصرية الباسلة وفي 6 ساعات فقط أصبحت منطقة القناة شعلة من نار آلاف المدافع تقصف حصون العدو في البر الشرقي مئات الطائرات المصرية تقذف مئات الدبابات والمواقع الحصينة للعدو تتحطم، الأبطال يعبرون بأسلحتهم الخفيفة يملأ قلوبهم الايمان بالله والثقة بالنفس وعزيمتهم مصممة علي الفداء والتضحية فإنهارت السدود والحصون وتحطمت وضاعت تحصينات العدو تحت ضربات الأبطال البواسل الصامدين وتحت أقدام الإرادة المصرية الصلبة صارت الصخور رمادا أمام العزيمة الخارقة لجنودنا الأبطال الذين كانوا يسدون فتحات مدافع العدو بأجسادهم وآخر يحيط جسمه بالمواد الناسفة ويلقي نفسه علي مدرعات العدو الإسرائيلي الذي لا يقهر ووقف العالم مبهورا بالخطوة العملاقة لجيش مصر التي أفقدت العدو كل آماله وحطمت غروره وأسطورة الجيش الذي لا يقهر.. هكذا تغيرت خريطة الشرق الأوسط فعاد المارد المصري الجبار يملأ أرضها وسماءها لينتصر الحق دائما ولو بعد حين وصبر طويل مرير، فعين الله لا تنام ورعايته لأصحاب الحق تمنحهم السداد والقوة وقد كان.. فتحقق السلام وتحررت سيناء العزيزة وخرج العدو الإسرائيلي منها يجر أذيال الخيبة والعار حمي الله مصر وجيشها الباسل من كل باغ. لمزيد من مقالات مصطفى سلامة;