كما كنت أكتب لعدة مرات فى هذا المكان فإن حكومة فائز السراج للوفاق الوطنى، هى حكومة أتى بها الأجانب، وأنها لا تمثل أحدا فى ليبيا، غير أنها صارت ملاذا آمنا لجماعة الإخوان وجماعات الإرهاب التى ترعاها قطر وتركيا، وعلى رأسها مجلس شورى مصراته الذى حرك هجوم مجلس شورى درنة على مصر، كما كنت أكتب حتى قبل الاتفاق بين فائز السراج والمشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطنى الليبى، فإن استماتة من يحميهم السراج على الاتفاق مع حفتر هى رغبة فى الاندماج فى كيان أوسع بحيث تتوه تلك القوى التى يأويها السراج وتذوب متخفية لتواصل إجرامها وتنفيذ خططها ضد مصر عبر ما يسمى (جيش مصر الحر2) الذى أسسته قطر فى ليبيا فيما أسست ما يعرف ب (جيش مصر الحر1) فى غزة، و(جيش مصر الحر3) فى السودان. هؤلاء هم الذين قادهم مهدى البرغثي وزير دفاع السراج، المنشق عن حفتر للهجوم على قاعدة (براك الشاطئ) فى بنغازى حيث قتلوا ومنذ أيام نحو 1500 من جنود حفتر. وهؤلاء هم الذين يسبغ عليهم مارتن كوبلر المبعوث الأممى حمايته ويتحدث بملء الفم أن الإخوان ليسوا جماعة إرهابية. وهؤلاء هم الذين نجحت إحدى محاولات تسللهم عبر حدود مصر الغربية إلى محافظة المنيا ليقوموا بعمليتهم الحقيرة. هؤلاء دواعش آواهم الإخوان وعناصر التكفير المستشرية فى أكثر من ألف وخمسمائه ميليشيا، وهؤلاء هم الذين قصفهم وسحقهم الطيران المصرى. أما أن يطلع علينا السراج ليقول إن الضربة الجوية المصرية لدرنة هى بمثابة «انتهاك» للسيادة الليبية فهذا إعلان رسمى لمحاولته خداعنا، والحد من قدرتنا على الدفاع عن أنفسنا ورد العدوان الهمجى الكريه،.. مواجهة السراج صارت واجبة ومساندة حفتر العلنية الواضحة صارت ضرورية وفك شفرة الموزاييك الليبى صارت حتمية، صعبة الارتقاء ولكنه عمل ينبغى علينا فعله كيما نواجه الإرهاب. لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع;