غريبة تلك الاستعانة القطرية المستمرة بمهدى البرغثى القائد السابق للكتيبة 204 دبابات التابعة لرئاسة مكتب الأركان الليبى بقيادة المشير خليفة حفتر وقد أصبح البرغثى وزيرا للدفاع فى حكومة الوفاق الوطنى بقيادة فائز السراج ليوازن الحضور الكبير لعملية (فجر ليبيا) ورموزها فى الغرب فى الحكومة بامتلاكه لمقعد وزير الدفاع. حاولوا أن يجعلوا من المهدى البرغثى فى الغرب ضداً للمشير خليفة حفتر فى الشرق ويستخدموا رمزا معروفا (لكرامة ليبيا) فى مواجهة (فجر ليبيا) المهيمنة على الغرب فى تشكيل حكومة الوفاق. ولكن استخداما جديدا ظهر مؤخرا للمهدى البرغثي، وهو الاستخدام عبر قطر، وفى قناة الجزيرة بالذات، حين طلع البرغثى على شاشتها ليزعم أن طائرات مصرية هى التى قامت بقصف سدره وراس لانوف من الموانئ النفطية التى استولى عليها المشير حفتر مؤخرا. وبصرف النظر عن أن الخبر كاذب ولكنه حتى إن كان حقيقيا فإن الضرب كان يتعلق بتكفيرى داعش الإرهابيين ومصر فى إمكانها أن تفعل ذلك دون إذن أحد لتأمين حدودها الغربية، وهل استأذنت تركيا أحدا فى دخولها وفرض منطقة آمنة تحاول بها صون مجال أمنها الإقليمى فى شمال سوريا؟ قطر تستخدم المهدى البرغثى فى توجيه مثل تلك الأكاذيب إلى مصر وهى تحاول بذلك معادلة الاقتناع المصرى بحق الجيش الليبى فى الهجوم غربا والاستيلاء على موانئ النفط سدره وراس لانوف والبريقة والزويتينة وهو ما عبر عنه وزير الخارجية سامح شكرى فى حينه، ونظرا لأن انقساما ما جرى فى حرس المنشآت النفطية فقد تعذر على حفتر أو قواته القيام بتسليم موانئ النفط إليها كما طلب منه عقيلة صالح رئيس برلمان طبرق، وهنا استغلت قطر هذه الثغرة وتقدمت بالمهدى البرغثى لكى يتهم مصر بقصف ميناءى السدره وراس لانوف، ويلعب دورا تشجعه قطر وأسيادها الذين يتميزون غيظا لنجاح حفتر فى السيطرة على مظاهر الثروة النفطية. لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع