أتوقع اختلافا للأفضل فى محتوى الأعمال الدرامية فى الفترة المقبلة عما سبق، خاصة بعد تشكيل المجلس الوطنى للإعلام والهيئة الوطنية للإعلام، وإن كنت أتمنى تشكيل هيئة أو كيان خاص بالدراما المصرية يستطيع أن يعيدها لمكانتها القوية، ولكن الأمل يبقى فى متابعة المجلس الأعلى للإعلام والهيئة الوطنية للمحتوى الدرامي، خاصة بعد أن غابت جهات عديدة عن الاهتمام بالدراما ومتابعتها ومحاولة إنقاذها، ومنها الرقابة الرقابة التى اختفت خلال السنوات الماضية لنرى بعضا من الأعمال الرديئة التى يتحكم فيها سوق الإعلان، والتى تناست قيم وأخلاقيات المجتمع المصرى وساهمت فى خلق حالة من الإنفلات فى السلوكيات، بما تضمنتها من ألفاظ خارجة ومشاهد خادشة للحياء . وهنا أنادى بأن يتوقف الصراخ والعويل على ما تشهده الدراما المصرية من تدهور على مدى سنوات، وتتوقف المقارنات مع الدراما المصرية قديما والتى تأتى بالطبع فى صالح القديم، وأطالب بأن يكون هناك قرارات حاسمة ورادعة ضد كل من يقدم فنان رديئا، فلدينا الآن المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام والهيئة الوطنية للإعلام، ولا يعنى ذلك تقييدا لحرية الإبداع، فهل كاتبنا الكبير محفوظ عبد الرحمن لم يكن مبدعا فى روائعه الدرامية التى لا زلنا نعيش على رقيها وقيمتها العالية وجمالها فى الشكل والمضمون؟ وكذلك مبدعونا من الكتاب وحيد حامد الذى تربى جيل كامل على إبداعاته، ويسرى الجندى ومحمد السيد عيد ومحمد جلال عبد القوى وكوثر هيكل وغيرهم مبدعون كثر قدموا أعمالا درامية ناجحة. فلا علاقة بين ما ننتقده فى بعض الأعمال الدرامية فى الفترة الماضية من قريب أو من بعيد بحرية الإبداع والفكر لأن الحرية مسئولية. وهنا تتجدد المطالبة بضرورة وجود كيان خاص للدراما المصرية يتبع مجلس أو هيئة الإعلام ويقوم بدوره فى وضع الرؤى والتصور لما يتم تقديمه من أعمال تحمل فكر ومضمونا ورسالة للمجتمع بجانب الترفيه بالطبع، وهنا أتذكر كلاما مهما لبعض صناع الدراما عن ما كان يحدث فى أيام زمن الفن الجميل، حيث كان الإعلامى والسيناريست الراحل ممدوح الليثى يجتمع بالمبدعين من الكتاب من الاجيال المختلفة، ليقدم كل منهم تصوره، ويجرى متابعة مستمرة للمشهد الدرامي، وهو ما تسبب فى النجاحات التى نتحدث عنها للدراما المصرية، فالنجاح لا يأتى بالصدفة أو من فراغ. [email protected] [email protected] لمزيد من مقالات فاطمة شعراوى;