حسنا فعلت قناة نايل دراما باختيارها أعمال تعد من كنوز الدراما المصرية لعرضها على شاشتها ومنها مسلسل (اللحظات الأخيرة) للكاتبة كوثر هيكل والذى تم تصوير 3 حلقات منه فقط بسبب ظروف انتاجية وقتها وقد أعلنت القناة عن عرض حلقة من الحلقات الثلاث التى يجب عرضها كاملة خاصة الحلقة التى أخرجها المبدع محمد خان وقدم فيها نجلاء فتحى بشكل جديد تماما فعل نايل دراما أن تهتم بعرض الحلقات كاملة فهى تحمل دراما راقية المضمون والشكل والحوار وصاغتها الكاتبة كوثر هيكل صاحبة جائزة الدولة التشجيعية فى الآداب برقى وبساطة وسلاسة فى السيناريو والحوار كأعمالها الراقية التى اعتدنا فيها على الحوار الهادىء غير التقليدى كما فى أفلام حبيبى دائما والعذراء والشعر الأبيض والعاشقان لحرصها على تقديم قيمة اجتماعية إنسانية للمشاهد الذى يفتقد ذلك فى غالبية الأعمال الدرامية حاليا. وهنا أطالب بانتقاء واختيار الأعمال الدرامية التى تعيد زمن الفن الجميل وتساهم فى خلق وتنشئة جيل يميز بين الغث والثمين ويقيم الجيد من الردىء فالدراما لها دور مهم فى ذلك لأنها تقتحم كل البيوت والأسر بلا استئذان. لابد أن تنتهى المقولة الزائفة بأن التليفزيون المصرى يشهد حرية أقل من الشاشات الأخرى فى المناقشات أو استضافة ضيوف معينين فالفارق فى رأيى هو التزام التليفزيون المصرى وأبنائه بمعايير المهنية والموضوعية والعمل فى هدوء وبدون ضجيج ولكن كل ما يحتاجه هو التسويق بشكل جيد لبرامجه ومذيعيه وهنا يحضرنى القطاع الاقتصادى باتحاد الاذاعة والتليفزيون والدور المنوط به ومدى قيامه بهذا الدور منذ سنوات وأرى أن عليه عبئا كبيرا ومسئولية أكبر لابد أن يتحملها خلال الفترة المقبلة خاصة مع عودة قطاع كبير من الجمهور لمشاهدة ومتابعة برامج التليفزيون المصرى والرغبة الجامحة من أهل ماسبيرو ليعود لمكانته العريقة بما يمتلكه من إمكانات بشرية وخبرات على مدى سنوات. أعتقد أن قناة النهار ستفقد الكثير والكثير بتراجعها فى موقفها مع المشاهدين وجمهور وسائل التواصل الاجتماعى واتخاذها قرارا جديدا بشأن برنامج صبايا الخير لريهام سعيد, فالمراهنة على أن الجمهور سينسى ويتغير موقفه من المذيعة وبرنامجها لن يكون فى صالح القناة التى بدأ البعض بالفعل يدشن صفحات لمقاطعتها للتأكيد على أن الجمهور أصبح الآن هو المتحكم فى السلعة الاعلامية بل وفى الصناعة بأكملها. [email protected] لمزيد من مقالات فاطمة شعراوى