حالة من الغيرة المحمودة سادت فى أوساط صناع الدراما التليفزيونية بعد صدور قرار المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، زيادة الدعم الموجه لصناعة السينما بنسبة 150%، إضافة إلى عدد من القرارات الخاصة التى تحقق النهوض بالمحتوى الثقافى المصرى, وعبر البعض عن حالة الانفلات الدرامى التى تشهدها الشاشات منذ عدة أعوام، ولا أحد يتدخل رسميا لإعادة الدراما المصرية لصوابها، فمن بين كم كبير من الأعمال التى تعرضها القنوات على مدار العام يخرج المشاهد بعدد لا يتعدى أصابع اليد الواحدة من المسلسلات الدرامية ذات المضمون الهادف والرسالة والدور الذى يخدم قضايا الوطن مع الترفيه والتسلية والمتعة بالطبع! أقول ذلك بعد أن تلقيت اتصالات عديدة من كبار صناع الدراما التليفزيونية ممن حملوا على عاتقهم مسئولية إعادة الدراما المصرية لمكانتها وقت أن كانت تعرضها الشاشات العربية والخليجية ونفخر جميعا بها, وأطالب بالتدخل السريع لإنقاذ الدراما المصرية من كبوتها بعد أن سيطر الإعلان على الإعلام والدراما معا والتى لا تقل أهمية عن السينما، بل أن تأثير الدراما التى تدخل البيوت بدون استئذان لتلاحق أفراد الأسرة على مدى 30 يوما وأكثر يعد تأثيرا أقوى بكثير من أى وسيلة أخرى، ويمكن لعمل درامى واحد أن يدمر سلوكيات وأفكار الآلاف. وأرى أن الصحوة التى تشهدها تلك الآونة باهتمام الدولة بصناعة السينما دعم الثقافة والفنون، لابد أن تمتد للدراما وأولى الخطوات من أجل ذلك ، هى تأسيس كيان درامى يمكن أن يسهم فى تكوين الوعى الثقافى للمواطن المصرى، فالدراما المصرية أصبحت بلا أب شرعى أو مسئول، وأصبحت تعتمد على التفصيل وتسير بعشوائية لا مثيل لها، ومن الأولى تحديد مسئول عنها قد يستطيع استرداد عافيتها ولدينا أسماء عظيمة من الكتاب والمخرجين والفنانين الذين قدموا روائع الأعمال الفنية ويمكن استغلالهم بالشكل الأمثل لإعادة الدراما المصرية لمكانتها، خاصة أننا لم نسمع عن تمثيل خاص بها فى الهيئة الوطنية للإعلام أو غيرها من الهيئات المزمع تأسيسها. [email protected] لمزيد من مقالات فاطمة شعراوى