منذ بدء الموسم الدرامى الرمضانى والآراء تتنوع وتختلف حول الأعمال المعروضة على الشاشات المختلفة، فهناك من اختار مسلسلا ما ليشاهده بعد أن نال رضاه، بينما نفس العمل يعزف آخرون عن مشاهدته ويختارون عملا آخر.. ومع الاختلاف الشديد حول الأعمال الدرامية نجد أن هناك اتفاقا وإجماعا على أمر واحد، وهو تخلى الرقابة عن دورها المنوط بها فى متابعة الأعمال، وتعلو الأصوات فى هذا التوقيت دائما بالمطالبة بمراعاة القيم والنسق المجتمعى والتقاليد المصرية لأن الأعمال التليفزيونية تدخل كل بيت دون استئذان، وبالرغم من إعجاب البعض بعدة مسلسلات والاتفاق عليها فإن أن ما ينقصها هو ضبط العمل من ناحية الألفاظ الخارجة أو الجريئة التى يرفضها مجتمعنا، وبالفعل يتم نقلها على لسان المشاركين فى بطولة المسلسلات فيفقد العمل قيمته وتشوهه تلك المشاهد والألفاظ الخادشة للحياء حتى لو كان عملا جيدا. وقد شهدت الأيام الماضية تحركات إيجابية من جانب جهات عديدة تهتم بحال الدراما لوعيها بتأثيرها المهم على المجتمع، منها المجلس القومى للأمومة والطفولة وصندوق مكافحة الإدمان بوزارة التضامن وغيرهما من المؤسسات التى تنتفض من أجل إصلاح شأن الدراما، وأستغرب أن الرقابة لا تحرك ساكنا فيما نراه حاليا ولا تتخذ اتجاها لتفعيل دورها. وبالرغم من هذا الكم الكبير من المسلسلات الذى يغرق الشاشات إلا أن الأعمال التى تستحق العرض تعد على أصابع اليد الواحدة، وهو ما يعيد طرح فكرة عودة الإنتاج الدرامى من داخل ماسبيرو فلابد من دعم الدولة لهذا الإتجاه، فالدراما لا تقل أهمية عن رغيف الخبز، فغياب اتحاد الإذاعة والتليفزيون بجهاته الإنتاجية يجعلنا نترحم على العصر الذهبى لماسبيرو ونترحم على الروائع التى أنتجها الإعلامى ممدوح الليثى الذى اعتبره أهل الدراما رائد الدراما المصرية، وقت أن كان التليفزيون المصرى ينتج أعمالا تقود شعلة التنوير والوعى والثقافة من خلال نصوص درامية إيجابية تساهم فى الإرتقاء بالمجتمع ، وتشاهدها رقابة التليفزيون وتتابعها لإجازتها وأعتقد أن التوليفة ليست صعبة للوصول للنجاح فقد كان الليثى حريصاً على التدقيق واختيار الأعمال ذات المضامين الراقية والأفكار المستنيرة التى تنهض بالمجتمع المصرى وهو ما شاهدناه فى مسلسلات رأفت الهجان وليالى الحلمية والمال والبنون وعمر بن عبد العزيز والوعد الحق ولن أعيش فى جلباب أبى ونصف ربيع الأخر وضمير ابلة حكمت وغيرها من الأعمال التى تعد من روائع الدراما ونتذكر قيمتها ونجاحها كلما شاهدنا عملا يخرج عن المألوف. [email protected] [email protected] لمزيد من مقالات فاطمة شعراوى