وسط هذا الزخم من الأعمال الدرامية التى بدأ عرضها مع أول أيام شهر رمضان المبارك يبدو مسلسل «حارة اليهود» فى تقديرى هو الأكثر جاذبية فبالرغم من المنطقة الحساسة والأحداث الشائكة التى تتناولها أحداث العمل إلا أن الكاتب د.مدحت العدل إستطاع أن يقتحمها بجرأة ونجاح يحسب له ويضاف لنجاحاته من قبل فى أعمال درامية رمضانية عديدة أذكر منها «الشوارع الخلفية» و«الداعية». وأعود لحارة اليهود الذى يثار حوله جدل كبير فأعتقد أنه إستطاع أن يطرح من خلال دراما متميزة شكل الحياة فى حارة اليهود فى حقبة زمنية فى الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضى،ويستعرض فى شكل راقى وجذاب العلاقة وقتها بين المسلمين واليهود والمسيحيين ويغلف هدا الطرح بشكل متوازن وموضوعى، وفى الوقت نفسه يظهر الأصوات المتطرفة التى تحث على العنف ولم يخلو منها ى عصر من العصور. أرى منة شلبى قد تفوقت على نفسها فى أدائها الهادىء المعبر بصدق عن الشخصية التى تجسدها وصدقتها بسهولة بل ودخلت إلى قلبى، وكذلك إياد نصر الذى أعاد إكتشافه المخرج محمد العدل برؤية إخراجية ثاقبة والكاتب مدحت العدل بدور مهم يذكرنى بتفوق إياد ونجاحه فى مسلسل «الجماعة» من قبل، والواضح أن كل نجوم العمل يتبارون فى الأداء الراقى الجاذب للمشاهد وأذكر منهم أحمد كمال وهالة صدقى وصفاء الطوخى وسامى العدل وسلوى محمد على وصبرى عبد المنعم وسيد رجب وغيرهم، وكذلك إختيار إكسسوارات وملابس العمل ومنفذوا ماكياج الشخصيات فقد أدوا عملهم ببراعة. مسلسل «حارة اليهود» عمل فنى يحقق متعة المشاهدة ويأخذنا بعيدا ليعوضنا عن الأعمال التى تشهد ألفاظا نابية ومشاهدا خارجة وموضوعات لا وقت ولا مكان لها الآن ولكن للأسف فرضت نفسها بالعرض ضمن الموسم الدرامى الحالى. العمل الذى إستطاع أن يفلت من فرار المشاهدين أيضا وإجتذبهم فى نظرى مسلسل «الكابوس» الذى أتقنت فيه غادة عبدالرازق دورها ببراعة فى محاولة منها لتغيير جلدها بدور غاية فى الصعوبة أكد أنها ممثلة محترفة إلى جانب الموهبة والنضج الفنى الذى يبدو فى تجسيدها دور تخلت فيه عن الماكياج والإكسوسار وعناصر الجذب وإستبدلت كل ذلك بإحساس عالى وأداء متقن. أدهشنى تصريح رئيس الرقابة عبد الستار فتحى بأنه راضى عن الدراما الرمضانية هذا العام خاصة فيما يتعلق بالألفاظ المبتذلة والمشاهد الخارجة التى يشتكى منها المشاهد، وأرى أنه لابد أن يعود لمشاهدة تلك الأعمال بيقظة على شاشات الفضائيات ليتأكد أنها لا تخلو منذ بداية الشهر الكريم من مشاهد تلقننا دروسا فى تعاطى كل أنواع المخدرات، ولم تخلو أيضا المناضد من زجاجات الخمور التى ليست لها أى دواعى درامية، ولك تخلو أيضا من الألفاظ التى نحرم دخولها بيوتنا ونمنع أبنائنا عنها بل ننهرهم من التلفظ بها، وأدهشنى أكثر وأكثر تأكيد رئيس الرقابة بأنه تمت مشاهدة كل الأعمال لأننى أعلم جيدا أن 90٪ من الأعمال الدرامية لا يزال يتم تصوير مشاهده حتى الآن وهو ما يجعل رقابة التليفزيون المصرى تشاهد حلقات المسلسلات لاتى يعرضها وكأنها على الهواء حيث تشهد حلقة بحلقة قبل العرض وربما حفظت رقابة التليفزيون ماء الوجه لبعض الزعمال الدرامية لقيامها بحذف ألفاظ ومشاهد غير لائقة تعرضها الفضائيات الخاصة. من يصدق أنه بين أكثر من 50 عملا دراميا تعرضها الشاشات لم يفكر كاتب أو مخرج فى إنجاز عمل يتناول مخططات جماعة الإخوان الإرهابية ويتعرض لكشفها فى إطار إجتماعى جاذب، وربما العمل الوحيد الذى يتعرض لذلك هو مسلسل «دنيا جديدة» الذى ينتجه قطاع الإنتاج بإتحاد الإذاعة والتليفزيون وتحسب له هذه الخطوة بإمكانياته المحدودة وميزانيته المعدومة ولكن يبقى أنه ساهم وقدم عملا يتناول هذا الموضوع الذى نحن فى أمس الحاجة إليه الآن لفضح جرائم تلك الجماعة الإرهابية بمخططاتها وأعضائها. تحدثت من قبل بل وأشدت برقابة التليفزيون التى تقوم بمهامها فى تنظيف الأعمال الدرامية من الألفاظ والمشاهد الخارجة، بينما أطالب بوقفة من جانب المسئولين بماسبيرو مع الرقابة على البرامج فلابد من اليقظة مع هذه الإدارة التى تعمل بفكر عقيم فى أثناء مشاهدتها لحلقات البرامج التى يذيعها التليفزيون بل وتمرر عليها أفكار وحلقات ولقاءات ما يجب أن يعرضها التليفزيون المصرى.. «مطلوب متابعة ورقابة على الرقابة». [email protected]