هى حرب فى فكر وعقل الإنسان واتجاهاته دون وجود رغبة مسبقة عنده أو إرادة، وهى ما يطلق عليه التفكيك النفسى أو حرب العقول أو غسيل الدماغ بمعناها الدارج. أسلوب قديم أول من استخدمه تاريخيا كان الفراعنة ونقله عنهم الصينيون، فكانوا يستخدمون أساليب وتكنيكا غاية فى القسوة يتم فيه عزل المعارضين فى زنازين مزرية ويتركون عرضة لأفكارهم وأوهامهم حتى يصلوا لمرحلة اليأس وبالطبع يصاحبها ضعف جسدى من استخدام للجوع والإجهاد وقلة النوم. وكما أشار (د. هنرى لوجين) أن حالة الإجهاد وإطالة فترات اليقظة على الإنسان تؤدى إلى فقدان الإحساس بالواقع والتشويش مما يجعله أكثر قابلية لزرع الإيحاء والأوامر والأفكار. الاستخدام المفرط لبعض الحكومات العالمية فى فروعها العسكرية لأسلحة الليزر أو العناصر المشعة والمولدات الصوتية والنبض والكهرومغناطيسية غير النووية. وتمت هذه التجارب على كثير من البشر دون علم أصحابها (1978) «شيفلين». كما قال «جوبلز» إله الدعاية النازية الجبارة الذى صور «أدولف هتلر» للألمان على أنه منقذهم وأحد اساطير الحروب النفسية «أعطنى إعلاماً بلا ضمير أعطيك شعبا بلا وعى». هذا هو الجيل الرابع من الحروب ليست جيوشا تشحذ أسلحتها على الحدود ولكن استعمار أفكار تفتك بالمجتمعات لتتداخل الحقائق بالخيال والزيف وتحقق غايتها بالتدمير النفسى والإحباط واليأس. بعض الإعلام يقود هذه الحرب الدونكشوتية من استوديوهاتهم ينفخون فى بوق الشعارات الأيديولوجية قتل الدين والعدالة والحرية والتعددية والديمقراطية لإحداث البلبلة وحشد الرأى العام التائهة، مستغلين جهل العامة أو الخوف من الدخول فى مسلمات غيبية. أذكرك عزيزى القارئ بفكر صامويل هنتنجتون فى التسعينيات ونظريته صدام الحضارات، وهى فرض المبادئ الأمريكية بالقوة ورسالة أمريكا للعالم العربى وإعادة تشكيل المنطقة بحرب قتل المبادئ. لا تجعل أحدا يتجول بأريحية داخل زوايا عقلك ويطلق الرصاص على كل أفكارك ومبادئك وفضائك ويشوه ضميرك. لمزيد من مقالات إيمان طاهر