( اكذب حتى يصدقك الناس ) هكذا قال جوزيف جوبلز -وزير الدعاية للنازية الألمانية- والذي اتخذ من هذا المبدأ منهجا له, في ترويج الحزب النازي لدى الشعب الألماني . وكان لجوزيف جوبلز دور كبير وبالغ الأهمية في نشر الأفكار النازية, وترويجها بعد الحرب العالمية الأولى, والتي كانت تستند على فكرة إنقاذ الشعب الألماني من الكساد الاقتصادي, ومن معاهدة فرساي التي كشفت فيها بعض الدول مسئولية ألمانيا عن الحرب العالمية الأولى, وضرورة تعويضها المادي للدول المتضررة, والتي صورها الإعلام الألماني بقيادة جوبلز بأنها معاهدة لابد من التخلص منها, لعدم صحة الاتهامات التي توجه لألمانيا, وأن النازية هي من ستنأى بألمانيا من هذه المعاهدة, ومما يوجه إليها من اتهامات وكذلك التخلص من اليهود والأقليات الغير مرغوب فيهم . اشتهر جوبلز بالتضليل والكذب الإعلامي والتلاعب في القضايا وتحويرها قبل نشرها, وإعلانها على المواطنين الألمان بهدف إبعادهم عن الحقائق من ناحية, ومن ناحية أخرى يرفع من درجات نظام هتلر النازي, ويحسن من صورته لدى المواطنين حتى يصل بالشعب الألماني للإيمان الكامل به ، وركز في دعايته للنازية على عاطفة الشعب الألماني ليتمكن من التأثير عليهم , فكان يعلم أن طبيعة المواطنين الألمان تتجه للعاطفة أكثر من العقل, واستند إلى ضرورة وجود عقيدة نازية كي يؤمن بها الألمان, فكان يرى أن نجاح الدعاية يأتي من ترسيخ العقيدة وإظهار المبادئ والمفاهيم الأساسية للحزب النازي, وقام بنشرها بكل الوسائل الإعلامية والدعائية ,واستخدم فيها الدعاية طويلة المدى للتأثير على الشعب الألماني ولاستيعابهم الفكرة . جوبلز وضع في كل بيت جهاز مكبر للصوت, لينقل الإذاعة للسكان, و كانت تسيطر عليها الحكومة الألمانية سيطرة كاملة في كيفية استخدام الأخبار لتوجيه المواطنين كما يريد النظام النازي ، كما استخدم جوبلز العلامة النازية المشهورة ووضعها على بيوت المواطنين وسياراتهم لترسيخ إيمان المواطنين بالحزب ، وأنشأ أيضا ما يسمى بالمنظمة الهتلرية حتى يتخرج منها النشء على أفكار هتلر النازية ، واتخذ من الصحف والقنوات الإعلامية أداة قوية رسخ من خلالها إرادة تخلص الألمان من اليهود, وقال ( هؤلاء اليهود تنبغي إبادتهم مثل الفئران عندما يمكن عمل ذلك ، أما في ألمانيا فقد تخلصنا منهم ولله الحمد ) وتم كتابة جملة ( اليهود هم حظنا السيء ) كجملة ثابتة أسفل الصحف . وفي عام 1943 عين جوبلز مفتشا عاما للدفاع السلبي والذي جعل مهمته الرئيسية هي تعزيز معنويات الجيش الألماني في الحروب ومارس ذلك في فترة ما بعد الحرب العالمية الأولى وحتى قيام الحرب العالمية الثانية و استخدم كل وسائل الإعلام لرفع معنويات الجنود الألمان لتجهيزهم للحرب خاصة بعد ما أدت اتفاقية فرساي التي أبرمت بعد الحرب العالمية الأولى إلى خسارة ألمانيا بعض أراضيها ومستعمراتها لصالح دول أخرى وخفض عدد جنود الجيش الألماني إلى 100 ألف جنديا فقط وإلغاء نظام التجنيد الإلزامي وعدم استطاعة ألمانيا إنشاء قوة جوية وتقييدها ب 15 ألف جندي للقوة البحرية فقط وإلزامها بتعويض قيمته 132 مليار مارك للدول المتضررة فيما اعتبرت ألمانيا ذلك إهانة لها ، فدعى جوبلز إعلاميا إلى ما يسمى بالحرب الشاملة وضرورة إيمان الشعب الألماني وجنوده بخوض الحرب ضد أي طرف يقف أمام طموحات ألمانيا لاستعادة مافقدته من أراضي ومستعمرات واشترك هتلر مع جوبلز في الكذب علي الشعب الألماني وتضليله بأن أخفى وقائع ما وصل إليه الجيش الألماني في هزيمة معركة ستالينجراد والتي هي جزء من الحرب العالمية الثانية وطلب من جوبلز عدم نشر أي شيء للمواطنين عن ذلك .