شعار رفعه جوزيف جوبلز وزير الدعاية السياسية الألمانية والمسئول الأول عن تحسين صورة هتلر والمانيا النازية فى وقت الحروب. وأحد أبرز أفاد حكومة هتلر لقدراته الخطابية، تمر اليوم 29 أكتوبر ذكرى ميلاده وبالتحديد عام 1897.
فى عام 1922 انضم جوبلز للحزب النازى، والطريف أنه كان من المعارضين على عضوية هتلر فى الحزب عندما تقدم الأخير بطلب للعضوية، إلا أنه غيّر وجهة نظرة تجاه هتلر فيما بعد وأصبح من أنصاره بل وأحد أهم موظفيه.
لعب جوبلز دوراً مهماً فى ترويج الفكر النازى لدى الشعب الألمانى بطريقة ذكية . وقبيل إقدامة على الانتحار عينه هتلر ليكون مستشاراً لألمانيا كما اتضح فى وصية هتلر الخطية. إلا أن الحلفاء لم يعترفوا بوصيته بعد سقوط الرايخ الثالث "ألمانيا النازية".
فى 1 مايو 1945 أقدم جوبلز على الانتحار مع زوجتة وأطفاله السته وتراوحت أعمار اطفاله بين 4 و 11 سنة، بعد غزو قوات الحلفاء برلين فى نهاية الحرب العالمية الثانية وسقوط الحكم النازى.
برع جوبلز فى الخطب والدعاية السياسية، هو الذي قال: "كلما سمعت كلمة مثقف تحسست مسدسى"، صور أدولف هتلر للألمانيين على أنه المنقذ لهم ولألمانيا، وعبر ممارساته شكل فصلًا دمويًّا من فصول محاكم التفتيش في التاريخ.
يعتبر جوزيف جوبلز "وزير الدعاية النازي" ورفيق أدولف هتلر حتى الدقائق الأخيرة من حياته، إحدى الأساطير في مجال الحرب النفسية، وهو أحد أبرز من وظفوا واستثمروا وسائل الإعلام في هذه الحرب، كما أنه صاحب الكذب الممنهج والمبرمج للترويج لمنهج النازية وتطلعاتها، ويهدف لتحطيم الخصوم من الجانب الآخر، و"جوزيف جوبلز" بناءً على ذلك هو مؤسس فن الدعاية السياسية بلونها الرمادي، واستطاع حينما كان يروج للفكر النازي بقوة أن يسوق في ركابه عشرات الملايين من الألمان، ورغم العداء الغربي للنازية، إلا أن جوبلز يعد مؤسس مدرسة إعلامية مستقلة بذاتها، وهو صاحب مقولة " اعطنى اعلاميين بلا ضمير اعطيك شعباً لا يفهم ".
بعد موت أدولف هتلر طلب جوبلز من زوجته أن تذهب إلى خبير كيميائي لتكوين علاج منوم لساعات تتراوح بين 10 - 14 ساعة حتى لا يشعر أبناؤه بالسم، وأعطى جوزيف زوجته السم لقتل أطفاله الستة لقوله "حتى لا يهان أبنائي أمام الروس بعد وفاتي"، فأعطت زوجته السم لأبنائها ففارقوا الحياة بعد ربع ساعة من إعطائهم للسم، وبعد وفاة أبنائه أقدم هو وزجته للانتحار خارج المبنى العسكري النازي ففارقوا الحياة.
جاءت يوميات جوبلز التي اكتشفت بعد رحيله، لتعيده إلى الحياة مرة أخرى، فأصبحت من أهم المناهج التى تدرس فى مجال الدعاية والاقناع فى العالم، جمع يومياته مجموعة من المؤلفين وطبعتها دار نشر فرنسية.
فى هذه اليوميات التي أشار إليها كتاب "كفاحي" لهتلر، تتضح رؤية جوبلز لكل شئ، لنفسه وهتلر ولحلفائه وأعدائه ومستقبله وأحلامه. فحينما نشرت الصحف الانجليزية تصفة بأنه الرجل الأخطر فى العصابة النازية كتب فى يومياتة يقول بأنه فخور بمثل هذا المديح !. فهو يبدى سعادته بأنه الخبير الأول فى التضليل الإعلامى ويتفاخر بأنه قادر على تعبئة الجمهور وتعزيز معنويات جيشه ويستشهد فى قدرته على ذلك برأى هتلر فيه. فقد كتب فى إحدى يومياته: " كان الفوهرر هتلر يقبل بكل ما كنت أقترح عليه دون أى صعوبة "، ويكمل فى يومية أخرى فيقول: " أنا سعيد جداً بثقة هتلر الكاملة بى ، وإننى أتمنى أن أساعده فى جميع همومه الكبرى". ويتفاخر فى يومية أخرى بأن هتلر كان دائماً ما يبدى سعادته واطمئنانه بوجود جوبلز بجواره.
هذا الرجل الذى كان يؤكد أنه كلما كبرت الكذبة كان سهل تصديقها، كان يعشق هتلر بجنون لدرجة أنه كتب فى واحدة من يومياتة تعليقاً على المحاولة الفاشلة لأغتيال هتلر يقول: " لقد انتابنى إحساس اننى أمام رجل يعمل تحت حماية الآلهة ".
وفى يومية أخرى كان يقول: "خوفى الوحيد من هذه الحرب هو أن يحصل أى مكروه للفوهرر". هكذا كان جوبلز يطيع هتلر لدرجة أن يده لم ترتعش وهو يقدم حبوب " السيانيد " السامة لأطفاله وزوجته؛ لأن هتلر أخبره بأن الأنتحار أفضل من أن يعتقله الروس.
في يومياته كذلك كتب جوبلز عن رؤيته لليهود فقال: "..هؤلاء اليهود ينبغى إبادتهم مثل الفئران عندما يمكن عمل ذلك، وأضاف: ".. فى ألمانيا تخلصنا منهم وللإله الشكر".
جوبلز ايضاً يرى الايطالين جبناء رغم أنهم حلفاؤهم، إلا أنهم فى نظره عصابة قليلة الشجاعة.. أما سياسة الإنجليز من وجهة نظر أخلاقية فهي برأيه على قدر كبير من الخساسة!.