«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الطاغية هتلر في معتقله الأخير!
نشر في أخبار الأدب يوم 16 - 04 - 2011

قد يتضح من "تشريح تجارب الطغاة والطغيان" علي مرّ التاريخ أنّ أيّا منهم لم يفكّر لوهلة بأنّهم فانون، قابلون للموت كعامة البشر، وهم ينعمون بالسلطة والقوّة والجبروت والتحكّم في مصائر العباد ويطمحون دائما الي المزيد. لكن مهما طال الزمن فلابد للطغيان من نهاية يتجرّع فيها الطاغية من نفس كأس الموت، الذي قد يأتي طبيعيا، أو من مرض خبيث، أو من اغتيال مفاجئ، أو غيرها من الأسباب وهي كثيرة، لكن الأبشع والأمرّ هو أن يقضي من كان يوما ملء السمع والبصر أيّامه (الأخيرة) مختفيا في مخبأ، أو حصن (ربّما يكون أكثر فخامة من تلك المعتقلات الرهيبة التي غيّب في زنازينها معارضيه!)، بينما هو في الحقيقة (معتقل)، محاصر بين جنباته لا مهرب ولا فكاك من مصيره المنتظر، حيث يجبر علي إنهاء حياته حتي لا تقبض عليه قوات التحرير التي تقترب، فيحاسب عمّا جنت يداه. وهذا ما حدث مع الطاغية الأكبر "أودلف هتلر"، فلنتابع معا "أيام هتلر الأخيرة" بكل ما فيها من عظات وعبر!
1
في 30 إبريل 1945، انتحر هتلر وزوجته الجديدة "إيفا براون". كان ذلك هو الفصل الأخير المهين في حياة رجل بجّله ملايين البشر ذات يوم..
ختام رحلة
أعتبر "أودلف هتلر" ذات يوم الشخص الأكثر نفوذا في العالم، لكنّه أنهي حياته أخيرا مرتعدا في مخبأ كريه الرائحة، محاطا بقوات العدوّ، وغضب أولئك الذين اعتقد أنّهم خانوه. ملايين البشر ذات يوم. كما كانت أيضا الأيام الأخيرة لانحلال رجل عقليا وجسديا خلال شهور طويلة.
رجل مريض
بحلول شهر ابريل 1945، كانت صحّة هتلر تتدهور سريعا. كانت ذراعه اليسري تهتز كثيرا، كما كانت بشرته شاحبة، ووجهه منتفخا. وقد أتلفت محاولة اغتيال له عام 1944 طبلة أذنه. وأفاد شهود عيان أنّ عينيه كانتا تغشيان تماما في كثير من الأحيان. كما كان يعاني من تشنجات معويّة مكثفة في لحظات الأزمات. كان يتناول البنزيدرين مع قطرة مضافا إليها كوكايين كي يجتاز النهار، ومهدئات تساعده علي النوم ليلا. لم يساعده نظامه الغذائي علي معالجة وضعه. كان التزامه النباتي وجنون عظمته حول تعرّضه للتسمم قد جعلاه يتناول، مع اقتراب النهاية، البطاطا المهروسة فقط وحساء ضئيلا.
عقلية المخبأ
علي الرغم من الحالة الميؤوس منها التي يعانيها هتلر، فانّ زوار المخبأ كانوا مندهشين من إنه مازال قادرا علي العمل بنفسه في نوبة من جنون العظمة التي يتخيّل فيها أنّه سينقذ برلين ويحقق الحلم النازي. وقد حدث في واحدة من هذه الحالات المزاجية أن انكبّ هتلر علي الخرائط ناقلا أزرارا تمثل وحدات عسكرية. لكن في الحقيقة، كانت تلك الوحدات التي تخيّل نفسه يوجهها هي مجرّد بقايا مدمّرة، بينما كان يدافع عمّا تبقي من برلين من عجائز ومراهقين جري تجنيدهم علي عجل من شباب هتلر.
ماذا رأي كبير الخدم
بقي خادم هتلر "هاينزلينج" مع زعيمه حتي النهاية. وقد سلط "لينج" الأضواء، في سلسلة من مقابلات أجراها معه خاطفوه الروس، حول الشخصية الغريبة والمعقدة للرجل الذي عمل معه. وعلي ما يبدو، كان هتلر مرعوبا من أن يسخر رجال "ستالين" من جسمه. يتذكّر "لينج" قول هتلر: "يجب ألا تسمح
إطلاقا بوقوع جثتي بين أيدي الروس"، ثم أضاف: "قد يجعلون من جسدي مشهدا للفرجة، ويضعونه في تمثال شمعي". تذكّر "لينج" أيضا حسّ هتلر الغريب بالفكاهة، موضحا بأنه "قد يضحك من أحمر شفاه "إيفا براون" علي المنديل، ثم يقول: "كانوا ينتجون أحمر الشفاه من الجثث خلال الحرب"
محرقة الجنازات
تصرّف مساعدو هتلر بسرعة لتنفيذ رغباته بمجرّد أن انتحر هو و"إيفا براون" في 30 ابريل. حمل المساعدون الزوجين
إلي حديقة المستشارية، حيث مددوهما جنبا الي جنب. أمر معاون هتلر، في وقت سابق من ذلك اليوم، بارسال 200 لترٍ من البنزين الي الحديقة. وفي النهاية، بعد أن أحكم الروس الحصار علي برلين، أمكن العثور علي 180 لترا فقط. كان ذلك كافيا. لقد جري سكب البنزين علي الجسدين، وأضرمت فيهما النار. لم يمكث المشيّعون طويلا الي جوار الجثتين المحترقتين، بعد أن بدأ القصف الروسي، ممّا اضطر الفريق إلي التراجع إلي المخبأ بعد أن قدموا لزعيمهم تحيّة هتلرية سريعة.
بعد الفوهرر
لم يكن هناك أيّ شك في انّ ظروف مخبأ هتلر خلال سقوط برلين كانت رديئة بعد أن تقلصت تجهيزات الإقامة، وضاقت الأجواء، وكانت وحدات مدفعية روسية تقصف باستمرار ما تبقي من مبني المستشارية أعلاه. لكن تبع وفاة هتلر وقوع حدث ثانوي طيّب. كان الفوهرر قد عارض التدخين بعنف، فلم يجرؤ أحد علي التدخين حين كان لايزال علي قيد الحياة. لكن مع موت هتلر، دخّن كلّ معاونيه في محاولة لتهدئة أعصابهم الممزقة.
2
"بيرند ورينجهوفن"، 91، أحد آخر شهود عيّان أيام هتلر الأخيرة
كان علي اتصال يومي مع هتلر بوصفه مساعداً لقادة الجيش. هرب من مخبأ هتلر قبل 24 ساعة فقط من إطلاق الدكتاتور النار علي نفسه.
انّه يصف أمر الالتحاق برئيسه "جين كريبس" في مخبأ هتلر، قبل أسبوع فقط من انتحار الدكتاتور، كحكم بالاعدام.
كان قد نجا بالفعل اثناء مشاركته في القتال علي الجبهة الروسية، وكان أحد القلائل الذين فروا من "ستالينجراد".
قابل "هتلر" للمرّة الأولي في شهر يوليو 1944. وقد أعدم سلفه لدوره في مؤامرة تفجير قنبلة ضد هتلر. يقول الميجور الشاب "فريتاج فون لورينجهوفن" الذي لم يكن من مؤيّدي الحزب النازي، انه كان "مذهولا تماما" عندما رأي هتلر بعد أيام فقط من الانفجار.
"كانت قد تكونت لديّ صورة شخص خطير قويّ جدا له كاريزما، لكن ما رأيته كان مجرّد رجل عجوز مريض. وقد أصيبت ذراعه اليمني في المحاولة وتغيّر شكله وغاص رأسه بين كتفيه"
"كانت يده اليسري شديدة الضعف، وقدمه اليسري مسحوبة دائما وراءه"
أما بالنسبة إلي الاعتقاد بأنّ هتلر كانت لديه كاريزما سحرية، فيقول عن ذلك: "لم أشعر بشيء من ذلك، كانت عيناه شاحبتين، دون أيّ تعبير علي الاطلاق"
وقال أنه فوجئ بأنّ ألمانيا كانت بين يدي مثل هذا "العجوز المريض قبل الأوان"
أيام الموت
ثم وصف عدّة تقلبات مزاجية جامحة بداخل المخبأ. قد يكون هناك انفجار أمل مؤقت، ثم انهيار سريع للثقة مرّة أخري. كان موضوع الحوار الرئيسي هو الانتحار، سواء أكان ينبغي تناول حبوب السيانيد، أم اطلاق النار علي أنفسهم في الرأس عندما يصل الروس.
إنه يتذكّر معاقرة الخمر في المخبأ، لكن ليس العربدة التي تحدّث عنها البعض. يقول بأنّه كان مشغولا جدا في الاعداد لمؤتمرات حول الوضع.
عندما قابل عشيقة هتلر "ايفا براون" _ التي ستكون قريبا زوجته _ لم يكن لديه أيّة فكرة عمن تكون. كانت نخبة النازي سرّية جدا.
قبل أيام من النهاية، وصلت "ماجدة جوبلز"، زوجة وزير دعاية هتلر "جوزيف جوبلز" مع أطفالها الستة، الذي سيجري تسميمهم في وقت لاحق من قبل أبويهما في المخبأ بمساعدة من طبيب قوات الأمن الخاصة.
انّه يتذكّر وجوههم الشاحبة التي يطلّ منها الخوف داخل معاطفهم القاتمة.
يقول: "كم ضغطت رؤية هؤلاء الأطفال المساكين علي قلبي"
كان يخشي ألا توجد فرصة للنجاه.
جاءت أخبار موثوق بها من رئيس الخدمة السرية "هاينريش هيملر" حو»ل جسّ نبض الحلفاء لتحقيق سلام. كان لها تأثير مدمّر علي هتلر في أيامه الأخيرة.
يقول الميجور السابق ذكره: "كان ذلك مثل قنبلة. دعاها هتلر خيانة"
ثلج بارد
لكن انجاز هذا العمل، قبل 24 ساعة فقط من انتحار هتلر، منح الميجور "فريتاج فون لورنجهوفن" تصريحا بالعمل.
قال انه لا يرغب في الموت، كأنّه "فأر في مخبأ". استأذن هتلر في اجتماع أخير، استمرّ حوالي 20 دقيقة.
يقول: "تولد لديّ، أنا شخصيا، انطباع بأنّه كان حسودا قليلا". "كنا نبلغ من العمر 29 أو 30 سنة، وكان لدينا فرصة للخروج لأننا كنّا شابين سليمين، ولم تكن لديه فرصة لأنّه كان حطاما"
انّه يصوّر منازعات هتلر كاحتدام ورغويات في الفم في الأيام الأخيرة.
يقول: "كنت حاضرا هذه الاحتدامات، لكنها لم تكن شديدة الافراط"
لم يسبق له أن رآه صارخا بغضب، لكنه يقول بإنّه يمكن أن يكون "ثلجا باردا في تعبيراته، شديد العدوانية، خاصة تجاه الجنرالات"
استسلم هتلر في النهاية لمصيره. أصبح الرايخ، الذي كان من المقرر أن يستمر ألف سنة، في حالة خراب.
لكن إذا نظرنا إلي الوراء، فلا يزال هناك ما يدعو للحيرة والاندهاش في سلوك الزعيم. يقول كان هتلر "مازال هادئا للغاية، وواقعيا، قبل 24 ساعة فقط من اطلاق النار علي نفسه"
هرب الضابط الشاب، وقبض عليه الحلفاء الغربيون، واعتبر أسير حرب. رجع ثانية إلي الانضمام إلي الجيش عام 1956، وخدم ممثلا لألمانيا في وقت لاحق في حلف "الناتو".
ظلّ يؤكد أن الفجوة بين الجيش والنخبة النازية، كانت أمرا حقيقيا جدّا، وأنّه علي الرغم من وجود شائعات، فلم يناقش أحد مصير اليهود في الدوائر العسكرية العليا. لقد كانت من "المحظورات"، كما يقول.
3
في الذكري السنوية لانتحار أودلف هتلر
شهد يوم 30 ابريل 2005 الذكري السنوية لانتحار أودلف هتلر في مخبئه تحت مستشارية الرايخ في "برلين". شكلت مواد جري جمعها ممّا ذكره شهود عيان في أعقاب نهاية الحرب استبصارا رائعا لأيام هتلر الأخيرة في شهر ابريل 1945.
بحثا عن أودلف هتلر
"هنا، يا فوهرر، يوجد حفيدي": ما سجّل علي بطاقة سجائر في الثلاثينيات، من محفوظات دائرة الأمن.
أعلن السوفييت في يونيو 1945 _ زورا _ أنّ بقايا هتلر لم يتم العثور عليها، وهو ما يعني أنّه لازال علي قيد الحياة.
تسبب هذا الاعلان في بروز موجة يمكن التنبؤ بها من "معالم هتلر" عبر أوروبا. سعي ضبّاط من الحلفاء إلي تعميق حقيقة لا تدع مجالا للشك بأنّ هتلر قد مات بالفعل في مخبئه. وحققوا، في سبيل تأكيد هذه الغاية، مع مختلف أعضاء موظفي هتلر الشخصيين الذين كانوا مع الدكتاتور في أواخر شهر ابريل 1945.
وقد استخدم المؤرخ "هيو تريفور روبر" الذي خدم بوصفه ضابطا في المخابرات العسكرية البريطانية أثناء الحرب، هذه الافادات للتحقيق في ملابسات وفاة هتلر، ودحض مزاعم انّ هتلر مازال حيّا في مكان ما من الغرب. وقد نشرت افادة بالنتائج التي توصّل إليها في كتاب "أيام هتلر الأخيرة" الذي صدر عام 1947.
كما جري تحقيق في نهاية الحرب العالمية الثانية مع موظفي هتلر الخاصين الذين كانوا معه في المخبأ خلال شهر إبريل 1945، وذلك من قبل ضباط الحلفاء الذين سعوا إلي تأكيد أن هتلر قد مات بما لا يدع مجالا للشك.
تركّز ذلك الاستجواب علي الأحداث التي وقعت في المخبأ خلال الأيام الأخيرة من ابريل. وقد أمكن للجيش الأحمر بحلول ذلك الوقت أن يحاصر "برلين"، كما كان يسمع بوضوح من داخل مخبأ الفوهرر صوت قذف.
وصية هتلر والزواج
تراجع هتلر إلي المخبأ في يناير 1945، بينما تقدّم الروس عبر بولندا نحو ألمانيا الشرقية، ودمّرت قوات الحلفاء الجوية "برلين" بغارات جويّة. مع بداية ابريل 1945، كان هناك اثنان ونصف مليون جندي روسي قد وصلوا إلي العاصمة الألمانية. ثم وصلوا بعد أسبوعين إلي وسط المدينة، وأصبحوا يقاتلون علي بعد مئات الأمتار فقط من مخبأ "هتلر".
في الساعات الأولي من يومي 28-29 ابريل، أملي "هتلر" وصيته علي شكل شهادة سياسية شخصية، علي "جيرترود يونج تراودل"، الذي كان واحدا من سكرتارييه. وسرعان ما تزوّج هتلر عشيقته "إيفا براون" بعد ذلك.
سجلت افادات اثنين من سكرتارييه أوضحا فيها أنّه جري استدعاؤهما ليريا الزوجين اللذين تزوّجا حديثا. برز "هتلر" و"إيفا براون" من غرفة الخرائط حيث جرت مراسم الزواج، يصحبهما "جوبلز" وزوجته "ماجدة"، وسكرتير "هتلر" الخاص "مارتين بورمان". أشارت "إيفا" إلي خاتم في اصبعها وهي تستدير إلي سكرتيرة "هتلر" الشخصية "جيردا كريستيان"، وتلقت التهاني.
تبع ذلك احتفال بهذه المناسبة. ووفقا لكلمات "كريستيان"، فإنّ "هتلر" كان أغلب حديثه عن الماضي والأوقات السعيدة. ومع ذلك، فقد اعترف بأنّه خسر الحرب. ثم أضاف بأنه لن يسمح لنفسه أن يؤسر بواسطة الروس لأنّه عزم علي اطلاق النار علي نفسه. وقد أسرّ إلي "يونج" بأنّ حفل الزواج كان تجربة عاطفية، وانّ موته لن يعني شيئا بالنسبة إليه سوي الخلاص من هموم شخصية وما كان حياة صعبة للغاية.
دعيت "كريستيان"، التي اعتادت علي مرافقة "هتلر" و"إيفا" إلي وجبات طعام معيّنة، إلي وجبة افطار حفل الزفاف بعد الاحتفال، لكنها انصرفت مبكرا، بعد أن أخبرت "يونج" أنها أصبحت غير قادرة علي احتمال جوّ الكآبة واليأس.
تحضيرات الموت
تلقي سكان المخبأ في صباح يوم 29 ابريل أنباء عن إعدام موسيليني وعشيقته "كلارا بيتاتشي" بواسطة أنصار إيطاليين. عقبّ أحد الذين جري استجوابهم بأنّ هذا من شأنه أن يعزز عزم "هتلر" بأنه لا هو ولا "إيفا براون" يجب أن يواجها نفس هذا المصير.
أمر هتلر" موظفيه بالاستعداد لهذه الغاية. وقد أشار أحد شهود عيان أنّ حراس قوات الأمن الخاصة ل"هتلر" كانوا يدمّرون أوراقه الشخصية. تلقي أحد الأطباء في مكان آخر ايعازا من "هتلر" أن يسمم كلبه الألزاسي "بلوندي"، وكلب "إيفا براون" الأسبانييلي. كما وصف شاهد عيان أيضا كيف أن "هتلر" انتقل بعد ظهيرة يوم 29 ابريل من غرفة إلي غرفة مصافحا كلّ الموظفين التابعين له مباشرة، قائلا بضع كلمات مشجّعة وشاكرا لكلّ منهم.
وصلت القوات الروسية بحلول صباح يوم 30 ابريل إلي مكان قريب من "توتسدام بلاتس"، وبدت أصوات المعارك في كلّ مكان من حولهم. أشارت احدي النسخ المسجلة أنّ "إيفا براون" قد سمع بكاؤها: "إنني لا أريد الهرب، بل أفضّل أن أموت هنا". ثم ظهرت هي و"هتلر" في وقت لاحق في جناحهما، وجري تجميع موظفيهما الخاصين، وطافا عبر الغرفة يصافحونهم بصمت. عرف كلّ فرد أن الوقت قد أزف.
تذكر "يونج" أنّها و"كريستيان" قد سألتا هتلر عن كبسولة سمّ، بعد أن لاحظا التأثير السريع الذي أحدثه السمّ علي كلب هتلر. أعطي "هتلر" واحدة لكلّ منهما، قائلا إنّه آسف وهو يفعل ذلك لأنّه ليست لديه هديّة وداع أفضل، وأنّه يأمل أن يكون جنرالاته رابطي الجأش وجسورين كما كانوا. احتضنت "إيفا" "يونج"، وقالت كما لو كانت تسجّل آخر كلماتها: "خذي معطفي الفرو كذكري. كنت أحبّ دائما المرأة حسنة الهندام". ثم قالت: "لقد انتهي الأمر. وداعا". صحب "هتلر" "إيفا" للمرّة الأخيرة عائدين إلي جناحهما. خلال فترة ما بعد الظهر، أطلق هتلر النار علي نفسه، وتناولت "إيفا" كبسولة السمّ التي أعطاها لها.
تخلص من الجثث
سرعان ما تم حمل الجثتين، بعد ذلك بوقت قصير، إلي علي الدرج، إلي حديقة صغيرة خارج الباب أمام المخبأ. ساعد سائق "هتلر"، أحد أولئك الذي جري استجوابهم، علي حمل جثة "إيفا" بعضا من الطريق، وأشار الي أنّه قد وضعها هناك علي الأرض إلي جوار جثة "هتلر". أوضح لمستجوبيه أنه لاحظ أنّها كانت ترتدي ثوبا صيفيا أزرق اللون مصنوع من حرير طبيعي، وكان لحذائها كعبين من الفلين، وانّ شعرها كان "صناعيا أشقر".
رأي الشاهد نفسه في وقت لاحق فريقا يضم "جوبلز" و"بورمان" مجتمعين إلي جانب الجثتين. سكب أحدهما من علبة بنزينا علي الجثتين. ثم انسحبا إلي مدخل آمن مع ارتفاع صوت المدفعية الروسية من حولهما. أشعل معاون "هتلر" خرقة مشبعة بالنزين، ورماها علي الجثتين، اللتين سرعان ما اشتعلت فيهما النيران. أدّت المجموعة التحيّة النازية، ثم انسحبت.
وصل أحد حراس المخبأ متأخرا للمشهد. وصف كم كانت دهشته كبيرة وهو يري الجثتين وقد اشتعلت فيهما النيران كما لو بفعل احتراق ذاتي. لم يكن قادرا علي رؤية مجموعة "جوبلز" مختبئة في أحد المداخل، فقط في وقت لاحق أبلغوه بالظروف الحقيقية لما حدث.
دمّرت النار جزء من الجثتين، وجري دفنهما في وقت لاحق في حفرة قنبلة ضحلة. وطبقا لتقارير روسية، ثم إخراج الجثتين بواسطة القوّات السوفييتية ونقلا الي "ماجدبيرج" في ألمانيا الشرقية حيث قيل إن جثمان "هتلر" قد دمّر نهائيا في ابريل 1970 من قبل ال"كي. جي. بي" وجري الحفاظ علي قطعتين فقط من الجسم هما الفكّ والجمجمة، حيث عرضا في معرض المحفوظات الفدرالية الروسية في موسكو في ابريل 2000.
وقد صدرت عن أيام هتلر الأخيرة في المخبأ عدّة أفلام، كان أحدها بعنوان "السقوط"، في عام 2004 للمخرج "أوليفر هر شبيجل".
7 المقالات الثلاث موجودة علي النت، الأول مأخوذ من موقع "يسترداي"، وكتب الثاني "روب برومبي" من خدمة أخبار "بي. بي. سي" بتاريخ 26 ابريل 2006، والثالث موجود علي موقع "سكيورتي سيرفيس: ام 15 " بتاريخ 30 ابريل 2005.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.