دائما تكون هناك متلازمه مؤثرة وقوية لأي حاكم مُستبد تعمل لصالحه وفي نفس الوقت تمد الفترة الزمنية المطولة لحكمه ، تلك المتلازمه هي الإعلام جهاز الترويج الناجح في نشر الأكاذيب والإشاعات . في مُعظم الدول المتقدمه يتميز الإعلام بالمهنية والمهنية هنا تعني الإلتزام بالدور الإعلامي المخصص لهم ، ف لا يكون موالياً لأي طرف علي حساب طرف أخر ومنها التمسك بالموضوعية في نشر الأخبار والحقائق والوقائع التي يراها الإعلام بعدسته يوميا في الشارع والهدف منها تنويري لا تجهيلي وبالتالي حينما تتحقق تلك المعايير نَري إعلاماً مهنياً بحق وهو ما يعكس بدوره مدي تميز السلطة بالديموقراطية وتقبلهم لحرية التعبير والرأي الأخر حتي وإن كان هناك خبر ما يكشف نقطة فاسدة نتجت عن السلطة الحاكمة. علي النقيض الأخر في الشعوب التي يحكمها أنظمة ديكتاتورية لا تقبل بالرأي الأخر ، لا نري تلك التوافرات المهنية في إعلامهم وذلك نتاج التداخل الرهيب بين السُلطات فمثلا بدل من كون الإعلام هدفه في محل سُلطته هو تنوير الشعب وجعل من كل مواطن مراقب للسلطه وتعليمه حقوقه التي ينص عليها الدستور وإلتزامهم بالموضوعيه في ذلك ، تراه هنا موالياً للنظام الحاكم و حريص أشد الحرص علي الصورة النزيهة للأفراد الذين لهم شأن بالدولة. في فن صناعة الغيبوبة لدينا مثال شهير جداً في صناعته جوزيف جوبلز وزير هتلر للدعاية النازية : رائد الحرب الإعلامية النفسية وأسطورة فنون الإعلام الكاذب ، وصاحب نظرية غسيل الأدمغة ، التي لا يزل يسير على نهجها تلامذته من رموز الدعاية السوداء، جوزيف جوبلز لعب دوراً كبير جداً في ترويج الفكر النازي لدي الشعب الألماني بطريقة ذكية إستطاع جوبلز ان يصور للألمان بأن أدولف هتلر هو الملهم والمنقذ لهم وجعل منه إله يحكم الشعب وكان بارعاً في تحطيم الخصوم ، هو الذي قال : (( أعطني إعلاما بلا ضمير أعطك شعباً بلا وعي )) ، كان يعتمد جوبلز علي تفريغ عقول المواطنين من مضمونها وأفكارها التي تحتوي علي كل ما هو صالح ويضع مكانها أفكاره الشيطانية قليلة المضمون وكثيرة التكرار ، فبعد ذلك تشاهد الناس يرددون كلمات جوبلز دون التفكير حتي فيما يقولونه . إسناداً لما سبق ذكره عن مقتل الناشطة المصرية شيماء الصباغ الذي كان علي مرأى ومسمع الجميع وأحدث ضجه علي صفحات التواصل الإجتماعي والشارع المصري ربما ثبت علي لسان وأعين أكثر من شخص ، بأن من قتل شيماء هو عسكري تابع لوزارة الداخلية ببندقية خرطوش في مسافة أقل من 2 متر وهو ما ثبته أيضاُ الطب الشرعي فيما بعد ، إذن نحن أمام جريمة حقيقية تم إرتكابها بحق تلك الفتاة ، فكان رد فعل الإعلام المصري هو تزييف الواقعة وتلقين بعض العبارات للمشاهدين مثل (( إيه الي وداها هناك )) أو (( البنت دي اخوانية )) علي الرغم من انها ناهضت حكم الاخوان ، لكنها عبارات يرددونها الناس فيما بعد دون تفكير ايضاً كما كان يفعل جوبلز بالضبط مع شعبه. نري مع تكرار تلك الوقائع بالإضافة لردود أفعال الإعلام المصري السالف ذكرها مع أي جريمة ناجمة عن اشخاص تابعين للسلطة ضياع حقوق المجني عليهم تباعاً وهو ما يثبت صحة كلامي بإبتعاد إلإعلاميين تماماً عن أدوارهم المهنية وغياب الموضوعية وتجهيل لا تنوير العامة .