كل الأحداث التى واجهتها مصر بعد ثورة 30 يونيو تؤكد صدق الرؤية المبكرة التى طرحها الفريق أول عبدالفتاح السيسى عندما طلب تفويضا شعبيا لمواجهة العنف والإرهاب المحتمل فمنحه المصريون ما أراد دون تردد بينما راهن الأشرار على حسابات خاطئة مازالت هى العنصر الحاكم فى استمرار تورطهم فى جرائم الإرهاب بسبب انصياعهم الكامل لتوجهات من يحركونهم كالدمى فى إطار مخطط شرير يستهدف مصر ونظام الحكم كمدخل لتغيير خريطة المنطقة وإعادة رسم حدود جديدة لها تضمن عدم الاستقرار الحقيقى لمدة مائة عام مقبلة على الأقل! كان ماجرى فى 30 يونيو صدمة لقوى دولية وإقليمية أسقطت من حساباتها إمكانية أن تندلع فى مصر ثورة تصحح المسار وتنسف المخطط الكارثى لهدم الدولة المصرية فى ظل مناخ البلبلة الذى كان عنوانا للخطر الحقيقى الذى عاشته مصر فى الفترة ما بين يناير 2011 ويونيو 2013 والذى كان يجرى استثماره بالآلة الجهنمية لتزييف الوعى باتجاه تعميق مشاعر القبول بالتجاوب مع مخطط الفوضى الهدامة وذلك من خلال ترسيخ الانطباع الكاذب بأنه إذا كانت الدولة ستنهار وتضيع فإن ذلك ليس سوى ثمن بسيط ومستحق حيث يمكن بعد الهدم والتدمير الشروع فى بناء جديد للدولة! وعلينا ألا ننسى أنه عندما تحركت مصر بجدية على طريق تصفية وإخلاء ساحات التمرد والعصيان فوجئت مصر بأن إدارة أوباما تبعث رسائل تهديد وتحذير تعتبر فيها ما جرى فى 30 يونيو و3 يوليو بأنه غلطة لا تغتفر لكن مصر لم تلتفت لهذه الرسائل وقررت أن تؤكد لهم على أرض الواقع بأن هذا الموقف السلبى والمعادى لمصر من جانب إدارة أوباما سوف يحكم عليه الأمريكيون أنفسهم بأنه غلطة لا تغتفر... وهذا ما حدث بالفعل فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة بمعاقبة الشعب الأمريكى للحزب الديمقراطى وإسقاط هيلارى كلينتون المؤيدة من أوباما وإحداث المفاجأة المدوية بنجاح دونالد ترامب.. وتدشين صفحة جديدة بين مصر وأمريكا. خير الكلام: اللعنة واجبة على الحاقد وناكر الجميل! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله