هذه الحرب الإرهابية القذرة المفروضة علينا ليست موجهة ضدنا وحدنا وإنما هي ضد البشرية جمعاء لسبب أساسي هو إنها لا تحصد فقط أرواح نفوس بريئة وإنما هي تعمق الكراهية بين الطوائف والمذاهب والأعراق. إنها حرب شريرة بكل ما في الكلمة من معان ليس فقط لأنها تخالف كافة الأديان السماوية وتتناقض مع الأعراف والمواثيق الدولية وإنما لأنها تستهدف تفكيك وتدمير أواصر الحضارات. هي حرب ضد السلام وضد الاستقرار وضد التنمية ومن ثم فإنها ليست في صالح الجميع مهما توهم البعض أنهم مازالوا حتي الآن بمنأي عن نيرانها بعد أن أصبحت كل الساحات مفخخة في انتظار إشارة التفجير التي يطلقها آلهة الشر حين يريدون وحسبما يخططون. نحن أمام مخطط رهيب يتجاوز حرق الكنائس وهدم الأديرة ونسف الأضرحة ويكشف بوضوح عن إصرار علي التقسيم والتفتييت علي أسس مذهبية وعرقية وطائفية وبما يخلق فتنة يراد لها أن تستمر لمئات السنين بين المسلمين والمسيحيين وبين السنة والشيعة وبين الأكراد والتركمان بعد أن تتحول الحياة إلي غابة من الفوضي! وما لم يقف المجتمع الدولي وقفة حازمة إلي جانب مصر التي تتصدي بكل الشجاعة لهذا المخطط الجهنمي من أجل لجم الغلو والتطرف واجتثاث العنف والإرهاب التي تستمد قوتها من ثقافة التكفير حتي تبرر منهج اللجوء إلي النار بدلا من الاحتكام إلي الحوار فإن الكل سيدفع الثمن غاليا في نهاية المطاف! وكفي دفنا للرؤوس في الرمال بمغازلة الإرهاب من نوع احتضان أمريكا للشيخ عمر عبد الرحمن قبل أن تكتوي بنيرانه وتضطر لاعتقاله وإبقائه في السجن حتي مماته وهي التي سبق لها أن باركت فتواه التكفيرية بعدم جواز الصلاة علي جثمان الزعيم الراحل جمال عبد الناصر عند وفاته في 28 سبتمبر عام 1970.. كانت أيام ومازالت القصة مستمرة حتي اليوم للأسف الشديد! خير الكلام: ليس في ساعة الزمن سوي كلمة واحدة هي الآن ! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله