لم يكن الرئيس السيسى مبالغا عندما قال فى برلين إنه لولا ثورة 30 يونيو التى أسقطت الفاشية الدينية فى مصر لكان حال المنطقة بأسرها قد ذهب إلى مجهول مخيف ومرعب .. وهذا الكلام هو عين الحقيقة ولا ينبغى فهمه وقراءته بعيدا عما جرى على أرض مصر لأن أى حساب سياسى واستراتيجى للعام الأول من حكم السيسى لابد أن يشمل أهم إنجاز تحقق وهو إحباط مخطط تفكيك الدولة واستعادة لغة العقل للحفاظ على وحدة وتجانس المجتمع ورد الاعتبار للمؤسسات الوطنية المنوط بها حماية الأمن والاستقرار وتطبيق العدل واحترام سيادة القانون. والذين يحارون فى فهم أسباب انحياز غالبية الدول العربية لمرحلة ما بعد 30 يونيو فى أرض الكنانة عليهم أن يتذكروا أن المخطط الجهنمى لتفتيت وتقسيم وتجزئة المنطقة كان يرتكز إلى نسف كل ما له علاقة بالوطنية والانتماء الوطنى فى أقطار الأمة والسعى لإعادة بعث ولاءات قديمة مثل التمسح بالرايات الدينية أو التخندق فى الكيانات القبلية أو الاحتماء بالنزعات الطائفية أو المذهبية وإثارة النعرات العرقية كبديل للدولة الحديثة ومؤسساتها. ولأن الحديث عن العام الأول لحكم السيسى يرتبط ارتباطا وثيقا بثورة 30 يونيو يكفى القول بأن مصر قامت بدور الطليعة نيابة عن أمتها العربية ونجحت فى كسر المشروع المزيف لإمبراطورية الخلافة التى كان يحلم أردوغان بإمكان بنائها على أنقاض وخرائب الدول العربية تحت أوهام القدرة على تكرار مخطط التدمير الذى مارسه ولا يزال يمارسه على امتداد الساحة السورية وبتحالفات علنية وأخرى خفية مع مختلف التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم «داعش».. وهذا هو سر كراهية أردوغان لمصر وللرئيس السيسي! وهنا لابد من كلمة حق ضرورية وواجبة فى معرض الإشارة للخطوط العربية لكشف حساب، عامان بعد 30 يونيو، وعام واحد مع الرئيس السيسى وفحوى هذه الكلمة إن البطل الحقيقى فى حماية وصون الدولة المصرية يرجع إلى عاملين أساسيين أولهما السجل الوطنى المشرف للمؤسسة العسكرية المصرية التى لم يختلف موقفها فى 30 يونيو 2013 عن موقفها فى 25 يناير 2011.. وثانيهما تلك العلاقة العضوية الوثيقة بين شعب مصر وجيشه العظيم والتى احتار كل الخصوم وكل الأعداء فى فهمها! خير الكلام: ولا أخصك بعد عام بتهنئة.. إذا سلمت فكل الناس قد سلموا! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله