سوف يظل كل ما يكتب عن المرحلة الصعبة والحرجة فى تاريخ مصر التى تحمل فيها المجلس الأعلى للقوات المسلحة مسئولية إدارة شئون البلاد مجرد اجتهادات وتكهنات وروايات لا يمكن التعويل عليها عند كتابة التاريخ الحقيقى لهذه المرحلة. ولأننى أعرف - عن يقين - شخصية المشير محمد حسين طنطاوى على مدى سنوات خدمته العسكرية وعزوفه عن التحدث فى وسائل الإعلام التزاما بتقاليد المؤسسة العسكرية فإننى أتكلم هنا عن الحاجة إلى تسجيل وثائقى رسمى يكشف فيه هذا الرجل العظيم كل أبعاد الموقف وطبيعته وحجم التحديات والمخاطر التى نجح هذا الرجل ورفاقه فى درئها عن هذا الوطن لأن هذا التاريخ ملك لهذا الشعب ويظل الحق فى اختيار التوقيت الملائم لنشره على الرأى العام ملكا للقيادة السياسية التى يتبوأ موقع الرجل الأول فيها الآن أحد الأعضاء البارزين فى المجلس الأعلى للقوات المسلحة خلال هذه المرحلة وهو المشير عبد الفتاح السيسي. إن مستقبل مصر - بل وحاضرها أيضا - يتوقف على مدى قدرة هذا الوطن على استيعاب الدروس المستفادة من هذه المرحلة والعمل على تلافى وتجنب أى ممارسات وسياسات يمكن أن تعرضنا لمثل هذا المأزق الذى نجح المجلس الأعلى للقوات المسلحة فى التعامل معه واحتواء معظم تداعياته السلبية وهو ما مكن مصر - بعون الله ورعايته - من إجهاض أخبث وأسوأ وأخطر مخطط تدميرى لتفكيك الدولة وضرب الاستقرار بمثل ما تعرضت له دول عديدة فى المنطقة. وفى اعتقادى أنه عندما تسمح الظروف بقراءة صفحات ووقائع هذه المرحلة سوف يزداد شعب مصر فخارا على فخار بهؤلاء الرجال العظام الذين تحملوا من إساءات الصغار وإهانات الأقزام ما هو فوق الطاقة وفوق الاحتمال لا لشيء إلا أنهم وضعوا نصب أعينهم هدفا أساسيا ووحيدا هو حماية هذا الوطن ومؤسسات الدولة المصرية العريقة وفى مقدمتها المؤسسة العسكرية وهيئة الشرطة والسلطة القضائية. وهذا الذى أكتبه ليس رأيا شخصيا وإنما هو لسان حال الغالبية العظمى من المصريين الذين انتفضوا يوم 30 يونيو 2013 وباركوا قرارات 3يوليو واستجابوا لنداء التفويض فى 26 يوليو ومازالوا حتى اليوم يؤيدون ويباركون سياسات الرئيس السيسى لتأمين البلاد واجتثاث الإرهاب وإعادة مصر إلى مكانها الطبيعى فى أمتها العربية وقارتها الإفريقية ومحيطها الإسلامي! خير الكلام: متى أرى الصبح لاحت مخايله.. والليل قد مُزّقت عنه السرابيل ! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله