قلنا من قبل أن جميع برامج المقالب أو الكاميرا الخفية مفبركة ، ومتفق عليها من قبل الضيوف أو الفنانين الذين يظهرون فيها ، ورغم هذا يقبل الناس علي متابعتها أو مشاهدتها وبكثافة شديدة ، وكأنهم يقولون في قرارة أنفسهم نعلم حقا أنها مفبركة ، ولكننا نشرب مقالبها بمزاجنا ! ويعد رامز جلال واحدا من أهم مقدمي هذه النوعية من البرامج ، لدرجة أنه أصبح يشتهر بها أكثر من كونه في الأصل فنان ، وكانت البداية له مع قناة الحياة ، إلي أن اختطفته قناة " أم بي سي مصر " ، وظل يقدم فيها برنامجه حتى رمضان الماضي . وكانت من أشهر هذه البرامج رامز قلب الأسد ، أو رامز توت عنخ أمون ، ورامز تعلب الصحراء ، ورامز واكل الجو ، وأخرها كان رامز بيلعب بالنار. ورغم النفي الدائم لرامز وقناة " أم بي سي " علي الاتهامات الموجهة ، بأن هناك اتفاق مسبق بينهما وبين الفنانين أو المشاهير الذين يظهرون في هذا البرنامج ، وبالرغم أيضا من حرفية البرامج والإمكانيات الضخمة والأموال الباهظة التي تنفق عليها ، إلا أنها لم تستطيع أن تتغلب علي هذا التشكك المتواصل من جانب البعض تجاههم هم وبرامجهم . وكما يقول المثل الشعبى " الحجر الداير لابد من لطه " ، وهاهو قد جاء اليوم بالفضيحة المدوية التي فجرها الإعلامي الشهير " طوني خليفة " ، وكشف فيها للرأي العام ، بأنه تلقي اتصال من زميله وبلدياته المذيع اللبناني " نيشان " يطلب منه الظهور معه كضيف في برنامج جديد يذاع علي الفضائية " " osn في رمضان . ولكن شيء ما جعل " طوني " يتشكك في الأمر ، فقام بالاتصال بالقناة ليتأكد من حقيقة البرنامج ، وكانت المفاجأة بأنه ليس هناك أي برامج لنيشان ، وبالبحث والتنقيب علم طوني بأن الموضوع له علاقة برامز جلال . ومن وقتها بدأ اللبناني يوجه رسالة في جميع وسائل الإعلام تقريبا ، يحذر فيها الفنانين بأن أي اتصال يحدث معكم عن طريق " نيشان " لتظهروا معه في برنامج في أبو ظبي ، فهذا معناه أنكم معرضين لمقلب جديد من مقالب رامز ! وبالفعل توالت بعدها الاعتذارات لبعض الفنانين والمشاهير ، ومن بينهم نانسي عجرم ولطيفة وظافر العابدين وهند صبري وإيمان البحر درويش وعمرو أديب بالإضافة للمؤلف محمد أمين راضي الذي كشف بأن البرنامج مازال يتم تصويره ، لذلك وباستثناء النجوم الذين صوروا معه بالفعل دون علمهم ، فأن أي فنانين سيظهرون معه بعد ذلك فهذا معناه أنهم علي علم بالمقلب ، ومع هذا قبلوا نظير حصولهم علي المبالغ المالية ! وطبيعي كما ذكر طوني خليفة بأن " نيشان " غضب منه بعد أن فضح سره ، وطبيعي أيضا وكما يتردد أن رامز يعيش حالة نفسية سيئة جدا بعد انكشاف أمره . أما الغير طبيعي ولا مفهوم أن تظل قناة كبري مثل " أم بي سي " لا حس ولا خبر ، وكان المفترض منها الاعتذار للمشاهدين علي خداعهم لهم طوال السنوات الماضية ، وحتى وفي حالة أنها لا تريد أن تفضح نفسها ، فعلي الأقل كانت الفرصة أمامها سانحة لتعلن للجميع عن إلغاء هذا البرنامج ، وحذفه نهائيا من علي خريطة برامجها الرمضانية ! لكن وبما أنه لا توجد بيننا مثل هذه الثقافات المحترمة ، بعد أن أصبحت مثل هذه الأحداث المخجلة مجرد تفاهات بسيطة وتعدي ، إذن فلنتوقع من الآن أن يطلع علينا رامز وشبحه في برنامجه الرمضاني الجديد " رامز في أرض الخوف " ، الذي وبرغم أنه أتحرقت فكرته ، ومع ذلك يظن ، و" أن بعض الظن أثم "ِ أنه يستطيع أن يخوف النجوم ويخوفنا في تحدي سافر للجميع وكأن شيئا لم يكن ! [email protected] لمزيد من مقالات علا السعدنى;