في أحداث تعيد للأذهان تفجير حركة طالبان الأفغانية تمثالين لبوذا في عام2001, والتي أثارت وقتها إدانات دولية واسعة, واصل مسلحون من جماعة أنصار الدين المرتبطة بتنظيم القاعدة في مالي هدم أضرحة صوفية في مدينة تومبوكتو التاريخية بالبنادق والمعاول لليوم الثاني علي التوالي, متجاهلين الدعوات الدولية لوقف الهجمات. وجاءت هذه الهجمات التدميرية بعد أيام قلائل من ضم اليونسكو للمدينة التاريخية لقائمة مواقع التراث العالمي المعرضة للخطر. وهددت الجماعة المتشددة- التي تتبني تفسيرا متشددا للشريعة الإسلامية وتعتبر أضرحة الصوفية من مظاهر الوثنية- بتدمير كل مواقع الأضرحة الرئيسية التي يبلغ عددها16 ضريحا في تومبوكتو, وقام عشرات المسلحين بهدم ثلاثة أضرحة وسبعة مقابر يعود تاريخ بنائها إلي300 عام بالمعاول وببنادق الكلاشنكوف.ومن جانبها, نددت حكومة مالي بتدمير الأضرحة, ووصفته بالعنف المدمر الذي يرقي إلي مرتبة جرائم الحرب, كما توعدت بملاحقة المسئولين عن هذه الأعمال في مالي وخارجها. وندد الكولونيل ياموسي كامارا وزير الدفاع في مالي بالهجمات, واصفا ما يحدث في تومبوكتو بالعمل الشائن حقا. وبدأت إدانات دولية واسعة فور توارد الأنباء حول هدم الأضرحة, فأعلنت الأممالمتحدة عن وجود تقارير تفيد بتدمير أضرحة سيدي محمود, وسيدي مختار سيدي, وسيدي مويا ألفا, في المدينة القديمة من تومبوكتو.واعتبر بان كي مون الأمين العام للمنظمة الدولية أن مثل هذه الهجمات ضد مواقع التراث الثقافي تعد غير مبررة بالمرة. وفي غضون ذلك, وصفت فاتو بنسودا مدعية المحكمة الجنائية الدولية الهجمات بأنها بمثابة جريمة حرب. وأكدت بنسودا أنها سوف تتخذ الإجراءات المناسبة إذا ثبت ارتكاب مثل هذه الجرائم, مشيرة إلي أن الهيئات التابعة للمحكمة تراقب الوضع عن كثب. وأعربت منظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم اليونسكو عن أسفها للتدمير المأساوي الذي طال وبدون مبرر الأضرحة في تومبوكتو. كما أدانت الجزائر تدمير الأضرحة الذي يستهدف تراثا ثقافيا وإسلاميا يعتبر جزءا من الذاكرة الجماعية للماليين وتراثا مشتركا تتقاسمه الجزائر ومالي.