فى الواقع كنت أفضل أن أشاهد لك هذا الموسم الفنان العالمى القدير رمزى يسى .. وهو واحد من أبرع من قدموا لنا الموسيقى الكلاسيكية من خلال البيانو. رمزى يسى من أبناء دار الأوبرا المصرية وزميل معظم إن لم يكن كل من اقتربوا منه فى العمر.. كانت البداية من الكونسرفتوار بالقاهرة ثم كان أن ذهب فى رحلة تعليمية إلى الاتحاد السوفيتى وقتها أى روسيا حاليا وكان زميلاه فى هذه المنحة التعليمية كل من حسن شرارة وأيضا مصطفى ناجى اللذين كان دراساتهم العليا فى البولشوى. كل عام كنت وغيرى كثيرون ينتظرون حفلا لرمزى يسى مع الأوركسترا السيمفونى.. ولكن هذا العام وحتى الآن لم أعثر على أى إعلان عن حفل له كما كانت دار الأوبرا تقوم فى الأعوام السابقة. أقول هذا لأننى سعيدة بأن لدينا فى ميدان الموسيقى ثلاثة أفرع أو ثلاثة أنواع، الأولى كانت لفرقة الآلات الشعبية التى أنشأها الفنان الراحل سليمان جميل شقيق الفنانة فايدة كامل وأيضا شقيق الأخت أميرة كامل.. كانت فايدة فى الغناء العربى، وأميرة سوبرانو فى الغناء الأوبرالى.كان معهم أيضا الراحلة فيوليتا متار وغيرها من أوائل من التقوا بالكونسرفتوار أسماعهم الموسيقى الكلاسيكية وكان مقرها فى البداية مبنى وزارة الثقافة حاليا. المهم كان لدينا بدايات مبهرة لهذا النوع من الغناء الأوبرالى، وأيضا من الموسيقى الكلاسيكية العالمية وكان بطلها هو النجم العظيم رمزى يسى. رمزى يسى لا أدرى السبب فى عدم وجوده لجمهوره هذا العام، علما بأنه كان يستشعر قيمته فى فنه العظيم إذا ما قدمه لجمهور بلده، فهو منذ سنوات يقيم فى باريس، ولكنه كان يحضر خصيصا لتقديم حفلة لرواد دار الأوبرا المصرية. أقول لدينا ثلاثة أفرع للموسيقى، الأولى الفرقة الشعبية التى لا تستخدم إلا الآلات الشعبية القديمة منها والحديثة وهى التى شكلها سليمان جميل. الموسيقى الثانية التى أستمتع ويستمتع بها الجمهور، وهى أيضا الموسيقى البحتة أى غير المغناة والتى كانت إلى وقت قريب لا يقترب منها المتفرج المصرى، ولكن بفضل إبداع الفنان عمر خيرت اتجه إليها أعداد كبيرة من الجماهير، وأيضا بشغف كبير. الموسيقى الثالثة هى الموسيقى الكلاسيكية العالمية وأيضا المصرية التى ألفها أصحابها بالأسلوب العلمى العالمى، وهى التى برع فيها وشكل جمهورا كبيرا فيها الفنان رمزى يس بعزفه على البيانو. مع حبى واحترامى للموسيقى الشعبية برغم أنها لا تقدم كثيرا الآن، وبرغم أيضا شغفى بموسيقى عمر خيرت التى يتهافت الجمهور أمام شباك تذاكر الأوبرا لحجز تذاكرهم لها, أيضا لى اهتمام كبير بالموسيقى العالمية التى تقدمها لنا دار الأوبرا المصرية منذ سنوات. إذن ما أحاول الوصول إليه أين رمزى يسى هذا العام؟ أو هذا الموسم خاصة ونحن فى نصفه تقريبا. أنا أشهد بأن الفن والفنانين يحبون بعضهم البعض، وأعلم جيدا أن مديرة الأوبرا الحالية الفنانة العازفة إيناس عبدالدائم شغوفة بزملائها من الكونسرفتوار ومن غيره فهى تكن لأستاذتها الراحلة سمحة الخولى كل إخلاص ومحبة، وأيضا تكن لرمزى نفس الشعور، وأيضا لكبار فنانينا الذين كان الفضل فى دراساتهم للفن هو الأمل الكبير د.ثروت عكاشة. نخلص من هذا إلى أن الفن يحب الفنانين وليس هذا هو المقصود، ولكن الفنانين حريصون على زملائهم، وهذا ما لاحظته من مديرة الأوبرا حاليا د.إيناس عبدالدايم. أكتب هذا لأننى لا أريد أن أفقد فنانا وعازفا للبيانو مثل رمزى يسى الذى تابعته وهو فى بداية مشواره كطالب فى معهد الكونسرفتوار.