تحدثنا معا في مقال الأربعاء الماضي عن عدم جدوى المضادات الحيوية في علاج نزلات البرد والانفلونزا الفيروسية وان العلاج ببساطة يكمن في الراحة والنوم وشرب السوائل والمشروبات الدافئة واحتساء شوربة الدجاج كما توصي الدراسات الطبية وغرغرة الفم بالماء والملح لإزالة احتقان الحلق وكذلك تقطير الأنف لإزالة احتقانه بسائل معقم للملح والماء وتناول عسل النحل وفي حالة ارتفاع درجة الحرارة يوصي بالاستحمام بماء بارد لتبريد الجسم ثم تناول خافضات الحرارة. كما تعرفنا معا على ما تشير إليه الدراسات الطبية حول حقيقة أن المضادات الحيوية تهاجم البكتيريا وليس الفيروسات وأن أعراض الانفلونزا البكتيرية التي تتطلب العلاج بالمضادات الحيوية تتضمن التهاب اللوزتين الحاد (والتي يصاحبها حرارة عالية وصداع ومغص معوي وقيء وصعوبة شديدة في البلع وتضخم الغدد الليمفاوية في الرقبة وتورم اللوزتين وقد يوجد صديد كبقع بيضاء على اللوزتين ) وينتج كذلك عن الالتهاب البكتيري التهاب الأذن الوسطى (والذي يصاحبه آلام مبرحة في الأذن وحرارة عالية ) كما ينتج عن الالتهاب البكتيري التهاب الجيوب الأنفية الحاد (والذي يصاحبه ارتفاع درجة الحرارة وانتفاخ فوق العينين وآلام في الوجنتين أو الوجه وسعال في النهار وصداع). وفي هذا المقال سنركز على أعراض اذا ظهرت عليك اثناء إصابتك بنزلة برد أو دور أنفلونزا ؛ عليك الانتباه إليها وإلا تعرضت لخطر الموت اختناقا والأعراض تشمل صفير وضيق الصدر وضيق النفس وقد تنتج الرئة كذلك بلغم يصعب إخراجه ... الأعراض السابقة هى لمرض الربو والتي تعني باليونانية حرفيا "أزمة" والربو من الناحية العلمية هو التهاب مزمن يصيب المجاري الهوائية متكرر الحدوث يمنع التدفق المعكوس للهواء ويصاحبه تشنج بالقصبات الهوائية صفير وضيق بالتنفس . ازداد معدل انتشار داء الربو بشكل كبير منذ سبعينات القرن العشرين وابتداء من عام 2011 أصيب 235-300 مليون شخصاً بداء الربو على مستوى العالم وشمل هذا العدد 250,000 حالة وفاة. هناك عدد من الحالات الصحية الأخرى التي تحدث بشكل أكثر تكراراً لدى المصابين بداء الربو وتشمل التهاب الأنف والجيوب الأنفية وانقطاع النفس الانسدادي النومي ومرض الارتجاع المعدي المريئي ومن الجدير بالملاحظة أن السمنة تعمل على تفاقم المرض حيث تسبب ضعف وظيفة الجهاز التنفسي نتيجةً لتراكم الدهون ؛ فوجود النسيج الشحمي يؤدي إلى الالتهاب الذي يزيد تفاقم التهاب المنافذ الهوائية و يعتقد كذلك أن الضغط النفسي يغير في الجهاز المناعي فيزيد التفاعل الالتهابي لمجرى الهواء كرد فعلٍ لمسببات الحساسية ويفاقم المرض . على الرغم من أن مرض الربو هو حالة مزمنة انسدادية ، إلا أنه لا يعتبر جزء من داء الانسداد الرئوي المزمن لأن هذا المصطلح يشير بالتحديد لمجموعة من الأمراض غير القابلة للعكس مثل التهاب القصبات المزمن وتوسع القصبات والنفاخ الرئوي وعلى عكس هذه الأمراض ، فان انسداد الممر الهوائي في مرض الربو عادة ما يكون قابلا للعكس ، "ولكن من الضرورة بمكان ملاحظة انه اذا ترك دون علاج فان الالتهاب المزمن الناتج عن الربو قد يؤدي إلى انسداد رئوي غير قابل للعكس بسبب تغير شكل الممر الهوائي". تزداد حدة أعراض الربو عادةً أثناء الليل وفي الصباح الباكر، أو نتيجة لممارسة التمرينات أو للهواء البارد ولكن يلاحظ أن بعض المصابين بداء الربو تظهر لديهم الأعراض بشكل نادر استجابةً للمثيرات من تمرينات أو هواء بارد أو غالبا اثناء التعرض لنزلة برد أو أنفلونزا أو التعرض للدخان كالتبغ وتلوث الهواء ، بينما يعاني آخرون من أعراض مستمرة . وقت الأزمة ينصح باستنشاق الكورتيكوستيرويدات عن طريق الفم لعلاج تهيج وتورم منافذ الهواء وفتح الممرات الهوائية بالرئتين وقد تدعو الحاجة في الحالات الحادة إلى حقن الكورتيكوستيريدات وريديًا، وسلفات المغنيزيوم والدخول إلى المستشفى . بالإضافة إلى الكورتيكوستيريدات المستنشقة بالبخاخة ؛ تشير الدراسات الطبية إلى فعالية وصف الطبيب المعالج لحبوب ضادات الليكوترين ؛ في علاج الربو حيث ينتج الجهاز المناعي بشكل معقد في مرضى "الربو ومرضى الانسداد الرئوي المزمن" " الليكوترينات " والتي تعمل على تضيّق القصبات الهوائية وتحدث الالتهاب والتورم والتهيج بمنافذ الهواء وتعمل مضادات الليكوترين على منع الجسم من إفراز هذه المواد التي تدعى بالليكوترينات. [email protected] لمزيد من مقالات نهى الشرنوبي;