فلسطين من أكثر القضايا العربية تأثرا بالمتغيرات السياسية في مصر التي ستؤسس لمرحلة جديدة في تاريخ مصر والامة العربية.. السؤال المطروح الآن ماذا سيحدث بعد أن أصبح الدكتور محمد مرسي رئيسا منتخبا لمصر,فالعملية السلمية متوقفة تماما ومنذ حوالي4 سنوات بسبب اصرار اسرائيل علي مواصلة سياستها الاستيطانية وعمليات التهويد لمدينة القدس و تغيير معالم القدس واستمرار الحفريات أسفل المسجد الاقصي ومحاولات طمس هويتها العربية بالاضافة الي الحصار الاسرائيلي الغاشم علي أهالي قطاع غزة ؟ يتوقع معظم المحللين السياسيين ان يساعد فوز الدكتور مرسي بمنصب رئيس الجمهورية في رفع الحصار عن غزة بشكل متواز مع انهاء حالة الانقسام حيث سيعطي الرئيس الجديد القضية الفلسطينية أهمية وأنه من الممكن أن تلعب حركة حماس دورا كبيرا في هذا السياق كما يتوقعون ان الرئيس المصري الجديد لن يستطيع أن يتعامل مع سلطتها في غزة كدولة مستقلة بما يقطع الطريق علي انهاء الاحتلال الاسرائيلي و اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وان يضغط الدكتور مرسي علي حركة حماس حتي تصبح أكثر اعتدالا و تواصل طريقها نحو المصالحة حتي تكون جزءا من السلطة الشرعية وقالوا ان الخطاب العقلاني الهادئ الذي ألقاه الرئيس المصري المنتخب وتأكيده حرصه علي الاستقرار الاقليمي والحفاظ علي المعاهدات و العلاقة مع الولاياتالمتحدةالامريكية و المجتمع الدولي وبالتالي سينصح حماس بالاعتدال والانضواء في الشرعية..ربما تقول حماس انها بحاجة لفترة زمنية لتحقيق انجازات ولتحقيق المصالحة الوطنية من موقع قوة و لكن هناك في حماس من يدرك انه ممكن أن تكون مطمئنة. الشرط الحاسم لابقاء القضية الفلسطينية حاضرة والسير علي طريق تحقيق الاهداف الوطنية يتمثل في انهاء الانقسام و استعادة الوحدة الفلسطينية الذي يجب أن يتم الانتهاء منها بشرط أن تكون معالجة هذا الموضوع هذه المرة حاسمة وليست كغيرها من المرات السابقة وأن يتجنب الطرفان الاخطاء التي وقعا فيها في السابق وبعد موضوع الانقسام الفلسطيني ياتي موضوع رفع الحصار الاسرائيلي الغاشم عن أهالي قطاع غزة وهذه الموضوع يطالب الفلسطينيون به من الرئيس الجديد كما يطالبون بدعم قضيتهم العادلة وتسهيل مرور الفلسطينين ورحبت حركة حماس بفوز الدكتور مرسي برئاسة مصر مؤكدا أن ذلك سيكون له انعكاساته الايجابية لمصلحة القضية الفلسطينية وعبر أعضاء حركة الجهاد عن أملهم بأن يؤسس فوز مرسي الي اعادة دور مصر الريادي من قضايا الامة العربية والقضية الفلسطينية ثم موضوع تسهيل مرور الفلسطينيين عبر المعابر وحصولهم علي أموال الضرائب من السلطات الاسرائيلية. اما القضايا الرئيسية مثل وضع القدس وعودة اللاجئين الفلسطينيين الي ديارهم والحدود و غيرها ستتأتي خلال المفاوضات وعن تداعيات فوز الدكتور محمد مرسي بمنصب رئيس مصر علي اسرائيل, ورغم ان اسرائيل غير سعيدة بنتيجة الانتخابات الرئاسية في مصر فانها لم ترد افساد العلاقة مع مصر. لذلك نجد ان المسئوليين هناك حاولوا الا يظهروا اي قلق حيال ما حدث فقال دان مريدور نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي ان اسرائيل مطمئنة الي حد كبير الي أن التعاون مع مصر مستمر مؤكدا ان من مصلحة اسرائيل الحفاظ علي معاهدة السلام مع مصر باعتبارها ركنا من أركان الاستقرار في المنطقة.