بالرغم من الأوضاع الأمنية غير المستقرة، التى تحيط بالدولة الصومالية، فإن إرادة الصوماليين استطاعت المرة تلو المرة، وآخرها فى الانتخابات الرئاسية الأخيرة يوم الأربعاء الماضى، مواجهة بعض من التحديات الهائلة التى تعصف ببلادهم منذ سقوط الرئيس محمد سياد برى عام 1991، وتبلورت تلك الإرادة فى اجتماع ممثلى الشعب الصومالى فى مجلسى النواب والشيوخ فى قاعة ملحقة بمطار العاصمة مقديشو، يشرف على تأمينها قوات الاتحاد الافريٍقى «أميصوم» وقوات الأمن الصومالية. وفى محاولة لتعطيل إرادة الشعب الصومالى أطلقت حركة «الشباب» الإرهابية عدة قذائف هاون بالقرب من مطار مقديشو، فى محاولة لتعطيل إرادة الشعب الصومالى، الذى أبى إلا أن يواصل ممثلوه التحدى ، فى محاولة لإعادة بناء الدولة الصومالية. وداخل القاعة التى تمت بها الانتخابات كان هناك 21 مرشحا للرئاسة، أبرزهم الرئيس السابق حسن شيخ محمود، والرئيس الأسبق شيخ شريف، والرئيس الحالى محمد عبدالله فرماجو، وقد نال الأخير أصوات 56٪ من النواب فى الجولة الثانية، التى تمت بينه وبين الرئيس السابق، ليصبح فرماجو الرئيس التاسع للصومال، فى عملية تداول سلمى للسلطة، ليواجه بعدها فرماجو تحديا كبيرا، وهو إعادة إنقاذ الصومال وإعادة بناء مؤسسات الدولة ومحاربة الإرهاب. لقد بعث السيد أحمد أبوالغيط الأمين العام للجامعة العربية وقادة الدول العربية رسائل تهنئة، أكدوا فيها دعم الجامعة والأشقاء العرب للخيارات الديمقراطية للشعب الصومالى. وعلى العواصم العربية الفاعلة تقع الآن مسئولية تاريخية لمد يد العون والمساعدة بكل أشكالها, سياسيا واقتصاديا وأمنيا، للصومال الدولة العربية الشقيقة, التى قصر العرب تجاهها طويلا. لمزيد من مقالات أسماء الحسينى