عاودت أزمة اختفاء حقنة الأنتى آر إتش للظهور مجددا ، بالإضافة لارتفاع سعرها مجددا فى السوق السوداء مع صعوبة الحصول عليها وانتشار حقنة مغشوشة، ويذكر أن الحقنة ضرورية للأمهات المصنفات آر إتش سالب، وإلا يحدث تشوه ومشاكل عديدة للأجنة القادمة، وهو ما يستدعى المسئولين عن الدواء للانتباه، ومحاولة توفيرها إنقاذا للمواليد. د. محمود نشأت استاذ نساء وولادة بمستشفى الجلاء يقول إن نسبة السيدات الآر إتش سالب تشكل 15% من البشر ، هؤلاء النساء لابد أن يتلقين هذه الحقنة خلال 3 أيام من الولادة، حتى لا تتكون أجسام مضادة فى جسد الأم، تقوم بتكسير دم المولود القادم، لكن حقنة الآر إتش قليلة جدا فى سوق الأدوية خلال الفترة الأخيرة. ويروى محمود فؤاد مسئول جمعية الحق فى الدواء مأساة العديد من النساء، قائلا إن الجمعية تتلقى يوميا العديد من المكالمات لأشخاص يسألون عن أماكن يجدون فيها الحقنة، مستطردا أنه منذ أيام قليلة اتصل به صديق يريد الحقنة، وقمت بالسؤال عنها فى فاكسيرا التابعة للمصل واللقاح، فلم نجدها، ووجدت سعرها فى السوق السوداء قد وصل إلى 1800 جنيه، لكننا خشينا شراءها ، لأن هناك حقنة كوبية منتشرة فى السوق السوداء وهى مغشوشة، ولحسن الحظ أخبرتنى زميلة أنها كانت قد اشترت حقنة لأختها ومن الممكن أن تمنحها للصديق الباحث عنها بسعرها فى المصل واللقاح 750 جنيها، لافتا إلى أن سعر الحقنة قبل تعويم الجنيه كان 300 جنيه، ولكن مع النقص الحاد فى أعداد الحقن المتوافرة، وصل سعرها الآن إلى مابين 1800 :2500 جنيه، فى السوق السوداء، خاصة وأن الحقنة ضرورية لأن عدم توافرها، يؤدى إلى تشوه الجنين فى حال كانت الأم آر إتش سالب، وبسبب هذا النقص فى توافر الحقنة، تم صنع سوق سوداء وتجار أزمة للحقن المغشوشة. ويضيف فؤاد أن هناك شروطا مجحفة لاستيراد الحقن، فالدولة تقوم بالاستيراد وتوفيرها فقط فى فاكسيرا، وهو مايجبر سكان المحافظات على القدوم للقاهرة للحصول على الحقنة، وإحضار التحاليل التى تثبت أن الزوجة آر إتش سالب، والزوج آر إتش موجب، وشهادة ميلاد حديثة وهى تستغرق وقتا لاستخراجها، للحصول على الحقنة، هذه الإجراءات لم تكن معقدة هكذا قبل الثورة، وكان سعر الحقنة 190 جنيها. ويرى فؤاد أنه لتفادى وقوع مثل تلك الأزمات، يجب أن يكون لدينا مراكز بحوث إحصاء، تحدد أعداد النساء ، ثم تقوم الدولة بتوفير الحقن على أساس قاعدة البيانات هذه، فمن الممكن توفير 2مليون حقنة، فيما يكون لدينا 2 مليون و300 الف سيدة بحاجه للحقنة ، فسيصبح هناك عجز فى أعداد الحقن وتحدث أزمة، لذلك ينبغى توفير إحصاء دقيق تلافيا للأزمات، كما يمكن توزيع الحقنة من خلال مراكز الأمومة والطفولة ومراكز وزارة الصحة المنتشرة فى المحافظات للتخفيف على سكان المحافظات، لأن حصرها فى فاكسيرا كان لضمان عدم تهريبها إلى السوق السوداء، ومع ذلك فإن حقن فاكسيرا متوفرة فى السوق السوداء. د. محمد هشام أستاذ أمراض النساء والولادة يقول إن هناك أزمة فى حقنة الآر إتش فى الفترة الأخيرة، حيث لم تعد متوفرة فى أغلب الصيدليات، مع ارتفاع سعرها، وعدم توفرها إلا فى المصل واللقاح، والهيئة تتطلب إشتراطات شديدة، حيث يجب أن يقدم طالبها تحاليل تثبت أن الأم آر إتش سالب، وهذه الإجراءات تتطلب وقتا، والأم يجب أن تحصل عليها قبل 72 ساعة من الولادة وإلا يصبح تأثيرها كأن لم يكن ، وهو ماسيؤثر على صحة الجنين القادم للسيدة، وعلى الدم الواصل الى المشيمة، وهو ما سيعيدنا إلى مشاكل الآر إتش التى اختفت منذ زمن، فمن شأنها إجهاض الأم أو حدوث استسقاء فى بطن الجنين القادم، أو تواجد مياه داخل الجنين وحدوث تشوه ، وقد يتوقف نموه تماما فى الشهر السابع ويموت داخل رحم الأم، وهذه المشاكل المترتبة على عدم تلقى الأم لهذه الحقنة سيعيدنا إلى مشاكل انتهت منذ 30 عاما، مضيفا أن هناك أزمة الآن فى الحصول عليها من الصيدليات الكبيرة، كما كان سابقا، والحصول عليها من المصل واللقاح أيضا يتم بصعوبة. ولكن هل واجهته حالة لم تستطع الحصول على الحقنة خاصة مع ارتفاع اسعارها، يقول د.هشام، هذا لا يحدث فى المستشفيات الخاصة، ولكن فى المستشفيات العامة نواجه مشكلات كثيرة من هذا القبيل، وغالبا نقوم بتحويل السيدة لصرف الحقنة عبر العلاج على نفقة الدولة لأن الحقنة ضرورية ولا يمكن التغاضى عنها. أخيرا قمنا بالاتصال بفروع فاكسيرا فى المعادى وأكتوبر ومصر الجديدة، للسؤال عن الحقنة فلم يجبنا أحد، وتواصلنا مع المركز الرئيسى لفاكسيرا لأكثر من 7 مرات، حتى تلقينا ردا، فكان الحوار كالآتي.. «الوووو، صباح الخير ياافندم، بنسأل على حقن الآر إتش، فجاءت الإجابة كالتالي: عايزة تشتريها؟، فأجبنا: أيوة يا افندم فأخبرتنا أن ننتظر ، وبعد سماع نغمة الانتظار لدقيقتين ، تم إغلاق الهاتف ، عاودنا الاتصال مرات ومرات ، فى أوقات مختلفة فجاءتنا رسالة مسجلة نصها: الشخص الذى تحاول الاتصال به غير موجود الآن.. وهو ما استدعانا للإشفاق على الراغبين حقا فى الحصول على الحقنة.