فى مراسم خاصة داخل وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون»، وقع الرئيس الأمريكى ترامب قرارا يقضى ب«إعادة بناء» الجيش الأمريكى، إلى جانب توقيعه قرارا تنفيذيا أثار حفيظة الجماعات الحقوقية ويقضى بتعليق دخول اللاجئين ويفرض قيودا مشددة على المسافرين من سبع دول إسلامية. وتأتى هذه القرارات العاجلة فى إطار تنفيذترامب لوعوده الانتخابية، حيث تعهد برفع عدد قطع الأسطول الأمريكى خلال السنوات المقبلة إلى 350 سفينة وغواصة، علما بأن مشروع إدارة الرئيس السابق باراك أوباما كان يقضى بزيادة سفن الأسطول من 274 سفينة وغواصة حاليا إلى 310 قطع. كما وعد ترامب بزيادة عدد الطائرات الحربية وكذلك عدد الجنود فى السلاح البري، الذى يعتبر أكبر فروع الجيش الأمريكي، وذلك فى مسعى لاستعادة تفوق أمريكا العسكري، بعد استنزاف قواتها فى حربى العراق وأفغانستان والاقتطاعات الضخمة فى الميزانية العسكرية. وفى إطار تحركات لمواجهة الإهاب والتطرف، أكد الرئيس الأمريكى أن القرار الذى يحمل عنوان «حماية الأمة من دخول إرهابيين أجانب»، ويهدف إلى حماية الولاياتالمتحدة من المتطرفين الإسلاميين، على حد تأكيده. ويقضى القرار بتقليص عدد اللاجئين الذين تعتزم الولاياتالمتحدة استقبالهم من 110 آلاف إلى 50 ألفا. وينص القرار على تعليق برنامج استقبال اللاجئين بالكامل لمدة 120 يوما على الأقل، حتى يتم فرض إجراءات مراجعة جديدة أكثر صرامة ودقة. وأشار ترامب إلى أن هذه الإجراءات «ستضمن أن الذين سيحصلون على الموافقة للدخول كلاجئين لا يشكلون تهديدا للأمن والرفاه فى الولاياتالمتحدة». كما يحظر المرسوم دخول اللاجئين السوريين تحديدا إلى أجل غير مسمى أو إلى أن يقرر الرئيس أنهم لا يشكلون أى خطر. وأوضح أنه فى تلك الأثناء لن يتم إصدار أى تأشيرات دخول لمدة تسعين يوما لمهاجرين أو مسافرين من سبع دول إسلامية، هى إيرانوالعراق وليبيا والصومال والسودان وسوريا واليمن. وأوضح أنه خلال فترة تعليق برنامجى التأشيرات واللاجئين، سيتم تحديد قواعد جديدة لما أشار إليه ترامب بأنه «إجراءات تدقيق قصوى» حول خلفية مقدمى طلبات الدخول. وأضاف أنه ستكون هناك استثناءات لبعض الأفراد من «الأقليات الدينية، وهو ما يعنى معاملة أفضل للمسيحيين من الدول التى يشملها الحظر. يأتى ذلك فى الوقت الذى نددت فيه الجماعات والمنظمات الحقوقية والعديد من خبراء مكافحة الإرهاب بالإجراءات التى تصنف ضحايا النزاعات فى الخانة نفسها مع المتطرفين الذين يهددونهم. ووصف أنتونى روميرو المدير التنفيذى للاتحاد الأمريكى للحريات المدنية «إجراءات المراجعة القصوى» بأنها مجرد تعبير للتمييز ضد المسلمين، كما اعتبر القرار انتهاكا للدستور الأمريكي. وأعربت ملالا يوسفزاى الناشطة الباكستانية الحائزة على جائزة نوبل للسلام، عن «حزنها العميق»، وحثت ترامب على عدم التخلى عن «الأطفال والأسر الأكثر ضعفا» فى العالم. ولاقى القرار ترحيبا من أنصار ترامب الذين اعتبروا الإجراء ضرورى لمنع تغلغل مؤيدين لتنظيمى القاعدة أو داعش فى الولاياتالمتحدة، مستغلين برامج استقبال اللاجئين. وفى طهران، وجه الرئيس الإيرانى حسن روحانى انتقادات ضمنية لقرار ترامب الخاص ببناء جدار عازل بين المكسيكوأمريكا، عندما أكد أن زمن بناء الجدران بين الدول «انقضى»، بدون ذكر اسم ترامب. إلا أن روحانى لم يعلق مباشرة على قرار ترامب بمنع دخول رعايا دول إسلامية من بينها إيران إلى الولاياتالمتحدة لمدة ثلاثة أشهر.