تختلف مراسم تنصيب الرئيس المنتخب من دولة إلي دولة وفقا لدستورها وثقافتها, كما يختلف اليمين الدستوري في الصياغة وان كان يتشابه في المضمون الذي يركز علي حماية الدستور والمحافظة عليه والدفاع عن استقلال البلاد, والعمل من أجل رفعة الوطن وخدمة الشعب.. ووفقا للمادة79 من الدستور المصري فان اليمين الدستوري الذي يتلوه الرئيس أمام مجلس الشعب هو: أقسم بالله العظيم أن أحافظ مخلصا علي النظام الجمهوري, وأن احترم الدستور والقانون, وأن أرعي مصالح الشعب رعاية كاملة,و ان احافظ علي استقلال الوطن و سل في ايران ..الدين اولا تنص المادة121 من الدستور الإيراني علي وجوب تأدية رئيس الجمهورية اليمين الدستورية أمام مجلس الشوري بحضور رئيس السلطة القضائية وأعضاء مجلس صيانة الدستور. ومنذ قيام الثورة الإيرانية عام1979 تعاقب علي الجمهورية الإيرانية ستة رؤساء منتخبون أولهم أبو الحسن بني صدر الذي تولي في4 فبراير عام1980 وتم عزله في22 يونيو1981 لاتهامه بمخالفة نصوص الدستور في أكثر من مناسبة, وآخر رئيس منتخب هو الرئيس الحالي محمود أحمدي نجاد الذي انتخب لفترتين وتنتهي فترة ولايته الثانية في5 أغسطس.2013 وتتميز إيران بنظام حكم فريد يختلف عن غيرها من الدول وينظم دستور1979 النظام السياسي في الجمهورية الإسلامية, حيث تتشكل الدولة من المرشد الأعلي للثورة الإسلامية والمكلف بالإشراف علي السياسات العامة وقيادة القوات المسلحة والمخابرات, وينتخب المرشد الأعلي من مجلس خبراء القيادة ويلي المرشد رئيس الجمهورية الذي ينتخب بالاقتراع المباشر ويرأس مجلس الوزراء ويشكل الحكومة. كما يعتبر مجلس صيانة الدستور أو مجلس الرقابة علي القوانين هو أعلي هيئة تشريعية في إيران ويتكون من12 عضوا, ستة أعضاء فقهاء يعينهم المرشد الأعلي للثورة, والستة الباقون من المشرعين الحقوقيين ويعينهم مجلس الشوري ويصدر المجلس القوانين واللوائح, ويقيم المرشحين في مختلف الانتخابات وله الحق في تفسير الدستور وتحديد مدي توافق القوانين التي يقرها مجلس الشوري مع الشريعة الإسلامية. وللانتخابات الرئاسية طقوس خاصة في إيران, وتبدأ بتشكيل لجنة للانتخابات بوزارة الداخلية التي تحدد التاريخ وتعرضه علي مجلس صيانة الدستور, ثم تعرض اللجنة أسماء المرشحين علي المجلس الذي يتولي بعد ذلك دراسة ماضي المرشحين وإبلاغ وزارة الداخلية بمن تتوفر لديهم الشروط للترشيح, وبعد انتهاء عملية التصويت وانتهاء وزارة الداخلية من اعتماد النتائج تعرض علي مجلس صيانة الدستور للموافقة عليها وبعد تأييد مجلس صيانة الدستور, لنتائج الانتخابات, فانه ينظم خطاب اعتماد رئيس الجمهورية ويقوم قائد الثورة الإسلامية في قرار يتلوه الرئيس المنتهية ولايته ب تصديق صوت الشعب. ويؤدي رئيس الجمهورية اليمين التالية, في مجلس الشوري الاسلامي في جلسة يحضرها رئيس السلطة القضائية وأعضاء مجلس صيانة الدستور ونص اليمين: بسم الله الر حمن الرحيم انني باعتباري رئيسا للجمهورية اقسم بالله القادر المتعال في حضرة القرآن الكريم, وامام الشعب الايراني ان اكون حاميا للمذهب الرسمي, ولنظام الجمهورية الإسلامية, و للدستور, و ان استخدم مواهبي و امكانياتي كافة في سبيل أداء المسئوليات التي في عهدتي, وان اجعل نفسي وقفا علي خدمة الشعب و رفعة البلاد, و نشر الدين و الأخلاق, و مساندة الحق ونشر العدالة, وان ابتعد عن أي شكل من اشكال الديكتاتورية, و أن أدافع عن حرية الاشخاص و حرماتهم, والحقوق التي ضمنها الدستور للشعب, ولااقصر في بذل أي جهد في سبيل حراسة الحدود, و الاستقلال السياسي والاقتصادي والثقافي للبلاد, وان اعمل بكل آمانة وتضحية علي صيانة السلطة التي اودعها الشعب لدي وديعة مقدسة مستعينا بالله و متبعا لنبي الاسلام والائمة الاطهار( و ان اسلمها لمن ينتخبه الشعب من بعدي). ويبدأ الرئيس المنتخب مهام عمله بعد ادائه اليمين الدستورية, وتكون أمامه مهمة تشكيل الحكومة خلال أسبوعين وعرضها علي النواب لمنحها الثقة.وتبدأ الدورة الجديدة لرئاسة الجمهورية في إيران اعتبارا من شهر أغسطس وتستمر أربع سنوات. وفي تاريخ انتخابات الرئاسة الإيرانية وقعت أزمتان الأولي أثناء تنصيب الرئيس محمد خاتمي خلال فترة رئاسته الثانية والتي تم تأجيلها بعد إخفاق مجلس الشوري الإيراني في انتخاب عضوين جديدين من بين عشرة مرشحين لعضوية مجلس صيانة الدستور, بينما جرت وقائع الأزمة الثانية خلال تنصيب الرئيس الحالي محمود أحمدي نجاد لفترة ثانية وكانت عملية الانتخابات قد شابها منذ البداية الكثير من الشكوك بعد أن أعلن منافسه الذي يمثل التيار الاصلاحي مير حسين موسوي فوزه مستبقا إعلان النتائج مما تسبب في مظاهرات احتجاج دامية راح ضحيتها العشرات بعد إعلان فوز نجاد ب63% من الأصوات, وبعد ذلك تصاعدت الأحداث بسبب اتهامات موسوي بحدوث تزوير في الانتخابات, وسانده في ذلك الرئيسان السابقان محمد خاتمي و أكبر هاشمي رافسنجاني. وجرت حملة اعتقالات واسعة ومحاكمات لرموز المعارضة وبعض رموز التيار الاصلاحي, وفي أثناء مراسم التنصيب أعلن تلفزيون إيران أن الرئيسين السابقين رفسنجاني وخاتمي وكذلك المرشحان الرئاسيان الخاسران في الانتخابات مير حسين موسوي ومهدي كروبي لم يشاركوا في مراسم تصديق المرشد الأعلي علي انتخاب محمود احمدي نجاد وذلك في مخالفة صريحة للتقاليد الإيرانية, إلا أن مراسم التنصيب جرت رغم كل ذلك ورغم مقاطعة الدول الأجنبية ما عدا السويد التي كانت ترأس الاتحاد الأوروبي في ذلك الوقت ودعا المرشد الأعلي للثورة علي خامنئي للاحتفال بالعرس الإيراني وجرت مراسم التنصيب في مجلس الشوري وترأس رئيس مجلس الشوري علي لاريجاني جلسة التنصيب وبدأت بتلاوة الآيات القرآنية ثم ألقي المرشد الأكبر علي خامنئي خطاب التنصيب تلاه حلف نجاد لليمين ثم خطاب التنصيب, وفي ختام الحفل خلد نجاد ذكري شهداء الثورة والإمام الراحل الخوميني مشيدا بالتوجيهات القيمة والحكيمة لقائد الثورة الإسلامية.