تكن التهاني التي وجهها قادة دول العالم إلي الدكتور محمد مرسي رئيس مصر المنتخب علي فوزه بمنصب أول رئيس مدني منتخب في التاريخ المصري مجرد عبارات دبلوماسية تقليدية. لمولكنها تضمنت الكثير من المطالب والآمال بمواصلة تحقيق الحلم الديمقراطي حتي بلوغه غايته. وبالقدر الذي تلقت فيه وسائل الإعلام العالمية والدوائر السياسية والدبلوماسية بكثير من الارتياح ما جاء في خطاب مرسي بعد فوزه, وبخاصة ما يتعلق باعتزامه الالتزام بالمعاهدات الدولية وحماية حقوق الأقليات والمرأة وأن يكون رئيسا لكل المصريين, فإن هذا لم يمنع وجود بعض المخاوف لدي بعض الأطراف مما يمكن أن يحدثه وصول رئيس إسلامي إلي السلطة في أكبر دولة بالمنطقة. أعرب الرئيس الأمريكي باراك أوباما خلال اتصال هاتفي بالرئيس المنتخب عن اهتمامه بالعمل معه جنبا إلي جنب علي أساس الاحترام المتبادل للنهوض بالمصالح المشتركة الكثيرة بين مصر والولاياتالمتحدة. وذكر بيان صحفي للبيت الأبيض أن أوباما أكد مواصلة واشنطن دعم القاهرة في عملية التحول الديمقراطي والوقوف إلي جانب الشعب المصري وهو يحقق وعد ثورته.وأكد البيان أن مرسي أعرب لأوباما عن تقديره لاتصال الرئيس الأمريكي, ورحب بدعم الولاياتالمتحدة للعملية الانتقالية في مصر. وأكد الزعيمان التزامهما بتعزيز المشاركة المصرية الأمريكية, واتفقا علي البقاء علي اتصال وثيق في الأسابيع والأشهر المقبلة. وأشاد أوباما بلجنة الانتخابات الرئاسية والمجلس الأعلي القوات المسلحة لدورهما في دعم إجراء انتخابات حرة ونزيهة, وأعرب عن تطلعه إلي الانتهاء من الانتقال إلي حكومة منتخبة ديمقراطيا. وفي نيويورك, أكد بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة في بيان أصدره الناطق الرسمي باسمه: إنني علي يقين بأن الرئيس المنتخب لن يألو جهدا في ضمان تحشقيق تطلعات الشعب المصري إلي مزيد من الديمقراطية وتعزيز حقوق الإنسان, وجعل مصر أكثر ازدهارا واستقرارا لجميع من فيها من المواطنين.وفي اسرائيل صرح وزير الدفاع ايهود باراك بإن تل ابيب تحترم العملية الديمقراطية في مصر. ومن جانبها, اعلنت زعيمة المعارضة الاسرائيلية شيللي يحيمو فيتش انها مقتنعة بالتصريحات التي ادلي بها د. مرسي من انه سوف يحترم معهاهدة السلام. وفي بروكسل, أعربت كاترين آشتون المفوضة العليا لشئون السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي عن أملها في توثيق التعاون والعمل معه ومع الشعب المصري من أجل تقارب جديد للعلاقة بين مصر والمجموعة الأوروبية. وأعربت عن أملها في أن يعكس هذا الفريق التعددية ويشمل جميع التيارات بحيث يتضمن جميع المجموعات السياسية والاجتماعية الأخري. وأشار رئيس البرلمان الأوروبي إلي أن الخط الذي سوف تسلكه مصر خلال الشهور القادمة سيكون الركيزة الأساسية للوضع برمته ليس فقط بالنسبة لها بل بالنسبة للديمقراطية والاستقرار علي امتداد منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.وفي لندن, أشار ويليام هيج وزير الخارجية البريطاني إلي أن أصدقاء مصر في إنجلترا قد تلقوا بكثير من الارتياح ما عبر عنه مرسي في خطابه من حرص علي حقوق المرأة والأقليات, واصفا هذه التصريحات بالعامل الهام والمثير للطمأنينة.