بدأ عام جديد، عام 2017، باستمرار بعض العمليات الإرهابية على مستوى العالم وكان شبح الإرهاب يحاول إثبات أن جميع الجهود الدولية لمكافحته تعجز عن القضاء عليه. وتقول الدكتورة اميرة الشنوانى أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية وعضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، إن مصر والعالم قد شهد خلال عام 2016، ارتفاعا فى معدلات الهجمات الإرهابية على العديد من الشخصيات العسكرية المرموقة والمدنيين فى المناطق والمحافظات المختلفة بما فيها القاهرة والجيزة فضلا عن المواجهات الدائمة من الجماعات الارهابية فى منطقة سيناء مما أسفر عن عشرات الضحايا والمصابين فى اكثر من هجوم إرهابى وقد بذلت أجهزة الأمن المصرية بالتعاون مع القوات المسلحة جهدا كبيرا لمواجهة هذه الاعمال الإرهابية لخفض معدلات جرائم الإرهاب والحد منه. وأشارت إلى ان العالم قد شهد فى عام 2016 أحداثا مهمة على المستويين العربى والدولى منها انتخابات دونالد ترامب الملياردير الجمهورى الذى لا يملك أى خبرة سياسية رئيسا للولايات المتحدة إثر هزيمة مفاجئة للديمقراطية هيلارى كلينتون. إلى جانب المسألة السورية المستمرة وأزمة الهجرة الى أوروبا وقرار خروج البريطانيين من الاتحاد الأوروبى والانقلاب فى تركيا والهجمات الإرهابية فى بعض الدول العربية والعواصم العالمية مثل الإرهاب الذى ضرب برلين قبل نهاية العام وهجوم اسطنبول الدامى ليلة رأس السنة. وتقول الدكتورة أميرة الشنوانى إنه نظرا لأن الإرهاب يعتبر من الظواهر المعقدة والتى تتداخل فيها عوامل كثيرة فضلا عن طبيعة العمل الإرهابى نفسه واختلاف نظرة الدول له فما يراه البعض إرهابا يراه البعض الاخر مشروعا، فإن الرغبة فى الوصول إلى تعريف واحد لمفهوم الإرهاب هو أمر اختلف عليه السياسيون والمفكرون فى وضع تعريف محدد للإرهاب، ومع ذلك فإن معظم الدول فى قوانينها المحلية قد أوردت تعريفات محددة للإرهاب ومعاقبة مرتكبيه، كما ان المنظمات الإقليمية قد وضعت تعريفا للإرهاب ايضا وقد عرفته المحكمة الجنائية الدولية بأنه الاستخدام او التهديد من أجل إحداث تغير سياسى، وهو القتل المتعمد والمنظم للمدنيين او توجيه تهديدات لهم بهدف خلق جو من الرعب للأشخاص الأبرياء من اجل كسب سياسى ايضا، وقد اعتبر القانون الدولى الإرهاب جريمة من الجرائم الدولية. وباختصار هو الاستخدام غير الشرعى للقوة ضد المدنيين الأبرياء من أجل تحقيق الأهداف السياسية. وأشارت إلى انه مادام الإرهاب قد طال العديد من دول العالم وليس دولة بعينها فقط وأصبح يهدد الجميع سواء غربيا أو عربيا، فإن مواجهته تحتاج إلى جهد جماعى ودولى لوضع استراتيجية عالمية لتصدى للإرهاب دون انتقائية بمعنى أنه يجب مواجهة الإرهاب بجميع أشكاله ومسمياته على ان تكون المواجهة شاملة امنية وعسكرية واقتصادية واجتماعية وثقافية وان تكون هناك مبادرات دولية تهدف إلى رفع المستوى الاقتصادى والاجتماعى فى بعض الدول لأن الفقر أيضا هو من أسباب التى تكاد تكون رئيسية للتطرف والإرهاب. كما يجب دعم الدول التى تحارب الارهاب فى جميع المجالات بما فى ذلك تبادل المعلومات الاستخباراتية ووقف جميع أنواع الدعم للتنظيمات الإرهابية وتكثيف منابع امدادهم بالمال والسلاح، وترك المعايير المزدوجةً فى مواجهة الإرهاب من جانب دول العالم. وتتوقع الدكتورة أميرة ان يستمر الإرهاب فى عام 2017، فهو لن يكون اكثر هدوءا كما ان الصراعات الكبيرة ضد تنظيم داعش سوف تستمر وهناك بعض التساؤلات الضبابية حول العلاقة بين روسيا والغرب وماذا ستعنى رئاسة ترامب بالنسبة الى العالم الروسى فى أوروبا الشرقية كما انه من المتوقع ازدياد رد الفعل الأوروبى عنفا ضد الإرهاب الجهادى وزيادة الهجرة غير الشرعية، كذلك سيشهد العام الحالى العديد من الاحداث المهمة والتى ستحدد مصير الوحدة الأوروبية. اما الشرق الأوسط فلن يشهد هدوءا فى ظل التنافس المتصاعد ببن ايرانوتركيا خاصة فى شمال سوريا والعراق. واختتمت الدكتورة أميرة مؤكدة أن الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى قد نبه على ضرورة القضاء على الإرهاب لأنه اصبح يهدد دول العالم كله لا يقتصر فقط على شيء بعينه لذا اعلم أنه يجب أن يتحد رؤساء وملوك العالم للقضاء على الإرهاب والإرهابيين.