قبيل اعلان فوز دونالد ترامب بسباق الرئاسة الأمريكية وخلال متابعته فاعليات نتائج الانتخابات اكد ستيفن بيكروفت سفير الولاياتالمتحدةالأمريكية بالقاهرة أن السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط وخاصة مصر لن تتغير بفوز أى من المرشحين دونالد ترامب او هيلارى كلينتون.. ولكن بعد فوز ترامب بسباق الرئاسة الأمريكية، أثيرت التساؤلات حول عما ستكون عليه العلاقة بين مصر والولاياتالمتحدة فى الفترة المقبلة. ويقول السفير منير زهران رئيس المجلس المصرى للشئون الخارجية إن فوز دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدةالأمريكية نقلة جديدة ومختلفة فى حياة الشعب الأمريكى والعالم ، موضحا أنه لا يمكن التنبؤ بما سيفعله على الساحة العالمية مما يستلزم انتظار رد الفعل بعد توليه مهام الرئاسة بصورة فعلية. وأضاف السفير زهران أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تعيش حاليا مرحلة انتقالية حتى يتم نقل السلطة رسميا يوم 20 يناير عندما يتولى رسميا دونالد ترامب السلطة ويتم انتقال السلطة من الإدارة الديمقراطية برئاسة أوباما إلى دونالد ترامب الذى ينتمى للحزب الجمهورى، موضحا أن ترامب الآن يجتمع مع أوباما للاطلاع على كل الملفات والقضايا الخارجية والداخلية . ومن جهة أخرى تقول الدكتورة أميرة الشنوانى أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية وعضو المجلس المصرى للشئون الخارجبة إنه بفوز دونالد ترامب أصبح رئيساً لأكبر قوة فى العالم، وهو أول رئيس جمهورى يدخل البيت الأبيض مدعوما من الكونجرس منذ عام 1928 حيث يسيطر الحزب الجمهورى على أغلبية مقاعد مجلسى النواب والشيوخ الأمر الذى سيمكن ترامب من تمرير سياسة خاصة به . وتشير الدكتورة أميرة الشنوانى إلى أن الرئيس الأمريكى الجديد هو رجل أعمال وليس سياسيا ولم يخدم فى الجيش الأمريكى ولم يتول أى منصب عام وقد سبق أن رشح نفسه للرئاسة عام 2000 من خلال أحد الأحزاب الصغيرة، ولذلك فهو يفتقر إلى الخبرة السياسية ومع ذلك فقد استطاع أن يبهر ناخبيه بعبارة (نريد أمريكا قوية مرة أخرى) (we want America great again) وأنه على الرغم من أن أمريكا دولة مؤسسات ولديها استراتيجية طويلة المدى فى السياسة ولديها ثوابت فى السياسة الخارجية الأمريكية، فإن الرئيس الأمريكى طبقا للدستور لديه سلطات كبيرة فى مجال السياسة الخارجية وقد أجريت عدة دراسات بجامعة ( برنستون) توصلت إلى أن الرئيس هو اللاعب الأول فى مجال السياسة الخارجية نظرا لما يتمتع به من سلطات كبيرة فهو طبقا للدستور يحتل أعلى مكانة فى السلطة التنفيذية وهو القائد الأعلى للقوات المسلحة ويبرم المعاهدات الدولية والتى يصدق عليها الكونجرس بأغلبية ثلثى الأعضاء الحاضرين. وأضافت أنه على الرغم من أن الرئيس الأمريكى لا يعمل وحده وإنما من خلال مستشاريه ومؤسسة الرئاسة التى تضم البيت الأبيض ووزراء الخارجية ومجلسى الأمن القومى ووزارة الدفاع وجهاز الاستخبارات، فإن الرئيس هو صاحب القرار من حيث الاختيارات والبدائل التى تقدمها له مؤسسة الرئاسة. وترى أنه فيما يتعلق بقضايا الشرق الأوسط فالوقت مازال مبكرا لتحديد السياسة الأمريكية تجاهه بدقة خاصة أن ترامب لم يختر معاونيه بعد، ومع ذلك يمكن القول بصفة عامة أن الدعم الأمريكى الكبير لإسرائيل سوف يستمر بل ربما أكثر من إدارة أوباما لأنه فى دعايته أشار إلى أنه سوف يدعم إسرائيل فى أن تكون القدس الموحدة عاصمة لإسرائيل ، وهنا يتطلب منا نحن (العرب) أن يكون هناك تحرك دبلوماسى عربى قوى بقيادة مصر فى هذا الشأن. وفى مجال مكافحة الإرهاب والقضاء على داعش على وجه الخصوص فسيكون هناك اهتمام أمريكى كبير بخلاف إدارة أوباما المتراخية فى مواجهة داعش خاصة وأن ترامب قد حدد ثلاث دول للتحالف معها فى هذا المجال وهى (مصر والأردن وإسرائيل) ولكن دون أن ترسل أمريكا قوات على الأرض وبالنسبة لسوريا فالرئيس الجديد يعتبر بقاء الأسد رغم مساوئه أفضل من سكوته وانه سيطلب من المعارضة المسلحة أن تتحول إلى أحزاب معارضة والتفاوض مع النظام السورى للوصول إلى حل سلمى، أما يتعلق بالقضية الليبية فهى لم تحظ باهتمام كبير من ترامب وإدارته ، فهو مهتم بمحيط دولة اسرائيل أى سوريا والعراق وداعش خاصة أن الدور الأوروبى فى ليبيا أكبر من الدور الأمريكى فى ظل إدارة أوباما .