رأى عدد من الدبلوماسيين، أن فوز دونالد ترامب فى انتخابات الرئاسة الأمريكية لن يُغيِّر شيئا فى علاقات أمريكا الخارجية بالدول وخاصة دول الشرق الأوسط، مشيرين إلى أن الإدارة الأمريكية تتبع سياسة استراتيجية معينة ومستمرة يقوم بتنفيذها رؤساؤها سواء كانوا من الحزب الجمهورى أو الديمقراطى. وأشاروا إلى أن الأولوية المطلقة للسياسة الخارجية الأمريكية، هى ضمان أمن واستقرار إسرائيل فى الشرق الأوسط، والحفاظ على مصالحها التى تسعى إليها. وفاز دونالد ترامب، التابع للحزب الجمهورى، بانتخابات الرئاسة الأمريكية على المرشحة الديمقراطية هيلارى كلينتون بفارق 8 ولايات مختلفة، الأمر الذى جاء محل اهتمام عدد من الدبلوماسيين، فهل فوز المرشح الجمهورى سيغير سياسة أمريكا الخارجية بدول الشرق الأوسط؟ فى هذا الصدد، قال السفير أحمد أبوالخير، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن فوز دونالد ترامب برئاسة الولاياتالمتحدةالأمريكية لا يعنى تغييرا فى سياسة أمريكا الخارجية مع دول الشرق الأوسط، مشيرا إلى أنه بالرغم من تغير الرؤساء ولكن السياسة الأمريكية واحدة تجاه الدول. وأشار أبوالخير ، فى تصريحات خاصة "لبوابة الوفد"، إلى أن ما ستسعى إليه الولاياتالمتحدةالأمريكية هو الحفاظ على أمن إسرائيل فى الشرق الأوسط، مشددا على أن السياسة الأمريكية تتبع استراتيجية معينة ومستمرة سواء أكانت معادية أم لا، وأن رؤساء أمريكا يتبعون سياسات مختلفة لتنفيذ هذه الاستراتيجية على حد قوله. وتوقع مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن الولاياتالمتحدةالأمريكية فى عهد دونالد ترامب ستفتح صفحة جديدة بحيث إنها من الممكن أن تتفادى ما يحدث من مؤامرات خارجية تشارك فيها أمريكا ضد مصر والشرق الأوسط وبصفة خاصة دول الخليج، لافتا إلى أن ما يحدث هو امتداد للسياسات الأمريكية. وأكد السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن سياسات الدول الكبرى كالولاياتالمتحدةالأمريكية تجاه دول العالم مبنية على أسس استراتيجية يحكمها عدة اعتبارات يتبعها جميع الرؤساء الأمريكيون، مشيرا إلى أن السياسة الأمريكية مبنية على سياسة حزب سواء ديمقراطى أو جمهورى وليس الأشخاص الذين يحكمون الدولة. وأوضح "رخا" أن فوز ترامب برئاسة أمريكا لم يغير شيئا فى سياسات أمريكا بالدول، ولو أن هناك تغييرا فلم يكن بشكل جذرى ولكن فى طريقة التناول، فبالنسبة لأمريكا فإنها تسعى لتحقيق مصالحها، فلم تغير سياستها فى الملف النووى مع إيران، كما أنها ستسعى لتحسين العلاقات مع السعودية ومحاولة حل الأزمة السورية، وهذا أمر مستبعد، مشيرا إلى أن تغيير السياسات يتوقف على الخطط الاستراتيجية الأمريكية على حد تعبيره. وأفاد مساعد وزير الخارجية الأسبق، بأن الولاياتالمتحدةالأمريكية يهمها أمن إسرائيل فى الشرق الأوسط واستقرارها مرتبط فى علاقاتها مع مصر فى اتفاقية السلام، منوها بأن أمريكا تقدم معونات لمصر بحوالى 1.3 مليار دولار سنويا فى المجال العسكرى، فضلا عن تعاونها فى مجال مكافحة الإرهاب الذى سبق وأن تحدث عنه ترامب. ورأى السفير محمد منسى، مساعد وزير الخارجية الأسبق للشئون القنصلية، أن السياسة الخارجية الأمريكية لايحددها رئيس الدولة وحده، ولكن هناك مؤسسات مثل الكونجرس ومراكز اتخاذ القرار التى تؤثر على طبيعة العلاقات الأمريكية بالدول. وتابع منسى حديثه، قائلا: "إن الأولوية المطلقة للسياسة الأمريكية الخارجية هى ضمان أمن وسلامة وإستقرار إسرائيل فى الشرق الأوسط"، مستبعدا أى تعديل فى سياسة أمريكا الخارجية سواء فى الإدارة الحالية أو أى إدارة أخرى، ومتوقعا حدوث نوع من الود بين الرئيس السيسى ونظيره ترامب خلال الفترة المقبلة.