مبروك لمصر حقا على ميلاد الديمقراطية بها، فقد بدأت بالفعل المرحلة الانتقالية الحقيقية باختيار رئيس مدني جاء بانتخاب الشعب له وبنسبة ليست 99% و9 كما اعتدنا طوال السنوات الماضية... وعليه فلقد دقت ساعة العمل الجاد لكل المصريين، وعلينا السير بالعجلة للأمام دون الالتفات للماضي برفاته. مبروك للدكتور محمد مرسي رئيسا مدنيا للجمهورية منتخبا بإرادة شعبية حرة وبانتخابات حرة ونزيهة حتى وإن كان البعض قد انتخبه هربا من الماضي، وعلى الجانب الآخر لابد أن نقول للفريق شفيق "هارد لاك" بالرغم من احترامنا لشخصك، لكن إنتماءك للعصر السابق وللرئيس مبارك واعترافك بأنه قدوتك هو من أفقدك الكرسي. خطاب الرئيس محمد مرسي كان خطابا محترما مطمئنا يحتوي على نوايا طيبة، لكن ليس بالنوايا والكلام الطيب تتحقق الأحلام، فننتظر جميعنا منك الكثير ونعلم أنك لا تمتلك العصا السحرية لكن طمعنا فيك كبيرا لتغيير الصورة التي طالما باتت في الأذهان عن رئيس مصر على مدار العصور السابقة. رئاسة أي دولة أمر معقد ويحتاج لقدرات خاصة لا تتوفر لدي الكثيرين مع الأسف في مصر، وأول تلك القدرات هو إدراك أن الرئيس يحتاج لفريق من المساعدين الخبراء في كافة التخصصات لأن الرئيس مهما بلغ علمه لا يمكن أن يكون ملما بدقائق وتفاصيل كافة مجالات الحياة، ولن تكون معه عصا سحرية لتغيير وإصلاح ما تم إفساده على مر السنوات الماضية. من جهة أخرى سيكون مطلوب منك يا سيادة الرئيس لمصر أن تدير دولة، والإدارة فن يرتبط بالبشر وقدراتهم وشحذ الهمم و استنفار الطاقات وهو أمر يختلف عن مجرد التنظير السياسي المرتبط بالقراءة والنقل - ربما - عن الآخرين. وهناك أولويات مطلوبة منك بغض النظر عن برنامج مشروع النهضة الذي تقدمت به للرئاسة، وكلنا أمل فيه.. فأولويات القضايا هي: الأمن- الصحة- التعليم- الإقتصاد- البطالة- النظافة. وأقول للفائز الدكتور مرسي والذي انتخبته بإرادتي الحرة، أنني سأكون من خلال منبري هذا خير مهاجم بقلمي إذا لم تحقق ما وعدتنا به، فقد انتهى عهد "سمعا وطاعة"! الرئاسة من أجل الوجاهة والمنافع والمصالح الشخصية ولت بلا رجعة بإذن الله واللهم إجعل مصر بلدا آمنا! [email protected] المزيد من مقالات ريهام مازن