مبروك لمصر ولمن يخافون عليها من خراب بدعوي اصلاح، لغير المؤمنين بالعصا السحرية التي ستحول ترابها ذهبا وتنزل عليها رغدا. مبروك لمن يعلمون ان تقدم الوطن سفينته الاستقرار، لا الغوص في ظلمات البحار. لمن يؤمنون بفكر يوائم العصر ودستور نابع من تراثنا وحضارتنا، يضمن مساواة مطلقة بين ابنائه ويمنع وأد حقوق المرأة، كقانون خلع اخفي عليها لاكثر من ألف سنة. مبروك لمن يغضبهم حصر رفعة دين وعظمته، في شعارات متحفية تعلي السيوف وتزين الوعيد.. لمن يحبون زرع سنبلةعوضا عن شحذ سيف، واشاعة بشر بدلامن اضمار حشر.. للذين يركنون بثقة في الحياة الي جانب ايمان بالله والرسل، الي العقل والتعقل، ويضبطون دقات ساعاتهم علي دقات القرن الذي يعيشون فيه. مبروك للذين يأبون أن يكونوا حفريات كسا غبار قاتم زجاج الصناديق القابعة فيها، رصصت منذ زمن بعيد علي رفوف النسيان، تنظر الي قمر وراء قمر، من خلال ارتال ظلام يغشي عزلتها، آملة في وصول اليه عبر اماني ساذجة.. للذين لا يريدون لهذا الوطن رجوعا إلي الوراء، المتمثلة اشباحه في سعي ممل محبط لتلبيس الحاضر اردية الماضي، لمن يخشون فقدان مناخ الحرية الذهبي الذي يحيون فيه، ليغمرهم اخر تعد فيه الكلمة كفرا، والمنطق ردة، والمرأة عورة. مبروك لمن يحمدون الله ان من يحكم بلدنا ابن، مخلص، لها، نبيل الطوايا، كثير المزايا، جنبتنا حكمته بدون ادني شك، محنا كثيرة ليمضي به في طريق الاعمار والتقدم.. ولمن لا يتحلمون ان يصبحوا مرة اخري معملا لاختبارات قاسية وتجارب فاشلة، التي يعاود الذين يتلاعبون بالجديد منها، محاولة حقنها في وجدان الوطن، دونما خوف علي مصيره من مغبة سقوط به وبانجازاته التي تحققت بعرق ودماء ابنائه. ألف مبروك لمن ينظرون سويا، يد في يد، اخوة في وطن واحد، عاقل، واع، في اتجاه افق واحد، صحو رائق، تشرق منه علي الدوام، شمس الديمقراطية والمواطنة والرفعة.. بعون الله.