ساعات قليلة وتحسم النتيجة لصالح أحد مرشحي الرئاسة سواء الدكتور مرسي أو الفريق شفيق ولكن ليس المهم من هو الرئيس القادم.. المهم المطلوب منه، فالحكاية ليست مجرد الجلوس على الكرسي، فمعرفة الرئيس القادم بما ينتظره من عمل من أجل الشعب في تقديري وتقدير جموع المصريين أهم وأعمق. رئاسة أي دولة أمر معقد ويحتاج لقدرات خاصة لا تتوفر لدي الكثيرين مع الأسف في مصر، وأول تلك القدرات هو إدراك أن المسئول يحتاج لفريق من المساعدين الخبراء في كافة التخصصات لأن الرئيس مهما بلغ علمه لا يمكن أن يكون ملما بدقائق وتفاصيل كافة مجالات الحياة، ولن تكون معه عصا سحرية لتغيير وإصلاح ما تم إفساده على مر السنوات الماضية. مثلا في الولاياتالمتحدة، ولي قراء في هذه المنطقة، هم أكثر مني علما ودراية بما يحدث هناك، حيث يقوم كل عضو في الكونجرس الأمريكي بتشكيل فريق فني من المتخصصين في كافة المجالات السياسية والإقتصادية والتعليم... إلخ، يرجع إليهم دائما قبل الخوض في أي قضية حتى تكون معلوماته موثقة ورؤيته منطقية تستند لأسس علمية تمكنه من إقناع الآخرين بها، ولا يسير بفكر عشوائي ضحل غير "ممنهج"، مبني على الحديث فقط في العموم وليس في المضمون. من جهة أخرى سيكون مطلوب من الرئيس القادم لمصر أن يدير دولة، والإدارة فن يرتبط بالبشر وقدراتهم وشحذ الهمم و استنفار الطاقات وهو أمر يختلف عن مجرد التنظير السياسي المرتبط بالقراءة والنقل - ربما - عن الآخرين.
وهناك أولويات مطلوبة بغض النظر عن البرامج التي تقدم بها المرشحين للرئاسة، وحتى إن ذكر بعضها في برنامجهما الانتخابي.. فأولويات القضايا هي: * الأمن: تحقيق الأمن للمواطن وإعادة هيكلة قطاع الأمن. * الصحة: الاهتمام بصحة المواطن وتنفيذ قانون التأمين الصحي. * التعليم: تغيير البنية التحتية للتعليم، فالتعليم أساس النهوض بالشعوب. * الإقتصاد: تنمية شاملة متوازنة في كافة محافظات الجمهورية خاصة الصعيد وسيناء والمناطق الصحراوية. * البطالة: الاهتمام بالمشروعات الصغيرة قبل الكبيرة والاستفادة من تجارب الدول الأخرى الناجحة لزيادة فرص العمل. * النظافة: سلوك يجب تدريسه ما دام هناك قصور في بعض الأشخاص ولا عيب في ذلك للنهوض ببلدنا. وخير الكلام ما قل ودل، وأقول للفائز بكرسي الرئاسة، أن مفهوم الرئاسة من أجل الوجاهة والمنافع والمصالح الشخصية "خلاص" قد ولى بلا رجعة، وأعتقد أن الناس استفاقت ولن تسمح باستغفالها مرة أخرى وكفى نهب أموال هذا الشعب "الغلبان"، الذي لولا حكامه الغيلان لما بات فينا جوعان! [email protected] المزيد من مقالات ريهام مازن