مصر فى حاجة ضرورية لتطبيق منظومة النقل المستدام بمركباته المتوافقة بيئياً، التى تعتمد على الوقود النظيف، وانبعاثاتها التى لا تتجاوز الحدود المسموح بها، كما تعمل وفق نظام مرورى دقيق، تتضاءل أمامه فرص الحوادث المرورية، والانبعاثات الملوثة للبيئة، التى تتزايد ليس فقط بفعل تزايد أعداد السيارات وتقادمها، وإنما أيضا بفعل العشوائية التى تسير بها.. هذا ما باحت به حلقة عمل تناولت استدامة النقل، وأقامها مركز البيئة والتنمية للإقليم العربى وأوروبا (سيدارى)، وبرنامج البحوث والتنمية والابتكار بوزارة البحث العلمي. فى كلمتها قالت الدكتورة منى كمال، وكيل وزارة البيئة: «إن عدد المركبات فى مصر يبلغ 7 ملايين مركبة نصفها فى إقليم القاهرة الكُبرى، وتحرص وزارة البيئة على إيجاد حلول عملية لهذا العدد، على أسس علمية سليمة، بالتعاون مع جميع الوزارات والمؤسسات والمجتمع المدني». وتضيف أن هناك رؤية مستقبلية من خلال وزارة التخطيط حتى عام 2030 تراعى البعد البيئي، والتعامل معه، وأن الحل المطروح بها هو النقل الجماعى المتحضر غير الملوث للبيئة، مشيرة إلى توجه الدولة إلى عدم الاعتماد على القطاع العام فقط بل الاعتماد على القطاع الخاص، الذى يجب أن يشارك فى كل المنظومة، وحتى فى فحص العوادم، وفق قولها. تحديث.. وإحلال وأوضحت أنه قد أنشئ حديثاً قطاع النقل الحضري، وأنه يضع نظما ومعايير محددة تواكب النظم العالمية، مشيرة إلى أن وزارة البيئة تنفذ بالفعل مشروعات تجريبية، وفى حالة نجاحها سوف تقوم الحكومة بتعميمها، وأن هناك الكثير من الإنجازات مثل تحديث المركبات القديمة، وإحلالها بمركبات أحدث تعمل بوقود أقل تلوثاً، كما يتم تحسين نوعية الوقود بحيث أصبحت نسبة الرصاص أقل بكثير، «وبدأنا باستخدام أنواع حديثة جداً من الوقود، وندرس كيفية إدخال المركبات الكهربائية». وبعد نجاح مشروع إحلال «التاكسيات» القديمة بأخرى حديثة يعمل الكثير منها بالغاز الطبيعي، الذى بدأ من وزارة البيئة بألف «تاكسي»، ووصل الآن من خلال وزارة المالية إلى 45 ألفا، هناك، بحسب قولها، مشروع خلال الفترة المقبلة لإحلال ألف سيارة «ميكروباص»، على أن تعمل بالغاز الطبيعي. وتضيف أن هذا له أهميته، نظرا لأنه تجرى فى شوارع القاهرة وحدها 64 ألف سيارة «ميكروباص»، وكذلك هناك مشروع آخر لإحلال الموتوسيكلات رباعية الأشواط المتوافقة بيئياً بدلاً من الموتوسيكلات ثنائية الأشواط، التى يُخلط فيها الزيت مباشرةً على البنزين، والموتوسيكل الواحد منها يفرز انبعاثات تعادل 15 سيارة، وتلك الخطوة تبدأ بإحلال ألف موتوسيكل، وتأتى بعد نجاح خطة محاصرة مصادر الموتوسيكلات الثنائية الأشواط بوقف تجميعها فى مصر أو استيرادها من الخارج أو استيراد المستعمل منها حيث جلب البعض أعدادا كبيرة منها. وعن أهداف الحلقة، قال الدكتور حسام علام، المدير الإقليمى لبرنامج النمو المستدام بسيدارى: «على قمة أهداف الحلقة عرض مخرجات أنشطة النقل المستدام التى ينفذها مركز البيئة والتنمية للإقليم العربى وأوروبا بالتعاون مع وزارة البيئة، وأيضاً مشروع استخدام أساليب النقل الذكية الذى يتم تنفيذه مع وزارة البحث العلمى بتمويل من الاتحاد الأوروبي، ويرنو إلى تعزيز إدارة النقل من خلال إنتاج أنظمة إدارة أساطيل النقل، بالمساعدة فى ترشيد استهلاك الوقود، وتخفيض الانبعاثات والحد من تلوث الهواء، كما نركز على جودة الوقود المستخدم فى المنطقة العربية، وكذلك الاعتماد على المركبات التى تستهلك وقودا أنظف وأقل»، بحسب قوله. تكنولوجيا للاستدامة من جهته، تحدث المهندس أحمد الضرغامى، استشارى الطاقة والبيئة، عن كيفية الاستفادة من النظم الحديثة فى تحقيق استدامة النقل، فقال: «أصبح هناك ضرورة للاعتماد على كل ما هو حديث لتحقيق استدامة منظومة النقل مثل توظيف تكنولوجيا المعلومات فى تحسين كفاءة إدارة أساطيل المركبات، وتنظيم حركة المرور، وأيضاً تقديم حوافز للسيارات الأكثر كفاءة، والأقل تلوثاً. وتابع أنه من المهم مواكبة التقدم العالمى باستخدام أجهزة الاستشعار من بعد، وعلوم الفضاء، فى إدارة المنظومة المرورية، وتحسين الأمان على الطرق، مشيرا إلى أنه يمكن تحقيق ذات الهدف من المنبع خاصة فى المدن الجديدة، التى يمكن الاعتماد فيها من البداية على المركبات الصديقة للبيئة مثل المركبات الكهربائية. مشروعات مستقبلية أخيرا، انتقل المهندس محمد فتحي، مدير مشروع استدامة النقل، فى حديثه بحلقة العمل، عن أهم المشروعات المستقبلية فقال: «هناك العديد من البرامج المهمة التى يتبناها المشروع بتمويل من مرفق البيئة العالمي، وبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي.. تهدف للحد من استهلاك الوقود، وانبعاث غازات الاحتباس الحرارى، منها استحداث أنظمة حديثة لإدارة وتنظيم المرور، وتم بالفعل تنفيذ 14 إشارة إليكترونية، لإرشاد قائدى السيارات عن أماكن الانتظار المتاحة بالجراجات والمواقف، وكذلك تشجيع مستخدمى السيارات الخاصة على استخدام «أوتوبيسات» النقل العام من خلال خطوط «أتوبيس» حديثة عالية التكنولوجيا ومكيفة الهواء، وتعمل بالغاز الطبيعي، على أن تبدأ بخمسة خطوط فى منطقتى السادس من أكتوبر والشيخ زايد، بحيث تتكامل فيما بينهما.