على مدى التاريخ كانت حلب هى الحد الشمالى لمصر بينما الإسكندرية هى الحد الغربى لبلاد الشام ، بالأمس فشلت آخر محاولات مجلس الأمن فى التوافق على هدنة انسانية مؤقتة لإغاثة المدنيين فى حلب التى حرر الجيش العربى السورى أكثر من 60% من مساحتها ويستعد لاستكمال تحريرها لينتقل بعدها إلى دير الزور ثم الرقة ليتقابل مع الجيش العراقى الذى يقاتل فى الموصل. بالأمس تقدمت مصر بمشروع هدنة انسانية فى حلب وهى تعرف انه سيرفض وقبل ذلك صوتت على مشروعين متضادين الفرنسى والروسى ورفضا ، مصر تتكلم عن الانسانية بينما العالم يتكلم عن المصالح وفى العمق فإن فشل هذا المشروع فى هذا الوقت سيبرر لروسيا والجيش السورى استكمال تحرير حلب مع ما يصاحب ذلك من صراخ فى كل وسائل اعلام الدول التى تستثمر فى الإرهاب أو تخشى من وصوله إليها . بعيدا عن نتيجة التصويت على المشروع المصرى الإسبانى بالرفض ووفقا لتصريحات المندوب الروسى فيتالى تشوركين فإنه سيتم عقد لقاء أمريكى روسى بعد أسبوع فى جنيف للبحث عن توافق أمريكى روسى حول الأزمة وهو ما يعنى ضمنا وجود توافقات أخرى بين أطراف آخرين خارج قاعة مجلس الأمن ليس من بينها حماية المدنيين الذين تستخدمهم المنظمات الإرهابية كدروع بشرية . فلم يكن تحرير ما يقارب 100 ألف مدني من أحياء حلب الشرقية يوما من الأيام جزءاً من خطط أمريكا وفرنسا وبريطانيا وبقية دول التحالف الدولى لمواجهة الإرهاب فى سوريا والعراق كما قال المندوب السورى فى مجلس الأمن. [email protected] لمزيد من مقالات إبراهيم سنجاب