الرسالة هي قصة الكاتب البولندي مارك هواسكو والتي قدمها المخرج والسينارست شريف وهبة في فيلم روائي قصير باسم عزيزبطولة أحمد بدير وعايدة رياض والوجوه الجديدة محمد يونس ومي القاضي وبهجت عدلي.. ويحكي الفيلم عن رجل قضي عمره في انتظار أن يأتيه خطاب ولم يأت هذا الخطاب حتي إنه أدمن الخمر حتي يستطيع أن يجد في خطاباته والتي بدأ يكتبها لنفسه أوهامه وهي لاتأتي في الحقيقة لتعتبر حالة من الانتظار الردئ وهي أن تأتي له الفرصة دون أن يسعي ورائها.. وعندما يأتي الخطاب يكون قد رحل بعد أن ضاقت به الدنيا ولم يتحملها. أحمد بدير فى دور عزيز كل هذه الاحداث تدور في حارة مصرية يسكنها( عزيز) السكير الذي ينتظر كل يوم وصول البوسطجي كي يسأله عن خطاب ينتظره ولكن لايأتي بينما تعمل أم علي صاحبة البيت والتي يحقد عليها للخطابات الكثيرة التي تصل إليها علي الارتباط به وفي نفس الوقت يطارده ماضيه وزوجته التي تركت له المنزل بعد أن عاد من الكويت بدون أموال ليعمل سايسا للسيارات. وينتهي الفيلم بخبر تزايد المقاومة العراقية للقوات الأمريكية وتكتب علي الشاشة جملة لكل منا انتظار ليقدم لنا الفيلم الانتظار السلبي في لوحة مختلفة للحارة المصرية من خلال سيمفونية رائعة قدمها مخرج الفيلم للتعبير عن حالة تسود المجتمع من انتظار أمل لايأتي وقدم ذلك في سيناريو صغير يحمل مأساة ذلك الرجل في بناء متصاعد من خلال إبداع في اختيار الشخصيات والأماكن وزوايا الكاميرامع دمج اللقطات التسجيلية مع الدراما الوقعية بمزج الحالة العامة للمجتمع بالحالة الخاصة لدي بطل الفيلم هي الانتظار ليصل ذلك للمشاهد في أطار واحد. قدم مدير التصوير وائل يوسف صورة واقعية للحارة المصرية بأستخدام الاضاءة الطبيعية والتي تظهر في غرفة عزيز والموجودة فوق سطوح منزله وفي خلفيتها المباني العريقة فأضاف ذلك لأحداث الفيلم رؤية واقعية. أما المونتاج لرفيق جورج فأضفي سلاسة ونعومة علي الأحداث مما كان له وضوح بطول اللقطات المناسبة للأحداث.. كما أنه استخدم اللقطات التسجيلية في مواضع قليلة بخلفيات في اختيار الزوايا والأحجام المناسبة لتدفق الاحداث. ولعب مهندس ديكور الفيلم إيفان أديب دورا مهما ليقدم أماكن حقيقية لتضفي بذلك علي شخصيات الفيلم مأساتها الحقيقية من داخل الحارة. موسيقي الفيلم العالمية كانت من اختيار المخرج الي جانب أغان عاطفية مصرية قديمة لمحمد عبد المطلب وصالح عبد الحي وكارم محمود.. وكل ذلك أكد حالة الشجن والتعاطف مع بطل الفيلم عزيز والذي قام بأداء شخصيته النجم أحمد بدير وذلك ببساطة لاتخلو من خبرة نجم كبير فأضاف للشخصية أحاسيس أعمق, ومن هنا جعل المشاهد يتحد معه في هذه الحالة. وأضاف الأداء التمثيلي للنجمة عايدة رياض التي قامت بدور أم علي لأدوارها المهمة علامة أخري في مشوارها الفني, فقدمت السيدة التي تعيش حالة من النقص العاطفي والبحث عن مخرج له. ومن الأدوار المميزة في الفيلم شخصية الرجل السكير والذي دفعته خيانة أصدقائه له لشرب الخمر قدمه بهجت عدلي. وأيضا محمد يونس والذي عرفه الجمهور من خلال دور محمدعبدالوهاب في مسلسل ليلي مراد قدم شخصية البوسطجي الذي ينتظره عزيز بشغف ليحمل له الخطابات والتي لاتأتي. ومي القاضي والتي قامت بدور نسمة جارة عزيز والتي ينهار أمامها عندما تذكره بابنه ليقدم من خلال ذلك مشهد الماسترسين وهو المشهد الرئيسي في الفيلم والذي قدم فيه أحمد بدير ببراعة إحساس الأب الذي لم يري ابنه منذ سنوات طويلة وفقدانه الأمل في حياته ليقرر بعد ذلك الاختفاء ليعطي نهاية مفتوحة للفيلم بعد أن قرر ألا ينتظر.