كانت هناك تظاهرة فنية ابداعية قدمت11 عملا سينمائيا( روائي قصير تسجيلي) برهنت علي أن وراء هذه الأعمال11 مخرجا ضمن المواهب القادمة من عالم الديجيتال. وذلك خلال الأيام القليلة الماضية والذي كما قلنا من قبل انه عالم السينما القادم.وعندما نستعرض بعض هذه الاعمال لما فيها من رؤية مختلفة من وجهة نظر صانعيها للمجتمع..( جوه البحر) روائي قصير.. بطولة مروة ثابت ومروة كمال سيناريو وحوار واخراج روماني سعد.. والفيلم يحكي معاناة أختين إحداهما معاقة ذهنيا.. وسؤال الفيلم.. هل الانسان يختار حياته أم لا؟ ويقدم صاحب الفيلم تلك المعاناة في الاختيار بمشاعر الممثلين الفياضة من أخت سليمة لأختها المعاقة.. ولكن يعيب الفيلم قلة الامكانيات التي ظهرت واضحة في التصوير.. وقد قام المخرج باستخدام اللقطات القريبة كثيرا مما أعطانا غيبية المكان الذي تدور فيه الأحداث..( قطر الحياة) تسجيلي.. اخراج شكري ذكري.. ويستعرض الفيلم عائلة الحاج يحيي والتي تسكن بجوار شريط السكة الحديد ومعاناة الأسرة في تلك المنطقة ليطرح فكرة أن القطار يسير بالبشر الي محطتهم الأخيرة.. والفيلم يدور في اطار منظومة تتعلق بالأسر الفقيرة والتي تكافح كي تظل في دائرة النور حتي وان كانوا من المهمشين.. ويمتاز الفيلم بالصورة الرائعة للفنان نبيل سمير والذي جسد معاناة تلك الأسرة في الاضاءة الداخلية والخارجية حتي مشاهد النهار المبهج خدمت تلك الاسرة التي تعيش ببساطة.. وقد نوع المخرج في أحجام اللقطات مما خدم الفيلم إلا إن ايقاع المونتاج البطيء والاطالة المستمرة في تكرار الكلام من أفراد الاسرة اصاب المشاهد ببعض الملل.. ولكن تبقي الاماكن هي صاحبة البطل الاساسي في حياة هذه الأسرة..( يا مسافر وحدك) روائي قصير.. بطولة سحر عبدالوهاب ومحمد عادل سيناريور وحوار شادي أبو شادي وخالد حسونة واخراج شادي أبو شادي.. والفيلم عن شاب يريد السفر للخارج فيكتشف أنه مطالب بورق عن سيدة لايعرفها كانت متزوجة من والده لنكتشف هذه السيدة التي تعيش في الذكريات وقد ضاع عمرها في هذه الذكريات لكنها تأمل في أن يعود لها مافات.. وأيضا وقع صانعو هذا الفيلم في ذات المشكلة وهي طول اللقطات غير مناسب لرد الفعل داخل المشاهد.. لكن الفيلم نقل المشاهدين مابين القاهرة والاسكندرية والطريق الصحراوي وان كان المبرر الدرامي لهذه التنقلات ضعيفا مماسبب للمشاهد عدم ادراك المكان..( الحياة ميكانيكا) تسجيلي أخراج جون عدلي.. يحكي الفيلم حياة أحمد الميكانيكي والذي يعمل بفلسفة الحياة من خلال الميكانيكا حتي تتحول حياته الي ميكانيكا.. ويمتاز الفيلم بالتصوير في الاماكن الحقيقية إلا أنه لم يبرز معاناة هذه المناطق الشعبية ولكن فقط قام بالتركيز علي شخصية أحمد محاولا استنباط جميع الأحاسيس الخاصة بالفيلم من شخص واحد مما سبب فقد الإحساس إلا أن المونتاج حاول جاهدا يجعل المشاهد يشعر بهذا الضعف اذ انتقل مع أحمد من فكرة لأخري جعلت المتلقي ملهوف لمعرفة ما يدور في عقل أحمد الذي ناقش السياسة والكرة والمجتمع ببساطة.. وامتاز الفيلم باختيار دقيق للقطات..( من وراء الستار) روائي قصير بطولة مهره سرور وايمان الصيرفي وعبير منصور سيناريو وحوار واخراج إيناس عمر.. وهو الفيلم الذي أثار ضجة بسبب موضوعه الشائك حيث تناول إمرأة تعاني من قهر الزوج بأسم الدين كما ناقش تعدد الزوجات غير المبرر والتفسيرات المتطرفة للنقاب والموسيقي.. فتدخل تلك المرأة في صراع من اجل أستعادة فنها وحياتها.. إلا أن الفيلم في اجمالية ابداع رائع لهذه المأساة التي ربما يعيشها الكثيرون.( نصر) روائي قصير بطولة صليب فوزي سيناريو وحوار وسيم عادل وإخراج عصام فايز.. والفيلم يقدم حارس المدافن والذي لايخاف الموت ويقوم بدفن الآخرين حتي يكتشف مرضه والذي سوف يموت بسببه فيجد نفسه يواجه الموت ويتحداه فهل يقدر عليه أم يغلبه الموت والفيلم مونو دراما يجسدها بطل الفيلم والذي برع في أداء دوره حتي اننا صدقنا أنه حارس قبور.. إلا أن المونتاج لم يختزل طول اللقطات فتواجد الملل للمتلقي..( عزيز) روائي قصير بطولة أحمد بدير وعايدة رياض سيناريو وحوار وأخراج شريف وهبة.. والفيلم يطرح قضية الانتظار السلبي والذي يعيشه الكثير.. وقدم المخرج في الفيلم نموذج للحارة الشعبية المصرية مزجها بصورة مدير التصوير وائل يوسف.. وأيضا الأداء المتميز للنجم أحمد بدير الذي أبكانا من فرط الحزن الذي يعيشه لانتظاره خطابا لا يأتي وساعد علي ذلك التميز في الفيلم حجم اللقطات مع الخلفيات الموسيقية فقدم الفيلم تلك المعاناة بكل أحجامها لذلك العزيز الذي لم يأتي أو ربما آتي ولم ينتبه أحد لحضوره. (خدت وقتها) روائي قصير بطولة بولا أسعد وماريا وناريمان سالم ومريم عجايبي وسيناريو وحوار واخراج شيماء عبده.. والفيلم يطرح قلق الشباب من الارتباط عن حب لقلة الثقة في سلوك الفتيات وتفضيل الشباب للارتباط عن طريق الصالونات حيث ان الحب شيء والارتباط شيء آخر.. وأخيرا نقول ان كل الافلام امتازت بحرفية صانعيها وأن كان يعاب علي بعضها باستخدامهم لممثلين بلا خبرة وذلك لضعف الانتاج والامكانيات إلا أن لكل فيلم زاوية ورؤية تستحق التقدير. محمد نصر