فوجىء اصحاب المعاشات بتوقف صرف معاشاتهم التى ينتظرونها شهريا بفروغ الصبر خاصة وأن تلك الفئة ومنها من يتحرك على كرسى او مصاب بشلل او ... أو... كانت تعتمد على نظام جيد أسعدهم جميعا حينما وفرته لهم الدولة لانهاء معاناتهم فى صرف مستحقاتهم من المعاش عن طريق تحويله لنظام الصرف الالكتروني الذى لا يستغرق سوى بضع دقائق للتيسير علي أصحاب المعاشات وإمكانية الصرف في أي وقت في الشهر وفي أي ميعاد ليلا ونهارا بالاضافة إلي الاحتفاظ بالمعاش ثلاثة اشهر متتالية بالبطاقة دون التعلية للأمانات - بدلا من الخروج من السادسة صباحا لحجز دور فى طابور المعاشات الذى لاينتهى ويمتد لخارج المكاتب - أو لصرفه منزليا بنظام "الدليفري " من خلال مندوب الهيئة خاصة وأن منهم من تجاوز السبعين والثمانين ولايستطيع الحركة وقد حاول ذوى أصحاب المعاشات المتوقفة الاستفسار عن سبب توقف مندوب الهيئة عن الحضور أو حتى عدم امكانية الصرف الالي فتعللت الهيئة بأن الامر مجرد تحديث بيانات مما يستلزم ضرورة حضور صاحب المعاش بنفسه إلي منفذ الصرف للتأكد من كونه " علي قيد الحياة " ضمانا للحفاظ على اموالهم حيث ان هناك تلاعب من بعض المواطنين فى الاستيلاء على اموال اصحاب المعاشات الذين يوكلون ابنائهم لصرف المعاش ولا يتم الابلاغ عند الوفاة ,الاجراء فى حد ذاته سلاح ذو حدين ، الا انه اصبح يمثل بحضور اصحاب المعاشات شخصيا صعوبة بالغة لكبار السن الذين طالبوا بعودة نظام توصيل المعاش للمنازل مرة أخرى رحمة بهم من رحلة العذاب الشهرية التى يمرون بها الا ان موظفى الهيئة اكدوا عدم امكانية ذلك بحجة "ما عنديش موظفين " وهو ما انعكس بالسلب على حياة هؤلاء الكبار وحول حياتهم لمرار جراء حضورهم شخصيا لمنفذ الصرف الذى يستلزم ايجار تاكسى وكرسى متحرك واتنين "يشيلوا ويحطوا فى كبير السن لما يتهد حيله" ويلعن يوم الصرف وتكون النتيجة انه يصرفهم على تعبه ، لمجرد انه يحاول الوصول الى داخل المنفذ حتي يتم مرور الكارت في الماكينة الأمر الذي لا يستغرق سوي دقائق ولكنه يكلفه الكثير من المشقة والارهاق سيادة وزيرة التضامن الشكر موفور للجهود المبذولة لرفع المعاناة عن كاهل ابائنا وامهاتنا كبار السن فى ضمان الحصول على معاشهم باصدار قرار بضرورة تحديث البيانات لصاحب المعاش مرتين في العام ، وهذا من حقكم خاصة بعد ان حولتم مليون و800 ألف عميل علي مستوي الجمهورية للصرف الالى للمعاش واكتشفتم بعد فترة ان اكثر من 39ألفاً و700حالة تقوم بالصرف بالفيزا بعد ان انتهت سبب الاحقية في الصرف سواء بالزواج والقطع النهائي والغياب بالوفاة دون وجه حق لكن رحمة بهم فى هذا العمر الا يمكن تعميم خدمة توصيل المعاشات إلي المنازل بارسال مندوب من الهيئة للمنزل كمحصل الكهرباء مثلا للتأكد من هوية صاحب المعاش مرة واحدة كل عام فالمعاش يتوقف بالشهور لعجز هؤلاء الكبار عن الذهاب للمكتب علي الرغم من انهم في أشد الحاجة إليه في هذه الظروف المرضية ، على ان يتم تسهيل الإجراءات بدلا من تعقيدها وإذا كانت هناك ضرورة لتحديث البيانات كل فترة لضمان عدم اهدار أموال الهيئة وضبط المخالفات واثبات ان صاحب المعاش على قيد الحياة ، هناك حلول بديلة منها أن يتم تغليظ العقوبة لمن يقوم بالصرف بدون وجه حق بعد وفاة المستفيد أو أن يتم ربط شبكة التأمينات بشبكة الاحوال المدنية لمعرفة حالات الوفاه أولاً بأول. لمزيد من مقالات سعاد طنطاوى;