تبددت أحلام اصحاب المعاشات في انتهاء معاناتهم لصرف المعاش بعد تحويله للنظام الالكتروني فقد فوجئوا بوقف صرف المعاش ومطالبة الهيئة بحضورهم شخصيا ومعهم استمارة موقعة ومختومة من اثنين من موظفي الحكومة تثبت انهم مازالوا علي قيد الحياة. يقول كرم عبدالملاك اقترب من عامي الثمانين ولازلت أعاني للحصول علي معاشي ومنذ عشر سنوات عجزت عن الحركة وتقدمت بطلب لصرف المعاش منزليا ولكن مع احداث ثورة يناير توقف حضور المندوب وتعللت الهيئة بالوضع الأمني وظللت أعاني حتي تم تحويل الصرف الكترونيا مما اسعدني وعندها تركت الكارت الخاص بي لابني للصرف بالنيابة عني ولكني افاجئ كل حوالي خمسة اشهر بوقف المعاش وضرورة حضوري بنفسي إلي منفذ الصرف للتأكد من كوني علي قيد الحياة مما يمثل صعوبة بالغة. يضيف فاروق العشري أعاني من شلل تام في الاطراف لذلك قمت بتوكيل ابنتي لصرف معاشي ولكن بعد قرار الهيئة بضرورة حضور صاحب المعاش بنفسه لتحديث البيانات والا سيتم وقف المعاش اضطر للذهاب حيث تستأجر ابنتي سيارة إسعاف علي حسابي ويتم حملي علي كرسي متحرك إلي داخل المنفذ حتي يتم مرور الكارت في الماكينة الأمر الذي لا يستغرق سوي دقائق ولكنه يكلفني الكثير من المشقة والارهاق. يقول عادل عبدالمنعم احضر كل شهر لصرف معاش والدي المسن واحيانا يتم وقف المعاش حتي يتم حضور والدي بنفسه وهو مصاب بارتفاع حاد في ضغط الدم مما يسبب له جلطات مستمرة تتطلب حجزه في العناية المركزة واتمني تعميم خدمة توصيل المعاشات إلي المنازل لكبار السن وكذلك ارسال مندوب من الهيئة للمنزل كمحصل الكهرباء للتأكد من هوية صاحب المعاش مرة واحدة كل عام فالمعاش يتوقف بالشهور لعجز والدي عن الذهاب للمكتب علي الرغم من انه في أشد الحاجة إليه في هذه الظروف المرضية. ومن أمام أحد مكاتب صرف المعاشات يقول مهدي رمضان احمل هم صرف المعاش كل شهر واضطر للحضور مبكرا لكي أحجز مكانا في الطابور فانا ابلغ من العمر 70 عاما ولا استطيع تحمل مشقة الوقوف في طوابير لا تنتهي تمتد لخارج المكاتب واعتقدت انني سوف ارتاح بعد استلامي للفيزا لكني بعد ان قمت بالصرف بها في الشهر الأول فوجئت بوقفها في الشهر الذي يليه واخبروني انه علي التوجه لرئاسة الهيئة لفحصها ثم الشهر الذي يليه تتوقف أيضا بحجة ضرورة تحديث البيانات واحضار استمارة موقعة من اثنين من موظفين حكومة تثبت حياتي وعلمت ان النظام الجديد ما هو إلا امتداد لنفس الروتين الذي ظللت اعاني منه طوال السنوات الماضية لذلك اطالب بطريقة سهلة لصرف المعاشات أو تسهيل توصيلها للمنازل. وتتساءل شفيقة محمود لماذا لا يرحمونا ونحن في هذا العمر ويتم تسهيل الإجراءات بدلا من تعقيدها وإذا كانت هناك ضرورة تحديث البيانات كل فترة لضمان عدم اهدار أموال التأمينات فهناك حلول بديلة مثلا ان يذهب صاحب المعاش مرة واحدة بدلا من خمس مرات كل عام علي أن يتم تغليظ العقوبة لمن يقوم بالصرف بدون وجه حق بعد وفاة المستفيد أو أن يتم ربط شبكة التأمينات بشبكة الاحوال المدنية لمعرفة حالات الوفاه أولاً بأول. ضبط المخالفات بمواجهة علاء الصافوري مدير مشروع الصرف الالكتروني اكد انه تم تطبيق نظام الصرف الالكتروني للتيسير علي أصحاب المعاشات وإمكانية الصرف في أي وقت في الشهر وفي أي ميعاد ليلا ونهارا بالاضافة إلي الاحتفاظ بالمعاش ثلاثة اشهر متتالية بالبطاقة دون التعلية للأمانات وبالفعل تم تحويل مليون و800 ألف عميل علي مستوي الجمهورية ولكن بعد فترة تم اكتشاف اكثر من 39ألفاً و700حالة تقوم بالصرف بالفيزا بعد ان انتهت سبب الاحقية في الصرف سواء بالزواج والقطع النهائي والغياب بالوفاة ومازال الصرف مستمراً لذلك تم اصدار قرار بضرورة تحديث البيانات لصاحب المعاش مرتين في العام مع السماح لمن هم فوق سن التسعين أو ملازمي الفراش ان يتقدموا بطلب لتوجيه المندوب اليهم في العنوان المقيمين به بماكينة الصرف الهوائية ومرور الفيزا بها واثبات ان صاحب المعاش مازال علي قيد الحياة كل هذه الإجراءات جاءت لضبط المخالفات والحفاظ علي أموال الهيئة من الإهدار.