رصاصات الغدر تغتال « فريدة »

لحظات فارقة بين الموت والحياة ، فلم يمر يوم إلا ويسقط شهيد من ابناء هذا الوطن اما دفاعا عنه او برصاصات غادره من عدو يتربص بأمن مصرنا الحبيبة، ولكن هذه المرة سقطت طفلة في عمر الزهور علي يد عصابة مسلحة بمدينة الشروق .. السطور التالية تكشف حقيقة الواقعة.
« فريدة عند ربها.. وحسبي الله ونعم الوكيل « بهذه العبارات بدأ والد الطفلة فريدة حواره ل » الاهرام « محاولا تماسك دموعه التي كادت ان تنفجر من شدة الصدمة واستهل حديثه معنا أنه يخشي ان يتكرر الحادث، واحتسب طفلته عند ربها قائلا « لله ما اعطي لله ما اخذ».
وروي المهندس احمد حمدي تفاصيل واقعة الهجوم المسلح التي راح ضحيتها فلذة كبده فريدة التي لم تتجاوز عامها الثالث ، بنبرات مليئة بالحزن ، فقال كانت عقارب الساعة تشير الي التاسعة وكالعادة اقم بتوصيل صغاري التوءم « فريدة و ياسين « الي الحضانة واثناء سيري بالقرب من بوابة « 1 « فوجئت بسيارة ملاكي يستقلها 3 مسلحين بالاسلحة الآلية يطلقون الرصاص بصورة عشوائية في الهواء لايقافي، الا انني حاولت الهرب منهم وسط صراخ طفلي اللذين اصيبا بالذعر فقام افراد العصابة بتصويب البنادق الآلية نحو سيارتي التي اصيبت بنحو 20 رصاصة اثنان منهما اخترقتا جسد «فريدة»، ولم اكن اعلم بذلك الا بعد وصولي الي المنزل وكانت زوجتي في انتظارنا حيث اخذت صغارنا في احضانها وكأنه الحضن الاخير ل » فريدة « التي ظلت تصرخ حتي فقدت الوعي لا نعلم انها اصيبت بالرصاص الا بعد خلع ملابسها فهرولنا بها إلي المستشفي، ولم يتمكن الاطباء من اسعافها وفارقت الحياة.
وبعد دقائق سمعنا اصوات اطلاق رصاص كثيف وبعدها علمنا ان نفس العصابة لم تكتف بجريمتها الاولي بقتل نجلتي، إلا أنهم أطلقوا الرصاص علي سيارة ضابط شرطة وأصابوه لسرقته.
أما والدة الطفلة المهندسة «إيمان عصام» فلم تستطع تمالك اعصابها وراحت في نوبه من البكاء حزنا علي فراق صغيرتها قائلة أنها ظلت فترة كبيرة لم تنجب حتي انعم الله عليها بطفلين توءم في وقت واحد وكأنني ملكت الدنيا وما فيها ولكن لا يوجد شئ يعوضني فقدانها الا الله سبحانه وتعالي، ولكن قلبي يتمزق كل دقيقة فصوت فريدة لم يغب عن اذني لحظة، ولم تكن تلك الحادثتين هما الأولي والأخيرة لأفراد تلك العصابة الذين اختطفوا رجل اعمال من محافظة الشرقية واحتجزوه في شقة بالجيزة، وعندما شعروا بملاحقة قوات الأمن لهم لاذوا بالفرار، وعقب مقتل الطفلة «فريدة» قرر اللواء خالد عبدالعال مساعد وزير الداخلية ومدير امن القاهرة تعيين العقيد شريف احمد فؤاد مأمورا لقسم شرطة الشروق والرائد محمود سيف النصر رئيسا لمباحث القسم، وإنشاء 13 كمينا ثابتا ومتحركا بمدينة الشروق لإحكام السيطرة.