رصاص الإرهاب لايفرق بين طيور الجنة الذين لايعلمون من الدنيا غير اللهو واللعب والسباحة فى بحور الاحلام وغرس الامانى الجميلة فى قلوبهم الغضة وبين الكبار الذين تنسموا الامان وتلفحوا بالطمأنينة وشقوا الدروب للبحث عن لقمة العيش وتوفير القوت لابنائهم وسيدات خرجن من بيوتهن لجلب طلبات المنزل والسير فى رحلة الشقاء اليومية وعصب الارهاب الغاشم عينيه ولم يفرق بين طفل وامرأة وعجوز وشاب واطلق رصاصاته الغادرة ليحصد ارواح الابرياء ويبث الرعب فى قلوب من فروا من رصاصاته الغاشمه واصبحت إراقة الدماء الطاهرة وسلب الارواح هى وصمه العار وشعار الجماعة الارهابيه التى تقتل من اجل القتل لتظل اياديهم الرثه ملطخه بدماء الابرياء. ويشهد التاريخ انهم مصاصو دماء. حادث العريش الذى راح ضحيته 9 من الابرياء بينهم الطفلة حلا والصغير احمد كانا يفترشان سنوات العمر بالطموح ودأبت حلا على الذهاب الى منزل عمها مرة كل اسبوع لتلهو مع ابن عمها احمد وكان الصغيران يترقبان ذلك اليوم من كل اسبوع وكأنه عيد ينتظرانه وهى تجلب له الحلوى اثناء زيارتها له بينما هو يجهز لها كل العابه ليلعبا معا طوال ساعات النهار.. وكأن الارهاب الغاشم كان يعلم بمشاعر تلك القلوب الغضة واستكثر على الصغيرين الفرحة واقتلعها من جذورها وجاء اليوم المشئوم فى طيات العمر واطلق الارهابيون الرصاص على منزل الصغير احمد ليحصد روحه وابيه واعمامه وكانت الصغيرة حلا على موعد مع الموت فقد اصطحبها ابوها واعمامها كالعادة للتوجه الى ابن عمها للهو معه وتجتمع العائلة الكبيرة كعادتها كل اسبوع وهى تحتضن جميع انواع الحلوى التى يشتهيها ابن عمها احمد وكانت تترقب وقوفه أمام باب المنزل كعادته ليكون فى انتظارها الا انها لم تره من بعيد واقتربت حتى وقفت سيارة ابيها أمام باب منزل عمها والصغيره تتلفت يمينا ويسارا وكأنها كانت تلقى نظره الوداع الاخيرة على الدنيا وفى لمح البصر انهالت الطلقات على السيارة ولفظت البريئة حلا روحها بينما اصيب ابوها واعمامها ورحلت الصغيرة دون ان تدرى ان ابن العم مات قبلها بثوان على يد من سلبوها روحها الطاهرة وفارق الصغيران الحياة قبل ان تبدأ حياتهما. صرخ الاب من اعماقه عندما سقطت صغيرته الوحيدة بين احضانه ودماؤها تروى ملابسه وحملها بين يديه وهرول الى منزل اشقائه وهو يصرخ وينادى عليهم وكانت الفاجعة الكبيرة فى انتظاره عندما وجد اشقاءه وابناء عمه السبعة وابن شقيقه الطفل احمد جثثا هامدة وغارقين فى دمائهم وسقطت صغيرته من بين يديه لترقد بينهم ليكتشف ان الموت حصد كل عائلته ولم يبق منها سواه. اكد جيران الشهداء ان هذه الاسرة من سكان رفح والذين ضحوا بمنازلهم ومزارعهم الخاصة على الحدود برفح من اجل الحفاظ على الامن القومى المصرى وقاموا عن طيب خاطر بتسليم كافة ممتلكاتهم للامن حتى يتمكن من القضاء على الارهاب وغلق الانفاق واخذوا مبالغ التعويضات التى اقرتها الدولة وحضروا الى مدينة العريش واشتروا منزلا و6 سيارات اجرة ليكسبوا عيشهم من هذه المهنة البسيطة وكانوا يجتمعون يوميا فى منزلهم الكبير الذى اشتروه خاصة مع اقتراب ساعات حظر التجوال المفروض على سيناء مع اقتراب الساعة الواحدة بعد منتصف الليل وهم الاشقاء واولاد العمومة بالمنزل كالمعتاد وعددهم 8 شباب وطفل صغير يدعى احمد وسردوا قصة اللحظات العصيبة التى عاشتها الأسرة المنكوبة قائلين أن الساعة كانت تقترب من الثانية عشرة بعد منتصف الليل ولم يتبق على اعلان حظر التجوال سوى ساعة واحدة تجمعت الاسرة بمنزلها الموعود حيث كانوا يتسامرون فى حوش خلف قسم شرطة ثالث العريش بحى البطل وتجمعوا فى سهرة شبابية فى منزل محاط بسور اسمنتى فوجئوا بأربعة مسلحين يقومون باطلاق الرصاص عليهم بعشوائية ليتم قتلهم جميعا بينهم الطفل احمد الذى تهشمت رأسه وتاهت ملامحه ولم يكتفوا بذلك حيث فوجئوا باحد اقاربهم ومعه طفلته كان قادما ليسهر معهم فقاموا باطلاق قذيفة على سيارته لتقتل طفلته وكأنهما كانا على موعد مع القدر ليزهق الإرهاب روح الصغيرة ويصيب أبيها. ويروى الاب الناجى من الموت تفاصيل الدقائق الأخيرة من عمر ابنته حلا قائلا انها اصرت على الذهاب معه لتلهو وتلعب مع ابن عمها أحمد والذى يقارب عمره عمرها . وفى الطريق سمع علاء اصوات الرصاص تنطلق بكثافة من داخل منزل اخوته فسارع لانقاذهم الا ان رصاص الإرهاب نال منه بوحشية ليفقد قدميه على الفور فيما صرخت الطفلة حلا لمنظر والدها ليلاحقها الإرهاب برصاصة غادرة فى الرأس تقع على اثرها شهيدة الطفولة ولتلتقى مع ابن عمهما فى جنة الخلد بدلا من منزلهما ليلعبا بين طيور الجنة دون إرهاب يعكر صفوهما. ولم يكتف الإرهاب بالمجزرة التى فعلها داخل المنزل لكنه اصر على حرق كل ما يملكونه من حطام الدنيا وهى سيارتهم الاجرة التى يكتسبون منها رزقهم من قيمة التعويضات التى حصلوا عليها من ترك منازلهم على الحدود وسرقوا سيارة أخرى ليقوموا بعد ذلك بتفخيخها واستهداف رجال الأمن والمدنيين. ورجحت مصادر قبلية بسيناء ان الإرهاب اغتال الاسرة بدعوى تعاونها مع أجهزة الأمن وارشاد الأمن عن العبوات الناسفة التى يقومون بزراعتها فى طريق قوات الأمن.