حققت قوات الجيش الليبى تقدمًا ملحوظًا خلال العمليات العسكرية بالمحور الغربى لمدينة بنغازى على مدار اليومين الماضيين، وأعلنت سيطرتها على منطقة القوارشة بعد اشتباكات عنيفة مع مقاتلى تنظيم «داعش» والتشكيلات المسلحة المتحالفة معه. وقال الناطق باسم القوات الخاصة العقيد ميلود الزوي، فى تصريحات للأهرام: إن منطقة القوارشة «بالكامل تحت سيطرة الجيش الليبي»، بعد استمرار المعارك مع التنظيمات الإرهابية لليوم الرابع على التوالي. وأوضح الزوى أن القوات الخاصة «التحمت مع القوات المقبلة من الغرب فى ملحمة نصر وفرضت سيطرتها على المستشفى الأوروبي، وآخر أمتار بشارع الشجر بعد تلقين العدو درسًا فى فنون القتال وبالأخص قتال الشوارع». وأكد الزوى أن مقاتلى تنظيم «داعش» أصبحوا محاصرين فى منطقة قنفودة، وإلى ما بعد منطقة بوصنيب التى لا تزال منطقة اشتباكات مسلحة، مشيرًا إلى أن «ستة شهداء للواجب سقطوا جراء المواجهات المسلحة على رأسهم آمر إمداد محاور القوات الخاصة ملازم أول حمد غيث حمد الفاخرى والقائد الميدانى حاتم مفتاح محمود المسمارى والجندى رمضان فرج عبدالله خلفية جراء أنفجار لغم أرضي، والجنود المنذر جاب الله عبدالرحمن منصور ونبيل جبريل محمد المسمارى وحامد محمد حامد عبدالرحيم جراء المواجهات المسلحة المباشرة». وأكد مسئول مكتب الإعلام فى كتيبة «شهداء الزاوية» الشهيرة بكتيبة «بوحليقة»، وحيد الزوي، تصدى قواتهم لهجوم انتحارى بمحور غرب بنغازى فى وقت سابق. ومن جهته، أعلن آمر تحريات القوات الخاصة رئيس عرفاء فضل الحاسى ضبط شخصين من مقاتلى تنظيم «داعش» أثناء عمليات تمشيط منطقة القوارشة غرب مدينة بنغازي. وأكد مسئول مكتب الإعلام فى «القوات الخاصة»، رياض الشهيبي، السيطرة على طريق طرابلس بالكامل والمبانى والمزارع المطلة عليه، بعد السيطرة على مواقع الفصل بين القوارشة وقنفودة، وقطع الإمداد على تنظيم «داعش» والتشكيلات المسلحة المتحالفة معه، والتى كان يستخدمها التنظيم كمراصد لصد أى تقدم لقوات الجيش. وأوضح الشهيبي، أن التشكيلات المسلحة انسحبت أمام تقدم قوات الجيش؛ حيث دمر عدد من الآليات والسيارات وقتل من فيها، بالإضافة إلى تفكيك أكثر من خمسة عشر لغمًا زرع لعرقلة تقدم قوات الجيش. وأكد الشهيبى أن سلاح الجو شن غارات جوية بمنطقتى القوارشة وقنفودة، مشيرًا إلى عثورهم على 5 جثث مجهولة الهوية ولا تتبع الجيش، نُقِلت إلى مركز بنغازى الطبي. وأشادت الحكومة الليبية المؤقتة «بالانتصارات المتتالية» لقوات الجيش فى مدينة بنغازي، وتقدمه بمنطقة القوارشة غرب المدينة، مطالبة المجتمع الدولى بالوقوف مع الشعب الليبى ورفع حظر التسليح عن قواته المسلحة. وقالت فى بيان لها، أمس «تشيد الحكومة الليبية الموقتة بالانتصارات المتتالية التى يحققها أبطال القوات المسلحة بدكهم لآخر معاقل الإرهاب فى مدينة بنغازي. والتى آخرها منطقة القوارشة حيث تم تحريرها بشكل كامل »، مشيرة إلى أنه «ما زالت المعارك مستمرة حتى تحريرك قنفودة» غرب بنغازي. وأكدت الحكومة الموقتة «دعمها الكامل للقوات المسلحة فى حربها المقدسة ضد الجماعات الإرهابية المسلحة والخارجة عن القانون»، وأعلنت أنها «تضع أيضًا جميع إمكاناتها تحت تصرف القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية حتى تحقيق النصر وتطهير جميع ربوع ليبيا من كل أشكال العنف المسلح التى تمارسه هذه الجماعات». وجددت الحكومة المؤقتة، فى بيانها، مطالبتها للمجتمع الدولى «بضرورة الوقوف مع الشعب الليبى وجيشه البطل؛ وذلك بالعمل على الرفع الفورى لحظر توريد السلاح بغية الإسراع فى إنجاز هذه المهمة الوطنية» التى قالت إنها «ستنعكس إيجابيًا ليس على الأمن والسلم بليبيا بل على العالم أجمع». وناشدت الحكومة المؤقتة «المدن والقبائل الليبية الوقوف وراء القوات المسلحة، وتقديم العون الاجتماعى والمعنوى لها»، وترحمت على «الدين ضحوا بدمائهم الزكية ثرى الوطن الغالي» وتمنت الشفاء العاجل للجرحى. ومن جانبه، اعتبر المبعوث الأممى إلى ليبيا، مارتن كوبلر، أن الجيش الليبى حقق تقدمًا مهما للقضاء على الإرهاب فى بنغازي، مشيرًا إلى أن الجيش الليبى «تكبد خسائر مؤلمة فى سبيل محاربة الإرهاب».وقال مارتن كوبلر فى تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعى «تويتر»، مساء أمس الأول، «الجيش الوطنى الليبى يتكبد خسائر مؤلمة فى الأرواح فى سبيل محاربة الإرهاب فى بنغازى محققًا تقدمًا مهمًا للقضاء على الإرهاب لمصلحة جميع الليبيين». وأقرت الولاياتالأمريكية، ضمنا، ب«شرعية» الجيش الوطنى فى ليبيا، إذ قال المبعوث الأمريكى إلى ليبيا جوناثان وينر إنه يُقدّر عاليا تضحيات جساماً يقوم بها الجيش فى مدينة بنغازي، بعد ساعات قليلة من إنجازات عسكرية لافتة للجيش فى منطقة القوارشة التى بسط سيطرته عليها بشكل كامل، فيما يتقدم نحو قنفودة. وتأتى تصريحات وينر ، مُمهدة الأجواء على الأرجح أمام موقف أمريكى أكثر انفتاحا مع الجيش الوطني، بقيادة المشير خليفة حفتر.