هذه هى كرة القدم، هدف يسعد الجماهير، وترفع الرايات وتنشد الأناشيد، وتذرف الدموع فى حب الوطن. شكرا منتخب مصر فقد أسعدتم الشعب المصرى بكامله بعد الفوز الكبير الذى تحقق على النجوم السوداء بهدفى صلاح و السعيد. مشاعر لا توصف فى ربوع مصر المحروسة، من إستاد برج العرب الذى شهد دموع الفرحة فى عيون المهندس خالد عبد العزيز فى لحظة فارقة بعد هدف السعيد الذى أكد فوز المنتخب الوطنى على غانا. نعم.. إنها ليست مباراة فى كرة القدم فحسب بل هى ملحمة أعادت للشعب المصرى وحدته وروحه الأصيلة بعد المشهد الرائع لجماهير مصر الوافية التى زادت إستاد برج العرب جمالا. هذه هى قصة مباراة ستظل فى ذاكرة الكرة المصرية والى تشبه أحداث لقاء الجزائر الذى تأهل من خلاله الفراعنة إلى كأس العالم 90 والفرق الوحيد بين المباراتين أن الأولى حسمت التأهل أما الثانية فهى قربت المسافات الى مونديال روسيا 2018. أهمية المباراة تتلخص فى إبعاد المنافس الأول عن التأهل عن المنافسة وإضعاف فرصته بعد إن اتسع الفارق بينه وبين الفراعنة إلى خمس نقاط وأصبحت مفاتيح اللعبة فى يد المنتخب الوطنى بل نستطيع ان نقول إن التأهل للمونديال ستحسمه مباراتا أوغندا فى الجولتين الثالثة والرابعة بمشيئة الله لتكون مباراة الكونغو بالقاهرة بمثابة احتفال الجماهير بفريقها وتكون المباراة الأخيرة فى التصفيات أمام غانا بأكرا مجرد تحصيل حاصل. نجح كوبر فى تحقيق الهدف ولم يغامر ولعب بطريقته الدفاعية امام فريق هو الاقوى فى تاريخ الكرة الإفريقية على الإطلاق وأجاد الحضرى وامامه خط الدفاع بكامله فلم نر اى ثغرات فى أداء قلب الدفاع جبر وحجازى اللذين لعبا مباراة العمر وتمكن تريزيجيه وصلاح والسعيد من ترجمة ذلك بهدفى السعادة والفرح. اللواء حرب الدهشورى رئيس اتحاد الكرة الأسبق قدم تهنئته لجماهير مصر ومجلس هانى ابوريدة على هذا الفوز الكبير وأعرب عن شكره وامتنانه لجماهير مصر العظيمة التى كانت لها مفعول السحر فى تحقيق فوز ثمين أمام منافس عنيد. وقال حرب إن اكبر المكاسب من المباراة هى تلك الفرحة التى انتابت جميع المصريين بعد الفوز الكبير رغم أنه خطوة فى الطريق إلى روسيا. وأضاف ان وجود الجماهير والتزامها ساعد المنتخب فى تجاوز عقبة اقوى فريق إفريقى شاهدته على الإطلاق مشيرا إلى أنه يفوق مستوى العديد من المنتخبات الأوروبية. واختتم حرب حديثه بالإشادة بالسلوك الرياضى وحسن الخلق من جانب لاعبى غانا وتقبلهم الهزيمة بروح رياضية. وأعرب سمير زاهر رئيس اتحاد الكرة الأسبق عن سعادته بما حققه المنتخب الوطنى حتى الآن فى التصفيات المؤهلة لكاس العالم 2018 مؤكدا أن مثل هذه المباريات الصعبة لا يهم فيها الأداء المهم النتيجة فقط لا غير وهو ما حققه المنتخب الوطنى ببراعة. وقال زاهر ان عودة الجماهير ومساندتها كانت الدافع الأول عند اللاعبين لتحقيق الفوز وأعادت للأذهان بطولة أمم إفريقيا 2006 والتفاف جماهير مصر حول فريقها مما كان له اكبر الأثر فى الفوز بالبطولة. وحذر زاهر اتحاد الكرة من تكرار ما شهدته أروقة فندق المنتخب قبل المباراة الذى أصبح بمثابة سوق للفضائيات كادت تؤدى إلى نتائج عكسية على تركيز اللاعبين مشيرا إلى ضرورة وضع ضوابط لا تتعارض مع تركيز اللاعبين وحق الرعاية.