حذر ينس ستولتنبرج الأمين العام لحلف شمال الأطلنطي «الناتو» من أن التحرك بشكل منفرد ليس خيارا بعد انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة. وقال ستولتنبرج فى مقال بصحيفة «ذى أوبزرفر»البريطانية «فى هذه المرحلة الغامضة نحن بحاجة إلى قيادة أمريكية قوية، وإلى أوروبيين مستعدين للاضطلاع بدورهم بشكل عادل»، وتابع «لكن قبل كل شيء، يجب علينا أن ندرك أهمية الشراكة الأوروبية الأمريكية، فهى تبقى أساسية». يأتى ذلك فى سياق المخاوف الأوروبية بشأن موقف الرئيس الأمريكى المنتخب من حلف الناتو ووعوده السابقة بوضع «أمريكا أولا» مما قد يؤدى إلى خفض العلاقات بين واشنطن والناتو والاتحاد الأوروبى والتى أصبحت سمة مميزة للنظام السياسى الغربى منذ الحرب العالمية الثانية. وأشار إلى أن «القادة الأوروبيين فهموا أن السير بشكل منفرد ليس خيارا»، وأكد أن الحلف مستمر فى تأدية دور رئيسى فى مكافحة الإرهاب.وأقر ستولتنبرج بأنه على القادة الأوروبيين أن يزيدوا المساهمات المالية فى الحلف الذى يضم 28 دولة عضوا، وهو ما اقترحه ترامب خلال حملته الانتخابية. وفى غضون ذلك، تواصلت أمس المظاهرات احتجاجا على فوز ترامب حيث خرج الآلاف إلى الشوارع فى مدن بمختلف أنحاء الولاياتالمتحدة وهم يرددون هتافات من بينها «ليس رئيسي».وقالت الشرطة فى مدينة بورتلاند بولاية أوريجون إنها اعتقلت أكثر من 20 شخصا بعد أن رشقها محتجون بشعلات ضوئية وزجاجات ورفضوا الانصياع لأوامر بالتفرق.وانطلقت أكبر المسيرات فى مدن نيويورك ولوس أنجلوس وشيكاجو حيث قال المنظمون إنهم يريدون الحفاظ على الزخم الذى اكتسبته المظاهرات خلال الأيام الماضية التى تلت فوز ترامب بالرئاسة.كما احتشد مئات المحتجين أمام البيت الأبيض حيث نظموا وقفة أوقدوا خلالها الشموع. وفى الوقت ذاته، كشف موقع «دينيز مايكل لينتش»- وهو موقع مملوك للإعلامى والناشط السياسى الأمريكى الذى يحمل نفس الاسم - أن رجل الأعمال الأمريكى الشهير جورج سوروس أحد أكبر الداعمين لهيلارى كلينتون ، يمول المظاهرات المناهضة لترامب فى مختلف أنحاء الولاياتالمتحدة.وذكر الموقع أن إحدى الجماعات التى تدعو إلى المظاهرات ضد ترامب عبر الإنترنت تمولها إحدى مؤسسات سوروس المجتمعية. وأضاف أن هذه الجماعة مسئولة عن العديد من أحداث الشغب والمظاهرات التى تنتشر فى البلاد منذ إعلان فوز ترامب بالرئاسة.وفى سياق متصل، اجتمع الرئيس المنتخب ومساعدوه فى البرج الذى يحمل اسمه فى مانهاتن بنيويورك للإعداد لخطواتهم المقبلة لتشكيل الإدارة الجديدة والتعيينات لمئات الوظائف الحكومية فى الوقت الذى حاصر فيه آلاف المتظاهرين مقر إقامته فى هذا البرج. وصرحت كيليان كونواى رئيسة حملة ترامب للصحفيين بأن الرئيس «على وشك» تعيين كبير موظفى البيت الأبيض. وأشارت إلى أن رئيس اللجنة الجمهورية الوطنية رينس بريبوس هو أحد المرشحين العديدين لهذا المنصب.وأضافت أن ترامب استقبل عددا كبيرا من الزوار وأن فريقه كان معه بلا انقطاع. وبين الذين حضروا إلى البرج، كان نايجل فاراج زعيم حزب «الاستقلال البريطاني» اليمينى المتطرف، والذى خاض حملة من أجل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وهو أول شخصية سياسية بريطانية تقابل دونالد ترامب بعد انتخابه رئيسا. وأكد فاراج أنه قام بهذه الزيارة «كسائح» فقط لكن رئيسة حملة ترامب أكدت أن الاجتماع كان «مثمرا جدا». ومن جانب آخر، كشف مصدران من حملة هيلارى كلينتون الانتخابية أن المرشحة الديمقراطية ألقت باللوم على جيمس كومى مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي«إف.بي.أي» فى خسارتها فى انتخابات الرئاسة الأمريكية وذلك أثناء مؤتمر عبر الهاتف مع كبار ممولى حملتها الانتخابية.وقال المصدران لوكالة أنباء «رويترز»أن كلينتون اتهمت كومى بأنه وراء هزيمتها إثر إرساله رسائل إلى قيادات الكونجرس الجمهورية قبل أيام من الانتخابات أعلن فيها إعادة فتح التحقيقات فى قضية استخدام كلينتون لبريدها الإليكترونى الشخصى فى عملها أثناء فترة توليها وزارة الخارجية الأمريكية بين عامى 2009 و 2012. ونقل المصدران عن كلينتون قولها إن منافسها الجمهورى ترامب تمكن من انتهاز الفرصة ليقول لأنصاره إن النظام الحكومى فاسد ويجاملها وحثهم على الاحتشاد يوم الانتخابات.