بإختصار

حكاية على الممر

هكذا الأشياء، في لحظة تبدأ، وفي لحظة تنتهي، لا يهم كم مضى من وقت، ولا ما تتابع من أحداث، ولا ما تغير من أماكن، الظلام يخيم فجأة، نهار يعقبه ليل، أضواء تنطفىء، وظلال تلون المشهد، وطقس يزداد برودة، والرؤية تبدو مستحيلة، ويتواصل البحث عن الذات.
كيف حدث هذا، ولماذا، سؤالان يبحثان عن إجابة، ولا إجابة، تكون في ممر، وتصبح في آخر، تنتقل من حال إلى حال، وكل حال يقود إلى حال، ولا ثبات لحال، هذا ما يحدث دائما ، والكل يسير على نفس الممر، لحظات نتذكرها، ولحظات ننساها، وتبقى ذكريات لا تموت.
لكل وقت مناخه، وأيضا قوانينه، الظروف تتغير، والمشاعر أيضا، من يحبك يكرهك، ومن يكرهك يحبك، القريب يبتعد، والبعيد يقترب، الزمن يتجمد عند نقطة، وأيضا أفكارك، الأمس يبدو بعيدا، واليوم يشبه الأمس، والغد يكتسي بالغموض، ولكل إنسان ممر، وأيضا حكاية.
مفاجآت الحياة لا تنتهي، ولكل فصل مفاجآته، لا يمكن توقع كل شيء، هناك ما يمكن توقعه، وهناك ما يستحيل توقعه، وكل شيء نسبي، يمكنك تقبل ما يحدث، ويمكنك أن تفقد التوازن، الاختيار لك، لكن لا شيء يهم، في النعمة نقمة، وفي النقمة نعمة، والحياة لابد أن تستمر.
هكذا الأشياء، ما تراه بعيدا قد يكون قريبا، وما يبدو قريبا قد يكون بعيدا، لا يهم ما يحدث اليوم، المهم ما سوف يحدث غدا، وهذه تجربة أخرى.
لمزيد من مقالات عبد العزيز محمود;